سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش يغتال قيادياً في "حماس" ويقصف سيارة في بيت لاهيا ... وإصابة 6 مستوطنين في قصف ب "الهاون" اسرائيل تعلق اجتياح غزة بعد تدخل أميركي ومصري وتحسباً لعرقلة خطة الفصل وتقويض حكم عباس
فيما أوحت تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز أمس بتعليق العدوان العسكري الواسع المخطط على قطاع غزة لأيام"بانتظار ان تقوم السلطة الفلسطينية بالخطوات اللازمة لوقف قصف المستوطنات"، واصل جيش الاحتلال عمليات تصفية كوادر فلسطينية فاغتال أمس القيادي في"كتائب عزالدين القسام"سعيد عيسى صيام متوعداً بمزيد من هذه العمليات، كما قصف بصاروخ سيارة في بيت لاهيا، إلا ان رجلين على متنها نجيا من الحادث. في غضون ذلك، جرح 6 اسرائيليين في مستوطنة"نفيه دكاليم"في غزة في عمليتي اطلاق قذائف هاون تبنت احداها"حماس". وكرر رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون تهديداته للفلسطينيين باطلاق يد الجيش"لوقف موجة الارهاب"، وقال في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية انه التقى قادة الاجهزة الأمنية من جديد واصدر اليهم تعليمات"باتخاذ كل الاجراءات اللازمة ومن دون أي قيود لوضع حد لقصف الصواريخ واستهداف قادة المنظمات الارهابية والمخربين"، مضيفاً ان اسرائيل لن تقبل بأي حال بأن يستمر الوضع الحالي وانها معنية بالتوصل الى تسوية سياسية"لكن ذلك يبدو مستحيلاً في وقت ينفلت الارهاب على طول حدودنا". وهدد وزير الدفاع بعملية عسكرية واسعة النطاق"إذا لم تقم السلطة بخطوات جدية لوقف اطلاق القذائف على البلدات الاسرائيلية". وقال ان رسالة بهذا المعنى نقلت الى قادة السلطة عبر"قنوات مصرية واميركية"، وإذا"لم تتوقف الاعتداءات علينا فسنوقفها نحن بعملية عسكرية متواصلة في القطاع". وتابع ان حركة"الجهاد الاسلامي"اتخذت قراراً استراتيجياً بإجهاض خطة فك الارتباط عن غزة وتعمل على اقناع حركة"حماس"بالانضمام الى جهودها. وزاد انه على رغم التصعيد فإن اسرائيل ستنفذ الخطة وفقاً للجدول الزمني المقرر وان الانسحاب"لن يتم تحت وطأة النيران". وأشار موفاز الى ان ثمة"بوادر أولى لنشاط تقوم به السلطة الفلسطينية ضد حركة"حماس"من دون ان يتم بعد بقدر كاف من العزم"، متمنياً على حركة"فتح"توحيد صفوفها لمواجهة"حماس". ورأى المراقبون في مجمل تصريحات موفاز ارجاء للعملية العسكرية الواسعة التي تخطط لها اسرائيل في القطاع على رغم أقوال نائبه زئيف بويم للاذاعة العامة ان"الدبابات التي حشدت على مداخل القطاع منذ يومين ستشن حملة خلال ساعات معدودة إذا فشل رئيس السلطة الفلسطينية في اتخاذ مواقف صارمة من الفصائل الاسلامية"، مضيفاً ان العملية تتجه نحو"نطاق واسع... القوات مستعدة والخطط جاهزة". تقويض حكم"أبو مازن" وقالت مراسلة الاذاعة في الشؤون العسكرية ان المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل يفضلان"في هذه المرحلة الانتظار واستنفاد الخطوات"التي شرعت السلطة الفلسطينية باتخاذها خلال الساعات الأخيرة والجهود الدولية المبذولة لاحتواء التصعيد. وزادت ان ثمة مخاوف لدى أركان الحكومة الاسرائيلية من ان تؤدي عملية عسكرية برية واسعة النطاق في القطاع الى عرقلة خطة فك الارتباط وتقويض سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس"واسرائيل ليست معنية بذلك". وتابعت ان حشد آلاف الجنود والدبابات على مداخل