تبدأ وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس جولة أوروبية غداً، في وقت تواجه ضغوطاً خارجية وداخلية. وبينما ينتظر محادثو رايس الحصول على أولى التوضيحات حول قضيتي"الطائرات السجون"التي استخدمتها الاستخبارات المركزية سي آي أي ومراكز احتجاز محتملة لإسلاميين في أوروبا الشرقية، أعربت الجمعية الأميركية للدفاع عن الحريات المدنية عن عزمها ملاحقة وكالة الاستخبارات المركزية باسم شخص أكد اعتقالها له وضربه واحتجازه في معتقل سري. وأفادت مجلة"دير شبيغل"الالمانية أن لدى برلين"لائحة مفصلة"بما لا يقل عن 437 رحلة جوية سرية قامت بها طائرات"سي آي أي"في المجال الجوي الألماني وعمليات هبوط في مطارات تقع في ألمانيا. وأكدت أن"طائرات من هذا القبيل قد تكون استخدمت لنقل إرهابيين مفترضين وإيداعهم في معتقلات سرية". وقدم جهاز أمن الملاحة الجوية الألمانية لائحة الرحلات استجابة لطلب رفعته مجموعة برلمانية لحزب اليسار. ولفتت المجلة إلى أن طائرتين تابعتين ل"سي آي أي"استخدمتا وحدهما المجال الجوي الألماني أو هبطتا في مطارات تقع في ألمانيا، 137 مرة خلال 2002 و146 مرة خلال 2003، ومعظمها في فرانكفورت وبرلين في قاعدة رامشتاين الأميركية. ويوجد في ألمانيا أكبر عدد من القواعد الأميركية في أوروبا. وكانت صحيفة"غارديان"البريطانية أحصت 300 طائرة لوكالة الاستخبارات المركزية حطت في أوروبا، في ما بات يعرف بفضيحة"غوانتانامو اكسبرس". ويأتي ذلك بعدما أعلنت الحكومة الألمانية انها لن تطلب من رايس توضيحات في شأن القضية، مؤكدة انها لا تريد"الضغط"عليها في هذا الموضوع. إلا أن الحكومة الالمانية تخشى ان تتحول القضية إلى نقاش جوهري يتناول استخدام الولاياتالمتحدة مجالها الجوي في الحرب على العراق ونشر القوات الأميركية في ألمانيا. دعوى قضائية وفي واشنطن، أعربت الجمعية الأميركية للدفاع عن الحريات المدنية أي سي ال يو عزمها ملاحقة وكالة الاستخبارات المركزية باسم الشخص الذي أكد انه اعتقل وتعرض للضرب واحتجز سراً في سجن أميركي في أفغانستان. وستكون أول شكوى ضد عمليات اعتقال الأجانب في سجون أميركية سرية خارج الحدود الأميركية التي تتهم بممارستها وكالة الاستخبارات، بحسب الجمعية التي أضافت أنها سترفع الشكوى بعد غد الثلثاء في ولاية فيرجينيا باسم"ضحية بريء تماماً أطلق سراحه في ما بعد ومن دون توجيه أي تهمة إليه". وتتهم الشكوى"مسؤولين كباراً في"سي آي أي"بخرق قواعد حقوق الإنسان من خلال السماح لمرؤوسيهم بخطف بريء وسجنه مع عدم السماح له بإجراء أي اتصال مع الخارج، وضربه وتعريضه للمخدرات ونقله إلى سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية في أفغانستان"حيث بقي فيه بعض الوقت قبل اكتشاف براءته. وتتهم الجمعية الشركات، مالكة الطائرات التي نقلت الضحية، بالمسؤولية القانونية في المساعدة على خرق الحقوق المدنية والإنسانية. وسيعقد الشخص المعني بالقضية مؤتمراً صحافياً مع المنظمة بعد غد صباحاً، يوم رفع الشكوى، في واشنطن. الحلف الأطلسي وترافق هذا التطور مع تصريح لفيكتوريا نولاند المندوبة الأميركية الدائمة لدى منظمة حلف شمال الأطلسي في باريس أوضحت فيه أن مسألة الرحلات السرية طرحت في المنظمة من دون أن تعيق عمل الأعضاء. وأفادت أن الوزيرة رايس سترد على رسالة الاتحاد الأوروبي بهذا الصدد"قريباً جداً، اليوم أو خلال رحلتها الأوروبية". وتشمل جولة رايس الأوروبية ألمانياورومانيا وأوكرانيا وبلجيكا، وستشارك في اجتماع في مقر الحلف الأطلسي في بروكسيل. وقالت نولاند:"لن اقول اننا لم نتطرق الى المسألة في بروكسيل. بالطبع تطرقنا اليها لكن هذا لم يمنعنا من العمل". وزادت:"حلفاؤنا خصوصاً في الاتحاد الأوروبي يعلمون أن حكومتي سترد على الأسئلة التي طرحت"في رسالة توضيحية، مشيرة الى أنه"لا ندلي بأي تعليقات حول مسائل استخباراتية، وفي معزل عن ذلك، فان العمليات الأميركية جرت بما يتفق مع قوانيننا والتزاماتنا الدولية وسيبقى الوضع هكذا، بالطبع لا نعذب أحداً". ولم ينف مدير ال"سي آي أي"بورتر غوس وجود سجون سرية تابعة ل"سي آي أي"في أنحاء العالم، لكنه نفى بقوة اللجوء إلى التعذيب. "زوبعة في فنجان" وقبيل زيارة رايس بوخارست لتوقيع اتفاق حول"تسهيلات عسكرية"، اعتبر وزير الخارجية الروماني رازفان اونغوريانو، قضية السجون السرية"زوبعة في فنجان". وفيما ذكرت رومانيا في مقدم الدول التي أقيمت فيها السجون السرية المذكورة، قال اونغوريانو"لا فائدة من التكرار ان كل المؤسسات الرومانية المعنية نفت ارتباطها بمشروع مماثل"، مؤكداً انه لا يرى"اي سبب"لطلب تفسيرات من رايس حول تلك القضية كما يدعو العديد من نظرائه الاوروبيين، لافتاً إلى أن ذلك"لا يندرج في مفكرتنا الثنائية". وتابع الوزير الروماني"ينبغي ان نقر بان تلك الأسئلة تصدر خصوصاً من جانب الذين يشككون في ضرورة وجود تحالف أميركي أوروبي فاعل"، وإن اقر بان ذكر اسم بلاده في سياق المسألة"سيؤثر في صورة"رومانيا في الخارج، وشدد على انه طلب من منظمة"هيومان رايتس ووتش"تقديم"ادلة تثبت اتهاماتها"ولكن"من دون جدوى". وقال:"حين تهدأ هذه الفضيحة، سنناقش الانعكاسات السلبية المحتملة على صورة رومانيا مع المسؤولين في"هيومان رايتس ووتش"التي نقدر نشاطها في اي حال".