هالة توكل فنانة شابة، متعددة المواهب، وحسنة الحظ أيضاً، فهي عملت مع كبار مخرجي السينما والتلفزيون مثل محمد فاضل ورأفت الميهي، ولكنها لم تكتف بذلك فعملت في المسرح، والغناء كذلك. المصادفة وحدها قادت توكل للعمل مع "فاضل" في حلقات "للعدالة وجوه كثيرة" التي عرضت في رمضان الماضي. وهنا الحوار: كيف كانت بدايتك مع الفنون المتعددة التي تعشقينها وتقدمينها؟ - أهوى الفن منذ المراهقة المبكرة، واشتركت في أدوار عدة على مسرح الجامعة، وعلى رغم تخرجي في كلية التكنولوجيا والحاسب الآلي العام 1993، إلا أنني لم أفكر إلا في احتراف الفن، وظللت لثلاث سنوات بعد التخرج بعيدة من الفن، وعملت خلالها بتصميم أغلفة لكتب الأطفال على أجهزة الكومبيوتر. دخلت مرحلة الاحتراف من طريق الغناء وليس التمثيل، فكيف كان ذلك؟ - اشتركت في فرقة "ناس جديدة" في الاوبرا، وكانت هذه الفرقة تقدم موسيقى تمزج بين النغم الشرقي و"الاسبانش" الغربي و"الروك". وجدت نفسي في الموسيقى والغناء، ولم أجد تعارضاً بين الغناء والتمثيل، وهناك نجمات كبيرات مارسن "الفن الشامل" ونجحن. بعد ذلك، اختارني المخرج رأفت الميهي - من خلال فيلمه "علشان ربنا يحبك" - وقمت فيه بدور فتاة مختلة عقلياً، وجاء اختيار الميهي لي بعد مشاهدته فيلماً روائياً قصيراً اشتركت بالتمثيل فيه. ثم رشحني الكاتب التلفزيوني اسامة أنور عكاشة لحلقات "زيزينيا" - الجزء الثاني - لاستكمال دور المطربة سيمون وهو دور فتاة يونانية تعيش في الاسكندرية، ومن خلال هذه التجارب اكتسبت خبرات متنوعة بين الغناء والسينما والتلفزيوني. أي الأعمال الفنية تعتبرينه علامة فارقة في طريقك؟ - مسلسل "للعدالة وجوه كثيرة" أمام يحيى الفخراني مع المخرج محمد فاضل، واختياره لي جاء مصادفة. فهو شاهدني خلال تصويري عملاً آخر هو "زيزينيا"، فرشحني لدور "سناء" في حلقات العدالة، وحين عرض المسلسل في رمضان الماضي ولاقى نجاحاً كبيراً، صرت أعتقد أنه أولى خطواتي نحو النجومية. بعد نجاحك اللافت في "العدالة"، هل عرضت عليك نصوص فنية بالجودة نفسها؟ - نعم، فأنا قمت بتصوير دور جيد في مسلسل "الأميرة والمملوك"، أمام محمد رياض وتوفيق عبدالحميد وشيرين ورياض الخولي. والكاتب الشهير اسامة أنور عكاشة رشحني لدور متميز في فيلمه "اسكندراني" ليكون هذا ثاني تعاون بيني وبينه بعد حلقات الجزء الثاني من "زيزينيا"، وهذا العمل قيد التصوير الآن، كما أصور الآن دوري في سباعية يخرجها ياسين إسماعيل ياسين لمصلحة التلفزيون المصري. علاقاتك متصلة بكل الفنون، فماذا عن الإعلانات كخطوة نحو النجومية، وهي التي باتت بمثابة مفرخ لكثير من النجمات في السنين الماضية؟ - عرضت عليّ بعض الشركات الاستثمارية عمل إعلانات لمصلحتها، ورفضت ذلك في كل مرة، والحق أن هذه العروض زاد عددها بعد إطلالتي عبر "للعدالة وجوه كثيرة"، وما زلت رافضة الإعلانات، لأنها تضيع جهد الفنان ووقته، و"تحرقه" فنياً، فهو يصبح متوفراً للمشاهد على مدار اليوم، ولفترة مديدة، وهكذا يفقد الفنان الفضول الذي يجعل المشاهد متلهفاً لإطلالته. قلتِ إنك وقعت في حب المسرح منذ كنت طالبة في سن المراهقة، أين أنت من أبي الفنون الآن؟ - "جاك وسيده" هو عنوان العرض المسرحي الذي أؤديه الآن على مسرح المركز الثقافي الروسي في القاهرة، ويقوم بإخراجه محمد أبو السعود، وهو عرض كوميدي قوي، في إطار مهرجان المسرح المستقل الأول للكوميديا الخفيفة، وهو دور مركب للغاية، يعوض غيابي عن المسرح - حبي الأول - لأربع سنوات ماضية. يتصدر الساحة الفنية الآن نجوم ونجمات من الشباب، ما عوامل نجاح الفنان الشاب الآن؟ - عوامل نجاح الفنان لا تتغير من زمن إلى زمن، وثمة ثوابت في طريق النجاح الفني، كالإخلاص في العمل، والموهبة، وجمع الخبرات الفنية، والمرونة في التعامل مع المحيطين به. وثمة متغيرات في معادلة نجاح الفنان. فبالأمس كان الجمال شرطاً أساساً للنجومية، فيما اختفى ذلك الآن، وبعض النجوم والنجمات يحققون الآن الملايين من الجنيهات، ويتمتعون بشهرة واسعة، فيما هم لا يملكون إلا رصيداً متواضعاً من الجمال.