نوّه"مجلس الحوار الوطني"سنّي بفتوى اصدرها المرجع الشيعي علي السيستاني بوجوب اعتبار كركوك مدينة لجميع العراقيين. وطالب المجلس بفتوى مماثلة"مضادة"للمطالبات بإقامة فيديرالية للشيعة في"اقليم للجنوب والوسط". تزامن ذلك مع مسيرة في بغداد نظمها تيار مقتدى الصدر احتجاجاً على الفيديرالية، فيما دعا الصدر أنصاره الى المشاركة في الاستفتاء على الدستور. في المقابل، شدد قيادي في جماعة عبدالعزيز الحكيم على أن"الإسلام هو المكون الوحيد للعراق، وأي تنازل عنه خيانة"، في اشارة الى تمسك الجماعة بدستور يستند الى الشريعة الإسلامية. وكان"الحزب الاسلامي العراقي"عزا تأجيل اعلان مسودة الدستور الى"عجز"اللجنة الدستورية التي يتزعمها همام حمودي عن تقديم"حلول"للخلافات بين الكتل السياسية، فضلاً عن"انعدام الحياد"، معتبراً ان صدور المسودة سيعجل خروج القوات الأجنبية، رغم تحفظاته عن بعض البنود. ووصف في بيان عمل لجنة الدستور بأنه يتسم بالفوضى، ما أدى إلى"انعدام المقومات الادارية لانجاز العمل بسرعة ودقة واعاقة دور الخبراء القانونيين فيها". وأكد أياد السامرائي، القيادي الثاني في الحزب الإسلامي أن الحزب قدم اقتراحات لتسوية الخلافات على مسودة الدستور إلى رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري، وان الأخير"بدا متفهماً، لكنه لم يقبلها مئة في المئة". وقال السامرائي ل"الحياة"إن المشروع المقدم"شدد على ان الصلاحيات السيادية يجب أن تكون من اختصاص الحكومة المركزية، وعلى العدالة في توزيع الثروات وتجنب اقامة فيديراليات في الوسط والجنوب في الوقت الحالي، إلى ان تحدد ماهية النظام الفيديرالي في البرلمان المقبل". إلى ذلك، نوّه"مجلس الحوار الوطني"بفتوى أصدرها أول من أمس المرجع الديني علي السيستاني بوجوب اعتبار كركوك مدينة عراقية لجميع العراقيين. وقال علي السعدون، عضو المجلس ل"الحياة"إن بياناً للسيستاني"أكد الارادة الوطنية الحريصة على عدم التفريط بأي جزء من الأراضي العراقية، وجاء منسجماً مع طرح القوى المغيّبة عن الانتخابات داخل أروقة الهيئة الدستورية"، داعياً الأطراف الأخرى إلى"التمسك بوحدة العراق أرضاً وشعباً". لكن السعدون استغرب عدم صدور بيان مماثل"مضاد لرغبة بعضهم في اقامة اقاليم في الوسط والجنوب"، في اشارة الى عبدالعزيز الحكيم. وأمل بأن"تلتفت المرجعية الشيعية إلى هذا الأمر، لأن المناداة بالفيديرالية من شأنها اثارة الطائفية في هذه الفترة الحساسة، في ظل الوجود الأجنبي". في بغداد، وعقب صلاة الجمعة، قاد تيار مقتدى الصدر في مناطق الكاظمية والشعلة والصدر، وبمشاركة التيار الخالصي و"هيئة علماء المسلمين"تظاهرة سلمية احتجاجاً على الفيديرالية، وتعبيراً عن"حق العراقيين في تقرير مصيرهم، بعيداً عن التقسيم الى دويلات وتجزئة اراضي العراق وفق أسس طائفية وقومية". وقال الشيخ حازم الأعرجي، القيادي في تيار الصدر ل"الحياة"إن البيان الذي وزع في التظاهرة اعتبر صوغ الدستور"عملية غامضة تتم من دون اشراك الشعب في تحديد شكل الحكم الذي يتطلع اليه". وتابع ان التظاهرة التي نددت بانعدام"أبسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء ووقود، في ظل انشغال السياسيين بمصالحهم، جاءت لايصال صوت الشعب قبل اقرار البرلمان الدستور". وفي خطبة صلاة الجمعة، حض صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف، القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"، قادة الكتل السياسية على"الحفاظ على وحدة الشعب وتحقيق آماله في كتابة الدستور، والاهتمام بقضية الاسلام". ونبه الى أن"الإسلام المكون الوحيد للعراق، وأي تنازل عن استحقاقاته خيانة للشعب". وأشار الى أن البلد"كان قاب قوسين او أدنى من أزمة، وانهيار الجمعية الوطنية، وكانت الاتصالات مستمرة لحظة بلحظة بين بغداد والمرجعية الدينية في النجف والتي أشارت عليهم بتغيير فقرة في القانون الموقت وتمديد مهلة"انجاز مسودة الدستور.