نفت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ما تناقلته بعض وسائل الاعلام بأن الحركة تلقت عرضا من الادارة الامريكية للتعاون بشكل افضل معها والاعتراف بسلطة فلسطينية لها نفوذها او المشاركة فيها مقابل موافقة الحركة على حل ذراعها العسكرية كتائب الشهيد عز الدين القسام. واكد سامي ابو زهري الناطق الاعلامي باسم الحركة في تصريحات له انه لم تجر أي اتصالات بين الحركة والادارة الامريكية، مشيرا الى ان كل ما يجري الحديث عنه هو مجرد تسريبات اعلامية. واوضح ان الحركة لا تضع «فيتو» على اللقاء مع الادارة الامريكية من دون أي شروط مسبقة. واشار ابو زهري الى ان نزع سلاح كتائب القسام مرفوض قطعا، مؤكدا ان انهاء دور كتائب القسام مرتبط بانهاء الاحتلال الاسرائيلي. وكانت بعض وسائل الاعلام نقلت عن مصادر فلسطينية إن تقدماً أُحرز في المفاوضات بين الإدارة الأميركية وحركة حماس وأن واشنطن عرضت تعاوناً متقدماً مع حماس يصل إلى حد استعدادها الاعتراف بسلطة فلسطينية تقودها أو تشارك فيها الحركة مقابل حل جناحها العسكري «كتائب الشهيد عز الدين القسام». واضافت أن الإدارة الأميركية أبلغت «حماس» بأنها لم تعد تشترط حلها ولكنها ما زالت تشترط حل جناحها العسكري، بينما عرضت «حماس» حلاً وسطاً يقضي بالتزامها بهدنة طويلة مع (إسرائيل) تتوقف فيها عن كل أشكال العمل العسكري ضد دولة الاحتلال، وأبدت استعداها لتفكيك خلايا عز الدين القسام في الضفة الغربية لكنها تمسكت ببقاء قوتها العسكرية في قطاع غزة. من ناحية ثانية، دعت (حماس) امس وزير الخارجية البريطاني الذي يزور الاراضي الفلسطينية الى العمل على تغيير موقف بلاده من الاحتلال الاسرائيلي والضغط باتجاه الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. وقال الشيخ حسن يوسف، القيادي البارز في الحركة لوكالة (فرانس برس) «نريد من سترو ان يعيد النظر في موقف بلاده من طبيعة الصراع وان يصحح الخطأ بحق شعبنا ومطلوب منه ومن غيره ان يضغط على الاحتلال (الاسرائيلي) كي يقر بحقوق شعبنا الفلسطيني». واضاف «مطلوب من بريطانيا ان تكف عن مساندة (اسرائيل) على حساب معاناة الشعب الفلسطيني وان تلتفت الى العدوان الاسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين». وفي هذا الصدد رفض يوسف تصريحات سترو الاخيرة حول رفض بريطانيا التعامل مع حماس ومطالبته اياها نبذ العنف. وقال ان تصريحات سترو «كلام غير مبرر وغير متوازن لانه ينظر فقط الى ما قامت به المقاومة ولكنه لا يلتفت الى ما يقوم به الاحتلال من قتل وتدمير وعدوان متواصل على الانسان والمكان وعلى المقدسات المسيحية والاسلامية على السواء». لكن القيادي الاسلامي اكد ان حركته مستعدة للجلوس مع اي طرف ماعدا الاحتلال الاسرائيلي الذي قال ان السلطة الفلسطينية هي الجهة الوحيدة المخولة التفاوض معه. وقال «نقول لوزير الخارجية البريطاني سترو اننا لسنا بحاجة لشهادة حسن سلوك من احد سوى تجاه شعبنا وارضنا وقضيتنا ولكن الباب مفتوح، واذا اراد الجلوس معنا فاهلا وسهلا به». واضاف «لسنا ضد الجلوس مع اي طرف سوى الاحتلال الاسرائيلي، حيث ان السلطة (الفلسطينية) هي الجهة الوحيدة التي تفاوضه». ووصل سترو الى رام الله امس حيث عقد لقاءات مع الرئيس عباس ورئيس وزرائه احمد قريع ووزير الشؤون الخارجية ناصر القدوة.