ذكرت مصادر اسرائيلية ان الرئيس الاميركي جورج بوش"سيمتنع"عن طرح قضايا التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الفلسطينية واخلاء البؤر الاستيطانية"العشوائية"خلال لقائه الاثنين المقبل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون لرغبة الادارة الاميركية في"اضفاء صبغة احتفالية على الزيارة"مع اقتراب موعد تنفيذ خطة"فك الارتباط"الاسرائيلية. يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه اسرائيل التلاعب في"التعهدات"التي قطعتها لواشنطن في ما يتعلق ب"تجميد الاستيطان"وفقا لما نصت عليه خطة"خريطة الطريق الدولية"التي ذّكر الرئيس الاميركي قبل يومين بأهمية تطبيقها. فقد اشار تقرير نشرته صحيفة"هآرتس"العبرية الى ان الحكومة الاسرائيلية جمدت نشر عطاءات لمخططات جديدة للبناء في المستوطنات ولكنها في الوقت ذاته تقوم ببناء الاف الوحدات الاستيطانية في المستوطنات اليهودية وفقا لعطاءات تمت المصادقة عليها سابقا. واوضح التقرير ان معظم اعمال البناء تتم في مستوطنات"بيتار عيليت"المقامة على اراضي بيت لحم ومدينة القدس و"موديعين عيليت"المقامة على اراضي بيت عور غرب مدينة رام الله و"معاليه ادوميم"شرق مدينة القدس. واضاف التقرير انه يجري الان بناء 1000 وحدة استيطانية في"بيتار عيليت"بينما تم الانتهاء من بناء 1000 وحدة في مستوطنة"معاليه ادوميم"في اطار مشروع 07 فيما يجري بناء 1000 وحدة اخرى في الوقت الحالي وسيتم بناء 1500 وحدة في المرحلة المقبلة. وبحسب الصحيفة فان قرار الحكومة الاسرائيلية الاخير بناء 3500 وحدة استيطانية اخرى في المستوطنة المذكورة"بعيد عن التنفيذ في الوقت الحالي". اما في مستوطنة"موديعين عيليت"فقال تقرير الصحيفة العبرية انه يجري الان بناء 2500 وحدة سكنية استيطانية وبدأ اسكان مستوطنين في 500 منها وان 12 الف وحدة اخرى"اجتازت كل اجراءات الترخيص"ويمكن البدء في بنائها على الفور. واشار التقرير الى انه تم اقرار هذه الوحدات الاستيطانية قبل آب اغسطس من العام 2004. ويسكن 57 في المئة من المستوطنين داخل الكتل الاستيطانية التي ضمها الجدار الاسرائيلي العازل الى الدولة العبرية. واظهرت الصحيفة ان 37 مستوطنة من اصل 144 في الضفة الغربية باتت الان في الجانب الاخر من الجدار الاسرائيلي. وفي حال ضم مستوطنة"ارييل"الضخمة بالجدار سيرتفع عدد المستوطنين الذين يعيشون في المستوطنات اليهودية المقامة على الضفة الغربية الى 165 الفاً من اصل نحو ربع مليون مستوطن باستثناء القدس. ولفت التقرير الى قرارات اتخذتها حكومتاي شارون ومن قبله ايهود باراك بضم 80 في المئة من المستوطنين الى اسرائيل. مصادرة المزيد من الارض وفي ما بات"طقساً"من"الطقوس"الاسرائيلية اليومية اخيراً، تم الاعلان عن مصادرة 80 دونما من اراضي قرية فقصفين غرب دورا في محافظة الخليل لتوسيع مستوطنة"نهجوت". واقيمت المستوطنة المذكورة في العام 1982 في منطقة استولى عليها الجيش الاسرائيلي واقام عليها نقطة عسكرية قبل ان تحول بموجب قرار من رئيس الوزراء الحالي ارييل شارون الى مستوطنة يهودية. وتقع المستوطنة بمحاذاة الخط الاخضر في هذه المنطقة التي يجري التحضير فيها لاقامة الجزء الجنوبي من الجدار الاسرائيلي العازل. وفي السياق ذاته، حذرت مصادر فلسطينية من نية سلطات الاحتلال الاسرائيلية الاستيلاء على التلال الجبلية الواقعة بين نابلس ورام الله في المرحلة القريبة المقبلة. وياتي نشر التقرير في الوقت الذي كشفت فيه الصحيفة ذاتها ان الرئيس جورج بوش لن يثير اي"قضايا موضع خلاف"مع شارون خلال زيارة الاخير الى واشنطن الاسبوع المقبل. واشار المصدر ذاته الى ان الادارة الاميركية"قررت تخفيض تسليط الاضواء على مخططات البناء في المستوطنات واخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية"خلال الزيارة التي تريد لها واشنطن ان"تكون احتفالية مع اقتراب تنفيذ خطة"فك الارتباط". كما ذكرت الصحيفة ان بوش سيجدد التزامه بتعهداته التي قطعها لشارون العام الماضي وانه"يرفض اختصار الطريق"للتوصل الى اتفاق سلام دائم كما يطرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن. "ابو مازن "يشكو الى ذلك، شكا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اول من امس للمنسق الامني الاميركي الجنرال وليام وورد من عدم احترام اسرائيل للتعهدات التي قطعتها للفلسطينيين في قمة شرم الشيخ مصر في الثامن من شباط فبراير الماضي. واتهم عباس خصوصا الحكومة الاسرائيلية ب"وقف عملية نقل السلطات الامنية"في المدن الفلسطينية بعد نقلها في مدينتي اريحا وطولكرم في الضفة الغربية، حسب ما اعلن اللواء جبريل الرجوب، مستشار الامن القومي للرئيس الفلسطيني، اثر اللقاء بين عباس والجنرال وورد. وكان عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اتفقا في قمة شرم الشيخ على نقل السلطات الامنية الى الفلسطينيين في خمس مناطق بالضفة الغربية، اريحا وبيت لحم وطولكرم ورام الله وقلقيلية. واكد عباس لوورد خلال هذا اللقاء الذي استمر ساعة في رام الله، عزمه على"اعادة هيكلة اجهزة الامن"الفلسطينية.