أثارت دعوة رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم الى اقامة «اقليم شيعي» في جنوب العراق في اطار الفدرالية صدمة في الاوساط السياسية وخصوصا لدى العرب السنة الذين اعتبروا انها قد تكون مقدمة لتقسيم العراق. فقد حذر امام سني عضو في هيئة علماء المسلمين من خطورة الفدرالية على وحدة العراق، مؤكدا ان «الفدرالية مؤامرة لتجزئة البلاد». وقال الشيخ مهدي الصميدعي امام وخطيب مسجد ام القرى في خطبة الجمعة «لقد قلنا ان للاخوة الاكراد في شمال البلاد خصوصيتهم ما دامت فدراليتهم ضمن البلد الواحد، اما ان ينقسم البلد الى فدراليات فذلك ما يريده اليهود والاعداء». وقال «أخاطب الاخوة الأكارم في جنوب البلاد أن لا يقعوا في الفخ واذا بجزء من البلاد يكون ضيعة من ضياع دولة أخرى». وقال الشيخ مهدي الصميدعي امام وخطيب مسجد ام القرى في خطبة الجمعة امام عشرات المصلين ان «الفدرالية مؤامرة لتجزئة البلاد». واضاف «لقد قلنا ان للاخوة الاكراد في شمال البلد خصوصيتهم ما دامت فدراليتهم ضمن البلد الواحد اما ان ينقسم البلد الى فدراليات فذلك ما يريده اليهود والاعداء». وطالب الصميدعي «الذين تتعالى اصواتهم من اجل تجزئة البلاد ان يركنوا الى منطق العقل». وقال «اخاطب الاخوة الاكارم في جنوب البلاد ان لا يقعوا في الفخ واذا بجزء من البلاد يكون ضيعة من ضياع دولة اخرى». واضاف «نحن في وسط البلاد لا نريد الفدرالية لاننا نشعر ان العراق بطوله وعرضه وطن الجميع وحق الجميع». واكد الصميدعي ان «هيئة علماء المسلمين والحزب الاسلامي والوقف السني والمؤتمر العام لاهل السنة قد اتفقوا على المشاركة في العملية السياسية». ودعا جميع العراقيين الى «المشاركة في الانتخابات المقبلة والعملية السياسية لان المسألة مسألة وجود او عدمه والذين يخرجون من الساحة لن يغيروا شيئا». وخلص الى القول موجها كلامه للمصلين «عليكم ان تسارعوا وتسجلوا اسماءكم في المراكز الانتخابية». وقال سليم عبد الله القيادي في (الحزب الاسلامي العراقي) والعضو في لجنة كتابة الدستور لوكالة (فرانس برس) أمس ان «هذه الدعوة تؤكد على حقيقة مخاوف العرب السنة من ان هناك عملية لتجزئة البلد لاقاليم عدة تعطى لها صلاحيات واسعة». ورأى ان «الشعب العراقي غير مهيأ حاليا لتقبل مثل هذه الفكرة لانه لا يمكنه الانتقال من مرحلة المركزية الخانقة الى فدرالية واسعة الصلاحيات»، مشيرا الى ان «الامر يتطلب المرور بحالة انتقالية وسطية حتى نعطي انفسنا مهلة من الزمن». واوضح ان «فكرة الفدرالية يجب ان تأتي وفق اطار مشروع وطني تقدم فيه طلبات تنظر فيها في الجمعية الوطنية القادمة لبيان مدى صلاحية المحافظات وبعدها يتم تبنيها ويجرى استفتاء ضمن عموم الشعب لمعرفة رايهم من المشروع». وتابع «اما اللجوء لتجزئة البلد تدريجيا من محافظات الى اقاليم ليس على اساس دراسة مفصلة فهذا امر مرفوض من قبلنا». واكد ان «الحل يكمن في الاقرار بكردستان العراق كواقع حال كاقليم مع اعتماد اللامركزية في ادارة شؤون المحافظات واعطائها المزيد من الصلاحيات». من جانبه، اكد صالح المطلك الناطق الرسمي باسم مجلس الحوار الوطني العراقي (سني) ان دعوة الحكيم «سببت لنا الصدمة والخوف. فتوقيتها جاء سيئا وقبل ثلاثة ايام فقط من الموعد الاقصى لتقديم مسودة الدستور الى الجمعية الوطنية». وطالب المطلك بمناقشة مسألة الفدرالية من قبل الجمعية الوطنية المقبلة بعد انتخابها مشيرا الى ان «اطلاق مثل هذه التصريحات في مثل هذا الوقت سوف يؤخر من عملية الانتهاء من كتابة الدستور لسنة اخرى». واعتبر