سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
11 معتقلاً أبعدوا من أوروبا الشرقية إلى شمال أفريقيا قبل جولتها الأوروبية . رايس : نشاطات "سي آي أي" تحترم المعايير الدولية والاعتقالات أنقذت أبرياء أوروبيين وأميركيين
أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عقب اجتماعهما في برلين أمس، أن الولاياتالمتحدة تتمسك بالقواعد الديموقراطية في حربها على"الإرهاب الدولي"، مضيفة أن واشنطن تبذل كل جهد ممكن لحماية مواطنيها والدول المتحالفة معها، في إشارة غير مباشرة إلى موقفها من التقارير المتعلقة بالرحلات السرية لوكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي عبر المطارات الألمانية والأميركية لنقل مشتبه في أنهم من الإسلاميين. واعتبرت الحرب على الإرهاب"تحدياً"يجعل من الضروري أن"نبذل كل ما في وسعنا لحماية مواطنينا"، مشددة على أن بلادها"تحترم سيادة شركائها". وأكدت في الوقت ذاته التزام الولاياتالمتحدة"بالتعامل طبقاً لقوانينها ومن واقع الالتزامات الملقاة على عاتقها". وفي وقت أكدت أن واشنطن ستعمل على تصويب أي أخطاء ارتكبتها في حربها على الإرهاب، رفضت رايس التعليق على مزاعم خطف"سي آي أي"الألماني اللبناني خالد المصري. وقالت:"عندما ترتكب أخطاء، وفي حال ارتكابها، نسعى جاهدين وبأسرع وقت ممكن إلى تصويبها". وذكرت أن قضية المصري الذي قيل إن وكالة الاستخبارات المركزية خطفته إلى أفغانستان"ينظر فيها القضاء الأميركي". وقبل لقائها مركل، عقدت رايس صباحاً محادثات مع وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الذي استقبلته قبل أسبوع في واشنطن. إنقاذ أرواح وكانت رايس أعلنت نيتها تذكير الأوروبيين بواجباتهم كحلفاء خلال جولتها التي يخشى أن تواجه فيها أسئلة حول شرعية نشاطات وكالة الاستخبارات المركزية في أوروبا. وقالت إن على الزعماء الأوروبيين قبل الشكوى من السجون السرية، أن يدركوا أن المعلومات التي جمعها المحققون من المعتقلين"منعت وقوع اعتداءات وأنقذت حياة أبرياء في أوروبا تماماً كما في الولاياتالمتحدة". ونفت رايس أن تكون واشنطن نقلت سجناء سريين إلى سجون أو سمحت باستجوابهم تحت التعذيب، قائلة إن"الولاياتالمتحدة لا تسمح أو تتساهل أو تسامح التعذيب تحت أي ظرف"، وأنها"لا تنقل ولم تنقل معتقلين من بلد إلى آخر بهدف الاستجواب تحت التعذيب". وقالت للصحافيين الذين رافقوها على متن الطائرة التي أقلتها من واشنطن:"من المهم أن نتذكر جميعاً وأن نذكر الرأي العام في بلداننا أن علينا واجبات لحماية شعوبنا". عتب على دول أوروبية وأبدت بعض المرارة تجاه دول أوروبية، إذ"كان يجب أن تبدي مزيداً من التفهم". وقالت:"الولاياتالمتحدة بلد صديق لمعظم هذه الدول وفي جميع الحالات المعنية. نحن حلفاء ليس فقط في الحرب على الإرهاب، ولكن أحياناً منذ الحرب الباردة وحتى قبل ذلك"، مضيفة:"آمل بأن تتيح لنا هذه الرحلة التركيز مجدداً على ما يجب عمله: أن نتذكر ونذكر شعوبنا بان الأمر يتعلق بخيارات صعبة وبظروف صعبة لم نواجهها أبداً من قبل". ورفضت تأكيد أو نفي وجود السجون السرية، متذرعة بأنها تتعلق ب"معلومات مصنفة"وأنها