استطاعت الفنانة آثار الحكيم، على مدى سنوات، أن تجعل من أعمالها الفنية ولا سيما التلفزيونية علامة واضحة، ومنها"ليالي الحلمية"وپ"زيزينيا"وپ"نحن لا نزرع الشوك"مما أكسبها ثقة الجمهور وجعلها تفكر جدياً في تقديم الجديد الذي يحظى باحترام مشاهديها قبل قبول أي عمل. هنا حوار معها: تعيشين حالة نشاط فني، حدثينا عنها؟ - انتهيت من تصوير مسلسل"قناديل البحر"من اخراج أحمد خضر، أما الآن فأصور مسلسل"امرأة وحيدة"من تأليف مجدي صابر وإخراج هاني اسماعيل، وفيه أؤدي دور استاذة جامعية تعيش حياة روتينية مع زوجها الى أن يظهر حبيبها الأول في حياتها مما يقلب حياتها رأساً على عقب. هناك اخبار كثيرة تتحدث عن مسلسل"الخرز الملون"ولكنه لم يخرج إلى النور حتى الآن ما السبب؟ - هذا المسلسل كان مرشحاً له المخرج أحمد خضر وجرت تحضيرات التصوير مدة عامين بين صنع ملابس واكسسوارات، وفي النهاية اعتذرت الجهات الانتاجية عن إنتاج المسلسل. واعتقد أن الاعتذار كان لاسباب سياسية لأن المسلسل يتناول القضية الفلسطينية منذ العام 48 وحتى حرب تشرين الاول اكتوبر 73. أطلقت شائعة اعتزالك الفن أكثر من مرة، فمتى تفكرين في الاعتزال؟ - الحالة الوحيدة التي اعتزل فيها التمثيل هي احتياج أولادي إلي. غير ذلك لا. وإن كنت أتمنى لأولادي أن يدخلوا مجال التمثيل ويكملوا الرسالة من بعدي، وأن يكونوا فنانين في شتى المجالات اخراجاً وأدباً وطرباً. هل لدى بعض منهم ميول فنية؟ - الثلاثة لديهم ميول فنية وهذا اسعدني بقدر مما فاجأني، إذ وجدت لكل منهم شيئاً يتميز فيه من رقص وطرب وتمثيل، وأنا سعيدة لميولهم لأنني اعتبر الفن رسالة محترمة نسعد الناس بها. ونقدم لهم الفكر والمعلومات والنصيحة. لقد اسعدني أن أحسست أن أولادي سيقومون بهذا الدور في ما بعد. أين أنتِ الآن من السينما؟ - افكر في السينما باستمرار. لكن السينما اصبحت مختلفة وتعتمد على الشباب فقط من دون الاعتماد على جيل الخبرة، وهذا شيء يرجع أيضاً إلى قلة الإنتاج السنوي الذي بات لا يتجاوز العشرين فيلماً. ولكن إذا زاد هذا الانتاج ستتنوع المواضيع مما يسمح بوجود كل الاعمار داخل الافلام المختلفة. وأنا افكر في السينما الآن من منظور آخر وهو منظور الانتاج، ولكنها خطوة لن اخطوها إلا بعد أن أتأكد من صحتها. لكنها آتية في مرحلة لاحقة. إذا عرض عليك للسينما فيلم جيد، فما شروطك لقبول هذا الفيلم؟ -"المبادئ لا تتجزأ"والنص هو الاساس في كل الوسائل مع مراعاة الدور والجهة الانتاجية والمخرج، هذه هي العناصر الاساسية التي تؤهل الفيلم للنجاح. تأتي بعد ذلك قناعات الفنان والتي تختلف من شخص الى آخر وهذا لا يعني أن هناك فناناً افضل من غيره ولكن من الطبيعي أن نكون مختلفين فأنا لي قناعاتي التي لا استطيع أن احيد عنها منذ أن بدأت في مجال الفن. فمن بدايتي وأنا اراعي كل المستويات الثقافية التي تشاهدني. وكل مجال له حساسيته والتلفزيون اخطرها لاننا ندخل عبره كل بيت ونصل الى مستويات تعليمية مختلفة والى عادات وتقاليد يجب أن اؤكد عليها في ظل هذا الغزو الرهيب من العولمة، هذه اساسيات اطبقها على كل الوسائل وليس السينما فقط. وما رأيك في الهجوم على الممثلات الشابات عندما يعلنّ عن قناعاتهن؟ - أقرأ وأسمع بعض الناس وهم يتحدثون عن"السينما النظيفة"ولا اعلم من اخترع هذه الجملة، إنها ليست تعبيراً دقيقاً. المسألة اختيارات وقناعات ووعي بخطورة وتأثير الفن على الملايين من المشاهدين بكل المستويات العمرية. ونحن كفنانين، مسؤولون عن مشاهدينا وعما يشاهدونه، لذلك يجب أن نقدم لهم كل ما يحترم عقولهم ويعطيهم القدوة والامل وليس إثارتهم أو إحباطهم.