بارع في رسم الشخصيات التي يلعبها. يخوض تجربته الفنية بثقة متناهية. جسّد الكثير من الأدوار وأهمها دوره المتميز رأفت الهجّان الذي ما زال عالقاً في الأذهان، فكان له تأثير السحر في المشاهدين، إذ استقر في قلوبهم وعقولهم. انه الممثل الفنان محمود عبدالعزيز الذي نال فيلم "الساحر" الذي قام ببطولته جائزة افضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي الثاني عشر لدقة تصويره الطبقة الفقيرة، ولأدائه المميز. "الحياة" حاورته عن دوره في الفيلم وأعماله الأخرى ومشاريعه المستقبلية وعن وضع السينما والتلفزيون العربيين. بعد الذي حققته من نجاح وتألق وجوائز في عالم السينما ... هل تشعر ان لديك طموحاً لم تحققه بعد؟ - لا يوجد فنان قدّم واستنزف كل ما عنده من مواهب وطموحات، فأنا لا أزال أحس بأن في داخلي بركاناً، وأنا في بحث دائم عن الأهم لتقديم ما يسعد اكبر عدد ممكن من الناس. هل تعتقد ان السينما العربية تعاني ازمة ... وما نوع هذه الأزمة إذا كانت موجودة؟ - لا أحب التحدث عن الأزمات، فالسينما في العالم كله تعانيها حتى في أوروبا وأميركا نفسها. أنا اجهل تفاصيل هذه الازمة ولا اشغل نفسي بها، مكتفياً بهمومي كفنان. توجد جهات معينة قادرة على حل الأزمة كلها. ومن وجهة نظري ان المؤلفين والمخرجين المتمكنين موجودون عندنا وفي مستويات عالية جداً، ولكن ينقصنا التمويل والتقنيات الحديثة. تعاون غائب لماذا لا يزال التعاون الفني بين المؤسسات الفنية العربية وبين الفنانين العرب في مجال الانتاج المشترك دون الطموح؟ - على العرب ان يتحدوا على كلمة، ومن خلال منظمة مثل جامعة الدول العربية، إذ يجب علينا جميعاً محاربة الصهيونية العالمية المتحكمة بالسينما، وأقل المراتب إنتاج أفلام كبيرة مشتركة تجمع بين ممثلين بارزين في سبيل قضية قومية تهمّ العالم العربي لغزو العالم الغربي ... وأحب ان انوّه بأن الفنان العربي لا يقل كفاية عن اي فنان في العالم. ماذا عن اهتمام السينما المصرية الشديد بتصوير حياة بسطاء الناس او الهامشيين مثل دورك في فيلم "الساحر"، وهل هذا يولّد نمطية مكررة؟ - ان كل شخصية مثّلتها في افلامي كانت مختلفة عن غيرها، وهؤلاء الذين نسمّيهم هامشيين هم كثر في مجتمعاتنا. البطولة هل تعتقد ان نجاح الفيلم السينمائي لا يزال يعتمد على البطل او البطلة كما كان الأمر في ما مضى، ام اصبح النجاح جماعياً؟ - السينما موضوع ومخرج، فالموضوع اهم عنصر فيها، إضافة الى المخرج الجيد الذي يستطيع ان يوظف كل العناصر المهمة او الكاملة من ابطال او ممثلين وإنتاج واختيار زوايا التصوير والمعدّات وما شابه. لماذا لم تحقق عملاً نوعياً في التلفزيون يتجاوز مسلسل "رأفت الهجّان"؟ - أتمنى ان تكون هناك شخصية اقوى لأؤدّيها، ولكن ليس بالضرورة ان تكون جاسوسية او استخباراتية، بل اي دور يصنع فيلماً متميزاً قوياً او كوميدياً، ولن اقدّم اكثر مما قدّمت في رأفت الهجّان، وفي ذلك صعوبة. أنا لم اقترب من التلفزيون منذ عام 1990 ولغاية الآن بعد تصوير الجزء الثاني منه. هل تعتقد ان الفنان يحقق ذاته اكثر في السينما ام في التلفزيون؟ - عن نفسي، اقول ان السينما تاريخ إلا اذا كان العمل التلفزيوني كمسلسل رأفت الهجّان، فهذا موضوع آخر. فالفيلم وثيقة وتاريخ، يمكن ان نشاهد افلاماً حتى ما بعد مئة عام، وكل الأجيال تحب رؤية الأفلام السينمائية مثل أفلام الريحاني وشارلي شابلن وغيرهما من العظماء، ولا احد يخطر في باله او يتمنى متابعة اي مسلسل قديم.