سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون تجاوب مع ضغوط واشنطن والمؤسسة العسكرية لكنه "محبط" من غياب حلول حاسمة لصواريخ "القسام". جيش الاحتلال يعيد انتشاره حول جباليا ووزارة الدفاع تؤكد ان "أيام الندم" لم تنته
سارع نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم الى التوضيح امس بأن عملية جيش الاحتلال في قطاع غزة المسماة "ايام الندم" لم تنته وان التعليمات التي اصدرها رئيس الحكومة ارييل شارون الى قيادة الجيش تقضي بالانسحاب من المناطق المأهولة في مخيم جباليا واعادة انتشار قواته على التلال المطلة علىه لتمكينها من مواصلة عملياتها كلما اقتضت الضرورة. واضاف للاذاعة ان العملية حققت الاهداف المرجوة منها ومنعت الى حد كبير اطلاق قذائف "القسام" باتجاه غرب النقب. وكانت وسائل الاعلام العبرية افادت صباح امس ان شارون صادق على طلب قيادة الجيش، الذي نقله اليه وزير الدفاع شاؤول موفاز، اعادة الانتشار شمال القطاع "بعد ساعات قليلة من تهديده بمواصلة العمليات العسكرية بل توسيعها". وكتبت صحيفة "هآرتس" ان شارون رضخ عملياً لاصرار قيادة الجيش على وقف العملية بصيغتها الحالية وعلى تقليص عديد الجيش "بعد ان استنفدت العملية ذاتها وتفادياً لتعريض الجنود الى الخطر". واضافت ان رئيس الحكومة رضخ ايضاً لضغوط اميركية بوقف العملية، وهو ما نفاه قريبون منه ادعوا ان واشنطن لم تمارس أي ضغوط. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر قال اول من امس ان واشنطن تقر بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن ذلك يجب ان ينتهي بأسرع وقت يمكن ودون إلحاق خسائر بين المدنيين. وزادت الصحيفة ان شارون "المحبط من عدم قدرة الجيش على توفير حلول حاسمة لاطلاق قذائف القسام" تجاوب اخيراً مع موقف قادة الجيش المدعوم من موفاز متحاشياً بذلك صراعاً علنياً مع الجيش الذي يتمتع دائماً بثقة الاسرائيليين. ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مسؤول عسكري كبير اقراره بأن عملية "ايام الندم" لم توقف اطلاق "القسام" تماماً الى البلدات الاسرائيلية غرب النقب، فيما رأى رئيس لجنة الخارجية والامن البرلمانية النائب يوفال شطاينتس ان الحل لاطلاق القسام لن يتأتى من دون عملية عسكرية اوسع على غرار عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية في ربيع العام 2002 يتم خلالها احتلال كامل قطاع غزة و"تفكيك البنى التحتية للارهاب لضمان هدوء لسنوات". وانشغلت الصحف العبرية أمس بالفتاوى الدينية التي أصدرها عشرات الحاخامات من اتباع المستوطنين التي قضت بألا يطيع الجنود الأوامر بإخلاء مستوطنات، معتبرين اخلاء مواقع يهودية المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة خطيئة وتتعارض وتعليمات التوراة. وحذر رئيس الحكومة ووزير العدل من خطورة هذه الفتاوى "التي قد تمزق الشعب وتهدم الدولة" ودعا نواب من اليسار الى تقديم المحرضين الى المحاكمة قبل فوات الأوان. وأعلن مكتب شارون ان الأخير سيلتقي غداً في مكتبه قادة المستوطنين ليؤكد لهم "تفهمه ألمهم" وشرعية معارضة خطته للانفصال الأحادي الجانب "لكن عبر وسائل ديموقراطية". وقالت مصادر صحافية ان شارون سينصح ضيوفه "بعدم شد الحبل" ويطالبهم بإبقاء الجيش خارج دائرة السجال السياسي. الى ذلك، افادت صحيفة "هآرتس" ان وزراء ونواباً من حزب "ليكود" يمارسون ضغوطاً على شارون ليقبل باقتراح اجراء استفتاء عام على خطته لاعتقادهم ان لمثل هذه الخطوة فقط ان تحول دون انقسام الحزب، فضلاً عن انها تضمن بقاء الائتلاف الحكومي الحالي وتحول دون تبكير الانتخابات البرلمانية. وتوقع معلقون ان تتعاظم هذه الضغوط وان تكتسب فكرة اجراء الاستفتاء زخماً كبيراً مع اقتراب تصويت الكنيست على خطة الفصل في 25 الجاري. لكن أوساطاً قريبة من شارون استبعدت ان يعدل الأخير عن رفضه لاستفتاء عام لقناعته بأن المستوطنين لن يقبلوا بنتائجه، في حال دعم الانسحاب "أو ربما لخشيته من عدم الحصول على غالبية تدعم الخطة كما حصل له في استفتاء لمنتسبي ليكود" على ما كتب أحد المعلقين. على صعيد آخر لفتت الصحف العبرية الى حقيقة فشل قادة المستوطنين في "حملة المئة" التي قاموا بها مساء اول من امس وتمثلت بتنظيم تظاهرات في مئة بلدة اسرائيلية في وقت واحد احتجاجا على خطة الفصل. ونقلت عن الشرطة تقديراتها بان آلافاً عدة شاركوا في جميع التظاهرات، علماً ان منظميها توقعوا مشاركة 500 ألف.