القطاع ينقل"رسالة رادعة"للسلطة الفلسطينية والفصائل المسلحة. واستدركت الصحافية قائلة ان العملية العسكرية قد تبدأ في حال وقوع خسائر في الارواح في الطرف الاسرائيلي جراء استمرار اطلاق القذائف والصواريخ"في مثل هذه الحال لن يشفع للفلسطينيين التدخل الاميركي أو المصري الذي أثمر حتى الآن تعليق العملية العسكرية". وتبارز وزراء الحكومة بمن فيهم وزراء حزب"العمل"في اطلاق الوعيد للفلسطينيين بينما دعا عدد من وزراء اليمين المتطرف شارون الى عدم الانتظار واطلاق يد الجيش. واستبعد أبرز المعلقين الإسرائيليين في الشؤون العسكرية قيام جيش الاحتلال في الأيام الوشيكة باجتياح القطاع، ورأى أحدهم في التهديدات الإسرائيلية المتواترة"نفخ عضلات لا أكثر". وقال إن الحشود العسكرية حول القطاع"جيدة للكاميرات"، لكنها لم تتلقَ بعد الضوء الأخضر للاجتياح خشية أن يؤدي ذلك الى انهيار حكم"أبو مازن"و"إسرائيل لم تقرر بعد التنازل عنه، إذ لا يوجد اليوم مرشح أفضل منه، على رغم ضعفه ومستوى أدائه"، كما كتب آلوف بن في صحيفة"هآرتس". ورأى زميله زئيف شيف ان"النقطة الأبرز من الناحية العسكرية تكمن في فشل إسرائيل المتواصل في وقف اطلاق القذائف، ما يدفعها الى التفكير بتنفيذ اجتياح بري واسع في القطاع". وتوقع المعلقون أن تعوّض إسرائيل عن فشلها هذا بمواصلة سياسة"الاغتيالات الموضعية"في موازاة جهودها لضمان انسحابها من القطاع، من دون نيران فلسطينية، معوّلة على التدخل الدولي لتوفير تعهد من هذا القبيل. ورجح هؤلاء أن لا تقوم اسرائيل بعدوان واسع قبل وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة نهاية هذا الأسبوع. واستهدفت قوات الاحتلال أمس القيادي في حركة"حماس"سعيد عيسى جبر صيام 30 عاماً واغتالته برصاص قناصة أثناء مغادرته منزله في خانيونس، ونسبت اليه عدداً من العمليات العسكرية التي استهدفت مستوطنين وموقعاً لجيش الاحتلال فوق أحد الانفاق العام الماضي، وقيادته خلية اطلقت قذائف"القسام"على مستوطنات. منع مسيرة للمستوطنين الى ذلك، أعلنت اذاعة الجيش أن الشرطة حظرت"مسيرة احتجاجية"لعشرات آلاف من المستوطنين وأنصارهم كان مقرراً أن تتوجه الى تكتل"غوش قطيف"الاستيطاني في القطاع الذي أعلنه شارون"منطقة عسكرية مغلقة". وقال قائد شرطة الجنوب إن المسيرة"غير قانونية"، فيما يصر قادة المستوطنين على القيام بها. حل فصيل رفض أوامر الاخلاء وندد شارون ب"أعمال الشغب"التي قام بها غلاة المتطرفين ليل السبت - الأحد حين حاولوا الدخول عنوة الى"غوش قطيف"، ودعا الشرطة الى اتخاذ كل التدابير لمنع المستوطنين من دخول المستوطنات في القطاع. لكن ما يزعج قيادة الجيش هو اتساع حلقة الرفض داخله لتنفيذ أوامر عسكرية، وأمس أعلن قائده الجنرال دان حالوتس حل الفصيل الذي رفض 12 جندياً فيه أوامر باخلاء مستوطنين متظاهرين وقيام أحدهم بالمشاركة في التظاهرة. ويعوّل قادة المستوطنين على اتساع ظاهرة الرفض، علماً أنه وفقاً لاحصاءات الجيش، فإن 80 جندياً فقط رفضوا حتى الآن الانصياع لأوامر عسكرية. وأمس قام نحو 20 ضابطاً في الاحتياط بإعادة الأوسمة والرتب العسكرية التي حصلوا عليها خلال خدمتهم، الى إحدى دوائر التجنيد في مدينة حيفا، احتجاجاً على الانسحاب من غزة. وساوى أحد الضباط، وهو محاضر جامعي، بين الضباط والقادة السياسيين الذين سينفذون الانسحاب وبين"مجرمي النازية"، وقال إنهم"سيقدمون للمحاكمة كما حوكم مجرمو النازية".