يحيى الفخراني فنان ذو طابع خاص، عشق الفن ومن أجله ترك الطب ليحترف التمثيل. يعيش الآن اياماً سعيدة في حياته الفنية، والسبب نجاح شخصية "بشر عامر" في مسلسل "زيزينيا" الذي يعرض منذ بداية شهر رمضان. "الحياة" التقته وسألته عن خلفيات مشاركته في "زيزينيا" ولماذا أصبح ممثلاً تلفزيونياً؟ بعد "ليالي الحلمية" قبل سنوات، أعلنت أنك لن تكرر تجربة مسلسلات الأجزاء، وإذا بك تعاودها في "زيزينيا" من خلال ثلاثة أجزاء، فما ردك؟ - عند بداية تصوير "زيزينيا" قبل عامين ترددت كثيراً في قبول المسلسل بسبب تعدد الاجزاء. لكن الاتفاق كان ان تصوَّر الأجزاء الثلاثة في صورة متتالية وفي سرعة. ولكن حدث ان مرض الكاتب اسامة أنور عكاشة بعد الجزء الأول فتأخر تصوير الجزء الثاني حتى هذا العام. أما الجزء الثالث فسنصوره بعد العيد مباشرة، وستكون الديكورات جاهزة، وعكاشة انتهى من كتابة الجزء الثالث... ولا ينقصنا شيء. ما الذي جذبك الى شخصية "بشر عامر عبدالظاهر" في "زيزينيا"؟ - الشخصية لا تنفصل عن المسلسل الذي يطرح تساؤلاً مهماً كان علينا ان نلتفت اليه درامياً منذ وقت بعيد، إذ اننا نسأل من خلال الأحداث عن هوية الانسان المصري الذي امتص حضارات كبرى عدة وامتزج بها حتى أصبحت ملامحها جزءاً أساسياً من ملامحه والعكس صحيح. وشخصية بشر عامر هي النموذج الذي يوضح هذه التوليفة في شكل مباشر. فأمه ايطالية ووالده مصري. صحيح ان أولاده سيكونون مصريين خالصين، ولكن إذا عدنا الى أصوله الأولى فسنجد فيها هذا الخليط ما بين الفكر الشرقي والفكر الغربي. وأعتقد ان معظم أبناء الشعب المصري يحملون تلك الصفات نفسها. بعيداً من السينما يقال ان التلفزيون أبعد يحيى الفخراني عن السينما، فما رأيك؟ - انا ممثل، سواء في التلفزيون أم في السينما، ولا يضايقني ابتعادي عن السينما لأنني أبحث دائماً عن الموضوع الجيد. وحين أجد الموضوع الذي يجذبني لا أتردد في قبوله. ولكن يقال ان التلفزيون يفسد قدرات الممثل ويلزمه أسلوب أداء قد لا يصلح أحياناً في مجالات الفن الأخرى، مثل السينما والمسرح... هل هذا صحيح؟ - اطلاقاً. فالتلفزيون ينمي قدرات الممثل بدرجة جيدة، وكل وسيلة من الثلاث لها دور في ابرازها. ويأتي المسرح على رأس القائمة لأنه يكشف عيوب الأداء في لحظتها، ثم يليه التلفزيون الذي يتطلب قدرة فائقة من الممثل على أداء المشاهد الطويلة التي يتصاعد خلالها الانفعال من بدايته الى نهايته. وتحتل السينما المرتبة الثالثة لأنها المجال الفني الذي يمكنه تغطية عيوب الأداء التمثيلي أكثر من غيره، وفيها متسع للإصلاح والتجويد، مهما كان الفنان ضعيفاً أو قدراته محدودة. وماذا عن تجاربك السينمائية السابقة؟ - أنا دائماً أؤدي عملي كما يجب أن أؤديه وأترك الحكم للجمهور والنقاد. ويكفي ان هناك ثلاثة أفلام لي في السينما اختيرت ضمن أحسن مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية. أما نجاح الأفلام جماهيرياً فالأمر يعود الى الجمهور. هناك أفلام جماهيرية وأفلام غير جماهيرية طبقاً لذوق الجمهور. وعموماً فإن تجاربي قليلة سواء في السينما أو حتى في التلفزيون لأنني بالكاد أقوم بالعمل في مسلسل واحد كل عامين، والسبب أنني أدقق في اختيار الشخصيات التي أقدمها. تحدثت كثيراً عن استعدادك لتمثيل قصة حياة الملك فاروق في مسلسل تكتبه زوجتك. ما الجديد في هذا الشأن؟ - بالفعل. وأخبرك هنا أننا سنصور المسلسل بعد الانتهاء من الإعداد له في شكل جيد، لأن هذا النوع من المسلسلات التاريخية يحتاج الى مجهود كبير. ثم ان مسلسلات الشخصيات تكون أشبه بالأفلام التسجيلية. فالأحداث كلها حقيقية وبأسمائها الحقيقية. مصادفة لماذا اخترت موضوع الملك فاروق لتقدمه على الشاشة؟ أإعجاباً بشخصيته أم لأسباب أخرى؟ - المصادفة هي التي جعلت الملك فاروق الشخصية الأساسية في مسلسلي المقبل، وليس لها علاقة باعجابي به أو حبي له أو كرهي. فأنا ابن ثورة تموز يوليو ومن أشد المؤمنين بها، ولكن دائماً كان يخطر ببالي اننا لم نقدم تاريخنا درامياً بالشكل الكافي، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بالشخصيات. وعندما قرأت كتاب "فاروق وسقوط الملكية في مصر" وكتاب "فاروق ملكاً" اعجبت بفاروق كشخصية درامية، وقررت تقديمها في مسلسل. في البداية رشحنا أكثر من مؤلف لكتابة العمل لكننا وجدنا صعوبة في تفرغ أحد الكتّاب للمهمة، فقررت زوجتي الدكتورة لميس التفرغ له وكتابته حتى فرغت من 20 حلقة موجودة الآن في التلفزيون ومجازة رقابياً، ولك ان تعرف ان هذا المسلسل استمرت كتابته ثمانية أعوام كاملة. بصراحة، ما رأيك في موجة الكوميديا الجديدة التي أصبحت مسيطرة على السينما في المدة الأخيرة؟ - الجمهور يحتاج فعلاً الى هذه النوعية، والدليل أنه يقبل عليها، لهذا حققت خلالها الإيرادات الكبيرة التي نسمع عنها. إذا عرض عليك مثل هذه الأعمال في السينما أو التلفزيون، هل تشارك فيها؟ - أنا لست ضد الكوميديا، لكن المشكلة ان كتابة الأعمال الكوميدية ليست سهلة، وأنا لا أتمتع بموهبة الكوميديين الذين يستطيعون اضحاك الناس بأنفسهم. بالنسبة إليّ يجب أن ينبع الضحك من المواقف المكتوبة من خلال الشخصية، فإذا وجدت هذه النوعية من الأعمال فسأوافق عليها من دون تردد بشرط واحد: أن تكون مكتوبة في شكل جيد وجذاب.