رفضت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس دعوة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو لها الى رمي سلاحها والغاء ميثاقها الوطني شرطاً لفتح لندن مفاوضات مع قيادتها، واعتبرت تلك الدعوة جزءاً من"سياسة المعايير المزدوجة"التي تتبعها بريطانيا في موقفها من الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي. وفي واشنطن أعلن نائب مساعد الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط سكوت كاربنتر في تصريح ل"الحياة"أن الادارة الأميركية ترحب بمشاركة"حماس"في الانتخابات الفلسطينية،"بشرط نبذ العنف والتخلي عن سلاحها". وقال الشيخ حسن يوسف احد قادة الحركة ل"الحياة"أمس ان"حماس ليست بحاجة الى شهادة حسن سلوك ولسنا بحاجة الى رضى بريطانيا او غيرها. نحن نقوم بواجبنا المبدئي والاخلاقي في مقاومة الاحتلال". ودعا يوسف بريطانياوالولاياتالمتحدة الى"اعادة النظر"في موقفها من"حماس"، وقال ان الحركة"موجودة على الارض، وعلى كل الاطراف ان تحترم ارادة الشعب الفلسطيني والجهة التي يعطيها هذا الحجم من التأييد"، في اشارة الى نتائج الانتخابات البلدية التي جرت أخيراً في الضفة الغربية قطاع غزة. وفي رده على سؤال بشأن الاتصالات التي جرت بين قادة الحركة وديبلوماسيين بريطانيين أخيراً، قال يوسف ان"الاتصالات مع بريطانيا وغيرها تجري هنا وهناك ونحن نجلس معهم اذا ارادوا ذلك فنحن موجودون على الساحة الفلسطينية، فإن ارادوا الحديث معنا فأهلاً وسهلاً واذا لا فهذا شأنهم". وجاء تعقيب"حماس"بعدما قال الوزير سترو الذي توجه أمس الى الشرق الاوسط في زيارة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، ان ديبلوماسييه لن يجروا اتصالات مع قيادة"حماس"الى ان تعلن وقفاً لاطلاق النار. وأشار الوزير البريطاني في حديث مع"هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي الى فوز مرشحي"حماس"في الانتخابات البلدية وقال:"ان لدينا مهمة ديبلوماسية ينبغي علينا القيام بها مثلما يفعل الآخرون، ولذلك فإن ديبلوماسيين بريطانيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة، مثلما هي الحال في اي مكان آخر في العالم، رأوا ان جزءاً من مهماتهم الاتصال بممثلي حماس المنتخبين". وأضاف سترو ان المطلوب بالنسبة الى اي ديبلوماسي من اي مستوى يقوم بزيارة احدى المدن في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ان يتوجه للتحدث مع رئيس بلدية تلك المدينة. وأكد سترو ان ديبلوماسيين بريطانيين قاموا في مناسبتين باجراء مثل هذه المحادثات مع ممثلين منتخبين من حركة"حماس"، مؤكداً ان اولئك الديبلوماسيين أوضحوا في المناسبتين انهم يقابلون محاورهم فقط بوصفه ممثلاً منتخباً. وشدد سترو على ان بريطانيا"لا تتعامل مع قادة حماس ولن تتعامل معهم قبل ان ينفذوا أمرين رئيسيين هما التخلي عن ميثاقهم الذي يلزمهم بتدمير اسرائيل والتخلي عن العنف كأداة مشروعة". ومما يذكر ان الاتحاد الاوروبي، بما في ذلك بريطانيا، أعلن انه ينظر الى"حماس"على أساس انها"جماعة ارهابية". وتقف الولاياتالمتحدة الموقف نفسه تجاه"حماس". تعليق اسرائيلي وتعليقاً على تصريحات سترو لل"بي بي سي"قال مسؤول اسرائيلي بارز أمس قبل وصول الوزير البريطاني الى اسرائيل، ان بريطانيا ارتكبت خطأ"خطيراً"باجراء محادثات مع مسؤولين لهم صلة بحركة"حماس". واضاف المسؤول الاسرائيلي ل"رويترز":"لا فرق بين الجناح السياسي والجناح العسكري لحماس. هذه منظمة ارهابية انتهى الامر". وكان نائب مساعد الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط سكوت كاربنتر اكد في تصريح ل"الحياة"أن الادارة الأميركية ترحب بمشاركة"حماس"في الانتخابات الفلسطينية،"بشرط نبذ العنف والتخلي عن سلاحها"، وشدد على أن"ليس هناك تغيير في الموقف الأميركي"رغم التقارير الأخيرة حول"انفتاح أكبر"من البيت الأبيض نحو"حماس"واحتمال بدء حوار بين الطرفين. ويتوقع أن تكون المسألة قد بحثت خلال اجتماع الرئيس جورج بوش برئيس الوزراء البريطاني توني بلير. ولم يحدد كاربنتر جدولاً زمنياً لنزع السلاح، كما لم يعتبره شرطاً مسبقاً للدخول في العملية الانتخابية، بل أكد أن"الساحة السياسية مفتوحة للجميع"، وأن"الولاياتالمتحدة ترحب بأي طرف منتخب ديموقراطياً ويدين العنف". ونقلت تقارير صحافية صادرة أول من أمس عن مسؤولين مرموقين في البيت الأبيض بعد اجتماعهم في مزرعة الرئيس بوش في تكساس، أن الادارة"قد تدرس فتح قنوات حوار مع بعض اعضاء الحركة"واحتمال"قبول التعامل رسمياً مع المجموعة في حال نزع سلاحها وانهاء كل أعمال العنف". وتمثل الخطوة تحولاً واضحاً في السياسة الأميركية تجاه"حماس"واعترافاً من الادارة بالحضور السياسي للحركة التي تعتبرها واشنطن"منظمة ارهابية"مدرجة رسمياً على لائحة وزارة الخارجية للارهاب منذ 1997. ونقلت التقارير الاخبارية أن التحول في الموقف جاء بعد محادثات اميركية مع الاتحاد الأوروبي، الذي شدد على أهمية"استيعاب حماس"، وذكّر بدورها في تقديم مساعدات انسانية للفلسطينيين. وربط مسؤولون عدم مطالبة بوش للرئيس الفلسطيني محمود عباس بنزع سلاح الفصائل خلال زيارته الشهر الماضي بالاستراتيجية الجديدة التي تتبعها الادارة. وتتعارض هذه الخطوة كلياً مع المطالب الاسرائيلية التي تصر على نزع سلاح"حماس"طبقاً لخريطة الطريق وقبل بدء المفاوضات النهائية. وعلمت"الحياة"من مصادر قريبة من الادارة أن"ليس هناك استعجال في الوصول الى المفاوضات النهائية"، وان الاولوية هي للانسحاب من غزة و"تطبيق النموذج على الضفة الغربية باخلاء المستوطنات غير الشرعية هناك"، ويقابل ذلك، حسب المصادر،"عملية اعادة بناء للمؤسسات الفلسطينية"قبل الانخراط في مفاوضات الحل النهائي.