بينما يتلهى اقطاب الدولة العبرية بالحديث عن وجوب الايفاء بالتعهدات الاسرائيلية لواشنطن تفكيك بعض المواقع الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية لتفادي المساس بفرص فوز الأميركي جورج بوش في الانتخابات الرئاسية الوشيكة كشفت صحيفة "معاريف" عن مخطط لتوسيع الاستيطان في مستوطنة "ارييل" المقامة على اراضي مدينة سلفيت في الضفة الغربية مؤكدة انه يتماشى والتفاهمات مع الادارة الاميركية القاضية بمواصلة البناء في المستوطنات الكبرى. ووفقاً للصحيفة فإن "التوبيخ" الاميركي لاسرائيل بعد الكشف عن خطة اقامة مستوطنة جديدة تربط مستوطنة "معاليه ادوميم" بمدينة القدسالمحتلة لم يفد بشيء وان الدولة العبرية لا ترتدع عن غيها وتواصل مشروعها الاستيطاني الكبير. فقد صادق وزير الدفاع شاؤول موفاز على الشروع سراً ببناء 300 وحدة سكنية جديدة غرب مستوطنة "ارييل" "لكن اسرائيل تتحين اللحظة الديبلوماسية المناسبة لنشر عروض استدراج للبناء. وتضيف الصحيفة ان الخطة الاشمل تقضي بإنشاء الفي وحدة سكنية على تلة تطل على مستوطنة "ارييل" التي يرتع فيها حالياً 19 ألف مستوطن وان موفاز صادق قبل ثلاثة اشهر على التصاريح لبدء العمل في بناء 300 وحدة سكنية. وتدعي اسرائيل انه وفقاً للتفاهمات مع واشنطن يسمح لها بمواصلة البناء في تخوم المستوطنات الكبرى تجاوباً مع التكاثر السكاني الطبيعي، فيما ترى واشنطن ان وقف البناء في المستوطنات ينبغي ان يشملها كلها. وتنقل "معاريف" عن أوساط أمنية اسرائيلية قولها ان التصريح بإقامة الوحدات السكنية الجديدة يتماشى والمعايير التي اتفق عليها مدير مكتب رئيس الحكومة دوف فايسغلاس ومستشارة الامن القومي في البيت الابيض كوندوليزا رايس في نيسان ابريل الماضي. وكانت مصادر سياسية اسرائيلية اعربت الاسبوع الماضي عن تقديراتها بأن تل ابيب ستقنع واشنطن بغض الطرف عن نشاطها الاستيطاني وتوافق عليه سراً بينما تتظاهر بالتشدد والاحتجاج الروتيني، علناً! ونددت حركة "السلام الآن" الاسرائيلية بالخطة الجديدة ووصفت موفاز ورئيس الحكومة ارييل شارون ب"لصوص الليل". واعتبر المتحدث بلسانها بناء الوحدات السكنية الجديدة في "ارييل" كما في "معاليه ادوميم" شرق القدس ضربة قاتلة لإمكان التوصل الى حل دائم للصراع يقوم على اساس دولتين للشعبين. في غضون ذلك افادت صحيفة "هآرتس" ان شارون يعتزم تسريع الاجراءات لإزالة مواقع استيطانية عشوائية "غير قانونية" قبل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية مطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل ونقلت عن اوساط قريبة منه ان لاسرائيل مصلحة في اخلاء هذه البؤر الاستيطانية وانه ينتظر توصيات المحامية طاليا ساسون التي عينها على رأس طاقم قانوني لدرس سبل ازالة البؤر المذكورة. وكتب المعلق السياسي في الصحيفة الوف بن ان واشنطن تتفادى المواجهة مع تل ابيب على خلفية عدم ايفائها بالتعهدات المتكررة لتفكيك المواقع الاستيطانية العشوائية وان الرئيس بوش الذي يخوض صراع البقاء ليس معنياً بأي صدام مع شارون على رغم قناعته بأن الاخير يستغل الانشغال في الانتخابات الاميركية ليفرض حقائق على الارض "لأنه ليس معنياً بإغضا الناخبين اليهود في الولاياتالمتحدة". وتابع ان الاميركيين قبلوا بالتوضيحات الاسرائيلية حول البناء في مستوطنة "معاليه ادوميم" وبالادعاء الاسرائيلي بأن الحديث هو مخطط جاهزة منذ سنوات لا يشكل نكثاً بوعد شارون للرئيس الاميركي بتجميد البناء في المستوطنات. يذكر اخيراً ان حكومة شارون تدعي ان عدد البؤر الاستيطانية العشوائية التي اقيمت في عهده والمرشحة للتفكيك لا يتعدى 23 بينما تؤكد حركة "السلام الآن" عبر صور جوية التقطتها ان عددها يفوق المئة. كما تتذرع ب"عقبات قضائية" تحول دون تفكيك هذه البؤر ولجوء قادة المستوطنين الى المحكمة العليا لاستصدار اوامر بمنع ذلك.