قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إن المجتمع الدولي وفي مقدمه اسرائيل سيواجه"معضلة"في حال حققت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس انتصاراً في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة، مضيفاً ان"بريطانيا لن تحاور قيادة الحركة قبل أن تنفذ شرطين ضروريين: أن تنبذ العنف وان تعترف باسرائيل". وأوضح سترو في حديث الى صحيفة"هآرتس"العبرية نشرته أمس إنه على رغم اللقاءات التي عقدها ديبلوماسيون بريطانيون مع رؤساء بلديات فلسطينية ينتمون الى"حماس"، والتي لا تعكس رأي الأغلبية في بريطانيا، فإن بلاده لن تتنازل أو تساوم في قضية الإرهاب، مبدياً تفهمه لضحايا"الارهاب"بعدما ذاقه شخصياً في عملية تفجيرية قبل 32 عاماً في لندن، كما قال. ولفتت الصحيفة الى أن سترو كان من رواد فكرة ادراج"حماس"على لائحتي بريطانيا والاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية. وتضيف الصحيفة ان الوزير البريطاني"خرج عن طوره"ليعبر عن دعمه لرئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون حتى أنه لم يأت على ذكر"خريطة الطريق"التي يرفض شارون الخوض فيها الآن، أو الادلاء بأي تصريح قد يفسر في غير مصلحة رئيس الوزراء الاسرائيلي. لذا حرص على تفادي أي حديث عن وجوب قيام اسرائيل بانسحابات أخرى، كما فعل لدى زيارته رام الله، ليقول ان المهمة الأساس في هذا الوقت تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة، تاركاً بقية المسائل للتطورات التي قد تنشأ بعد الانسحاب. وفي المسألة السورية، كرر سترو موقف واشنطن الذي يدعو دمشق الى الاعتراف الرسمي بلبنان وإخراج الاستخبارات السورية منه وفتح سفارة لها في بيروت وأن تأخذ على عاتقها مهمة نزع سلاح"حزب الله". وأضاف أن على سورية"ادراك ان المجتمع الدولي بات أقل تسامحاً تجاه الدول غير الديموقراطية". وردا على سؤال عن رأيه في الموقف الاسرائيلي الرافض رسائل السلام السورية، قال الوزير البريطاني إن على اسرائيل أن"تجري حساباتها بنفسها في كل ما يتعلق بالعلاقات بين الجيران فنحن والولايات المتحدة نبعد الاف الأميال عن المنطقة". وحول الملف النووي الايراني والتباين في الموقفين الاسرائيلي والبريطاني من سبل معالجته قال سترو إن"المحادثات المعقدة"التي أجرتها بريطانيا وفرنسا والمانيا مع طهران أدت الى تجميد الأخيرة نشاطاتها النووية"وهذا بحد ذاته تقدم"، مضيفاً ان المفاوضات ستدخل مرحلة صعبة أخرى أواخر تموز يوليو أو مطلع آب اغسطس المقبل. ورداً على سؤال عما ستقوم به الدول الاوروبية الثلاث في حال تبين ان ايران خدعتها وأخفت برامجها لتطوير اسلحة نووية، قال سترو إن"اوروبا ستعرف كيف تستغل اجماع المجتمع الدولي على سياستها في هذه المسألة، وعندها سيكون الغضب الدولي كبيراً".