لا تنوي"نزع هذه الصفة"عن بعض المعلومات السرية بهدف طمأنة الرأي العام الأوروبي. وفي واشنطن، أفادت قناة"آي بي سي نيوز"التلفزيونية أن واشنطن احتجزت الأسرى المشتبه بانتمائهم إلى"القاعدة"في سجون سرية في أوروبا حتى الشهر الماضي، وان تلك المنشآت أغلقت بعد ظهور تقارير إعلامية عن وجودها. ولفتت على أن عمليات الترحيل أجريت خلال تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ونقل 11 مشتبهاً إلى مراكز اعتقال أخرى في شمال أفريقيا. ونقلت المحطة عن عاملين سابقين وحاليين في"سي آي أي"أن عمليات الترحيل أجريت على عجل قبل جولة رايس الأوروبية، مضيفة أن جميع المشتبه بهم باستثناء واحد أخضعوا لأقوى تقنيات استجواب تستخدمها ال"سي آي أي". وأشار التقرير إلى أن ثمانية من كبار الوجوه في"القاعدة"إضافة إلى ثلاثة آخرين احتجزوا في وقت ما في قاعدة جوية سوفياتية سابقة في شرق أوروبا، وأن بعضهم نقل حديثاً إلى بلد آخر. وذكرت مصادر بولندية أن القاعدة الجوية هي الدليل على وجود موقع سجن سري. وكانت منظمة مراقبة حقوق الإنسان هيومان رايتس ووتش أعلنت أن بولندا ورومانيا هما أكثر المواقع المحتملة لتواجد مراكز الاعتقال السرية، الأمر الذي نفاه البلدان. ونقلت"آي بي سي"عن ضباط استخبارات قولهم إن رايس كان في وسعها قول ذلك بسبب تقرير رئاسي اقر ست وسائل منتقاة للاستجواب لا تعدها الولاياتالمتحدة ضمن وسائل التعذيب. ونفت الحكومة المغربية أن يكون السجناء ال11 الذين تحدث عنهم تقرير"إي بي سي"نقلوا إلى اراضيها. وقال مصدر رسمي إن"هذه المعلومة لا تعني الأراضي المغربية وعلى المصدر الذي أوردها أن يحدد البلد المقصود". مركل ولم تعلّق رايس على تقرير المحطة الإخبارية. أما المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، فأكدت متانة العلاقات بين ألمانياوالولاياتالمتحدة، ووصفت السياسة الخارجية لرايس بأنها"سياسة نطاقها واضح ومحدد"، وهو ما يتفق مع السياسات الألمانية الهادفة إلى إقامة علاقات قوية بين جانبي الأطلسي. وفي تصريحاتها أعقبت اجتماع أقوى سيدتين والذي استمر 50 دقيقة بدلاً من 30 كما كان مقرراً، أعلنت مركل أن الحكومة الألمانية تنتظر من الولاياتالمتحدة"احترام قواعد الديموقراطية في حربها على الإرهاب"، مشدّدة على دور الأممالمتحدة في الحفاظ على المبادئ القانونية بشكل لا يمنع أجهزة الاستخبارات من إنجاز عملها. وعن التقارير المتعلقة بخطف"سي آي أي"خالد المصري عام 2004، قالت إن وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير سيقدم تقريراً إلى لجنة المتابعة في البرلمان الألماني بهذا الشأن. وفي فيينا، طالب المفوض الأوروبي للعدل فرانكو فراتيني الوزيرة رايس بإيضاحات في شأن قضيتي الطائرات والسجون السرية. وقال في مقابلة مع صحيفة"كورير"النمسوية:"أتوقع إيضاحاً ومعلومات في شأن التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان. أريد أن أعرف إلى أي مدى وصلت هذه الانتهاكات ولماذا كانت ضرورية". وشدد على عدم رغبته في الخوض في خلاف مع واشنطن، قائلاً:"من المهم لأوروبا توضيح أننا في قارب واحد مع الأميركيين فكلانا مهدد بالإرهاب".