راسم العوادي القيادي في حركة الوفاق الوطني العراقي (شيعي) الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي دعوة الحكيم «ورقة ضغط». وقال ان «اي تصعيد قبل الدستور غير صالح». واضاف ان «الرأي العام هو مع تأجيل الفدرالية الى ما بعد اجراء الانتخابات مع مشاركة الجميع فيها». واكد العوادي ضرورة «الحفاظ على وحدة الشعب العراقي مع احترام خصوصيات الشعب بمختلف قومياته وطوائفه». وكان عبد العزيز الحكيم رئيس لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية اكد الخميس عن تأييده لاقامة «اقليم واحد في جنوب ووسط العراق» يضم غالبية المناطق الشيعية في اطار فدرالية. وقال الحكيم الذي يترأس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان «هناك خمسة مواضيع رئيسية نؤكد عليها في الوقت الحاضر وهي الدستور والامن والاعمار وتشكيل اقليمالجنوب والوسط». واضاف «نؤكد على ضرورة اقامة اقليم واحد في جنوب ووسط العراق لوجود مصالح مشتركة بين ساكني هذه المناطق». على حد قوله - واوضح انه «من اجل حفظ التوازن السياسي في البلاد لا بد ان تكون هناك حكومة اقاليم بحيث يسمح الدستور بذلك ولا بد ان يكون هناك وحدة تنظم عمل الاقاليم». وعبر الحكيم عن الامل في ان «تطرح مسودة الدستور في موعدها» في الخامس عشر من آب - اغسطس الجاري، مشددا على «حساسية وخطورة» المرحلة. من جانبه قال الناطق الاعلامي باسم المجلس الاعلى جواد تقي ان«طرحنا يقوم على الدعوة لاقامة اقليم شيعي واحد يتكون من تسع محافظات» في الوسط والجنوب. واشار الى ان «المحافظات التسع هي البصرة وميسان وذي قار وواسط ومحافظات الفرات الاوسط متمثلة ببابل والنجف وكربلاء والمثنى والقادسية». واضاف «اما فيما يخص بغداد وكركوك (شمال) فوضعهما مستقل». من ناحيته، قال محمود عثمان القيادي الكردي وعضو في لجنة كتابة الدستور «صحيح نحن متفقون مع الشيعة على مبدأ الفدرالية لكن تصريحات الحكيم كانت مفاجأة بالنسبة لنا». ورأى عثمان ان «هذه التصريحات قد تثير حساسية من قبل العرب السنة الذين لايقبلون باي نوع من الفدرالية ويقولون انها ستؤدي الى تفتيت العراق وتزيد النفوذ الايراني في البلاد». واكد ان «مبدأ فدرالية الجنوب مقبول بالنسبة لنا اذ اننا نريد الفدرالية فلا يمكننا ان نرفضها لغيرنا». واشار عثمان الى ان تصريحات الحكيم هذه جاءت بعد لقائه بالمرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني «مما يعني ان السيستاني يؤيد هذا المطلب». ومبدأ الفدرالية هو احدى النقاط العالقة التي يجري النقاش عليها بين الاطراف الكردية والشيعية والسنية في الوقت الحالي. وكان مسعود البارزاني الرئيس الجديد لاقليم كردستان زعم في العشرين من حزيران/يونيو الماضي امكانية تعميم تجربة اقليم كردستان الى باقي انحاء العراق. ويسمح قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية الذي وضعه مجلس الحكم الانتقالي (2003 - 2004) باقامة اقليم بين ثلاث محافظات مجتمعة على الا يشمل ذلك بغداد وكركوك. ويتألف اقليم كردستان من ثلاث محافظات هي السليمانية واربيل ودهوك تتمتع بحكم ذاتي منذ 1991 عندما سحبت الحكومة المركزية في بغداد انذال جميع المؤسسات الرسمية من شمال العراق. في السياق ذاته، أعلن عبدالهادي الدراجي المتحدث الرسمي باسم مكتب الشهيد الصدر في العاصمة العراقية بغداد رفض التيار الصدري لمبدأ الفيدرالية مع وجود قوات الاحتلال في العراق. وقال الدراجي ان موقف الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر واضح من هذه القضية ولا يتغير.