أعلن وزير الدفاع البلغاري فاسيلين بليزناكوف خلال زيارته واشنطن امس، أن بلاده تأمل في أن تنهي قبل نهاية آذار مارس 2006، محادثاتها مع الولاياتالمتحدة في شأن إنشاء قواعد عسكرية أميركية على أراضيها. وقال الوزير فاسيلين بليزناكوف، إثر محادثات مع نظيره الاميركي دونالد رامسفيلد، إن المحادثات وضعت الاتفاق"الذي سيتيح لقواتنا المسلحة الافادة من التدريبات الاميركية في الطريق الصحيح". وتزامنت تصريحات الوزير البلغاري مع توقيع رومانيا اتفاقاً مع الولاياتالمتحدة لتشييد اربعة مواقع عسكرية على اراضيها، لكن رامسفيلد اكد ان واشنطن لا تنوي اقامة قواعد عسكرية كبيرة في جنوب شرقي اوروبا مثل تلك التي اقيمت في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية،"اذ تحتاج قواتنا الى سرعة ومرونة في التحرك، وليس التمركز في قواعد ثابتة". وفي وقت تلقي قضية السجون الاميركية السرية بظلالها على جولتها الاوروبية التي استهلتها في برلين الاثنين الماضي، أكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في كييف أمس أن الولاياتالمتحدة غيرت سياستها في شأن استجواب المعتقلين، واعلنت حظراً في انحاء العالم على العسكريين يمنعهم من تعريض السجناء للقسوة. وشددت على أن الولاياتالمتحدة لا تسمح بالتعذيب أو بالمعاملة المهينة سواء داخل أراضيها أو في الخارج، وأوضحت أن سياسة بلادها تقضي بأن تجرى الاستجوابات استناداً الى الالتزامات الاميركية لشرعة مناهضة التعذيب التي تمنع المعاملة المهينة وغير الانسانية. وأيد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تنديد رايس باللجوء إلى التعذيب"مهما كانت الظروف"، وأشار إلى عدم علمه باحتمال وجود سجون لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي في أوروبا، معتبراً ان قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا تمثل"امراً شاذاً تنبغي إزالته". تهدئة أوروبية ورفضت رايس خلال جولتها الاوروبية، تقديم ردود محددة على اسئلة عن وجود سجون اميركية سرية في اوروبا، أو رحلات جوية نفذتها وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي أي، في محاولة لتجنب الانعكاسات السلبية لهذه المسألة على العلاقات مع أوروبا، بعد ثلاث سنوات من الخلاف الحاد بين جانبي الاطلسي بسبب الحرب على العراق. وعشية لقاء الوزيرة الاميركية مسؤولي الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي ناتو في بروكسيل، عكس ديبلوماسيون أوروبيون حرصهم على التقليل من خطورة المسألة، على رغم أن الاتحاد الاوروبي طالب الولاياتالمتحدة رسمياً بتقديم إيضاحات. وأبدى مسؤولو الحلف الاطلسي ثقتهم بأن الجدل لن يعيق خطط توسيع قواته للمساعدة في إحلال الامن في أفغانستان إيساف والتي ستشكل بنداً أساسياً في المحادثات. وتتطرق محادثات رايس مع الاطلسي الى"الشرق الاوسط الكبير"الذي يزداد اهمية بالنسبة الى الحلف العسكري. ونفى الرئيس البولندي ألكسندر كفاجنيفسكى أمس، وجود مشتبه بهم بالارهاب في معتقلات سرية تديرها ال"سي آي أي"في بلاده. واكد ان التعاون الاستخباراتي مع الولاياتالمتحدة يشمل مجال تبادل المعلومات فقط والذي لا يخالف القانون البولندي". وكذلك، أكد وزير العدل التايلاندي شيدتشاي فاناساتيديا عدم صحة المعلومات عن استخدام ال"سي آي أي"سجوناً سرية في بلاده، علماً أن محطة"آي بي سي نيوز"الاميركية أعلنت أول من أمس أن الولاياتالمتحدة احتجزت"أبو زبيدة"، أحد المساعدين الرئيسيين لزعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن في إقليم ناكورن راتشاسيما شمال شرقي تايلاندا. انتقادات لمركل وفي ألمانيا، اتهم معارضون المستشارة الالمانية أنغيلا مركل بالفشل في الحصول على ردود من رايس في شأن قضية خطف ال"سي آي أي"المواطن اللبناني الاصل خالد المصري واحتجازه خمسة شهور في أفغانستان، وإزالة المخاوف من الوسائل التي تعتمدها واشنطن في حربها على الارهاب. وقال عضو البرلمان المعارض هاينز لافرمان"لم نسمع سوى تبريرات عامة لا تشكل خطوة إلى الامام"، علماً أن مركل كانت أعلنت أنها طلبت من وزير خارجيتها تقديم تقرير في شأن قضية المصري إلى لجنة برلمانية لاجهزة الامن تعقد اجتماعاتها سراً. أما وزير الداخلية السابق أوتو شيلي فنفى تكتمه على القضية، وقال إنه طلب ايضاحات من الولاياتالمتحدة.