سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجنود الاسرائيليون قتلوا قيادياً في "الجهاد الاسلامي" وضابطاً أعزل في قباطية ومدنياً يعتقد انه مصري في رفح . مقتل 5 في الاراضي الفلسطينية يصعد التوتر ويؤدي الى المطالبة بانهاء فترة "التهدئة"
داخل المنزل المحاصر الذي مزقته القذائف الحارقة الاسرائيلية ورصاص الرشاشات الثقيلة وقبل ان يلفظ مروح كميل أنفاسه الاخيرة كتب اسمي طفليه"براء"و"محمد"و"الله اكبر"في وداع عاجل فرضته عملية اغتيال اسرائيلية جديدة دفعت آلاف المودعين الغاضبين في الجنازة الى المطالبة ب"توديع"التهدئة معتبرين انها لم تعد سوى"حبراً على ورق". واستشهد كميل القيادي في"حركة الجهاد الاسلامي"في بلدة قباطية قضاء جنين شمال الضفة الغربية خلال عملية عسكرية واسعة النطاق في البلدة استهدفته، حسب مصادر عسكرية اسرائيلية، وأدت الى استشهاد شاب آخر واصابة ستة آخرين بجروح مختلفة وصفت جروح أحدهم بالصعبة. وبدأت العملية عندما حاصرت قوات الاحتلال المنزل الذي كان كميل بداخله وطلبت من جميع سكانه مغادرته قبل ان تبدأ باطلاق النار والقذائف باتجاه المنزل. وأكد شهود عيان ل"الحياة"ان الجيش الاسرائيلي رفض وساطة ممثلي منظمة الصليب الاحمر الدولي من أجل مفاوضة كميل واقناعه بتسليم نفسه، غير ان الجيش رفض ذلك وأصر على قصف المنزل الذي احترق بفعل القذائف التي أطلقت باتجاهه. وأكدت مصادر فلسطينية ان الشاب ناصر زكارنة 23 عاماً وهو ضابط في أحد أجهزة الامن الفلسطينية قتل على الفور جراء اطلاق النار الجنود الاسرائيليين النار عليه رغم انه كان أعزل من السلاح. أما كميل الذي تحولت جثته الى أشلاء جراء اصابته بقذيفة مباشرة، فقد بدا انه نزف طويلاً خلال فترة الحصار والقصف التي امتدت لساعات، خط خلالها بدمه اسمي طفليه وعبارة"الله أكبر". وأفادت مصادر طبية فلسطينية ان الجرحى الفلسطينيين الذين اشتبك بعضهم مع الجنود الاسرائيليين المهاجمين نزفوا طويلاً في الموقع الذي أصيبوا فيه بعدما رفضت قوات الاحتلال السماح لسيارات الاسعاف بالوصول اليهم ونقلهم الى المستشفيات. وهدم الجيش الاسرائيلي المنزل الذي كان فيه كميل قبل انسحابه من البلدة. وتحولت شوارع قباطية ساحة غضب شعبي خلال تشييع جثماني الشهيدين كميل وزكارنة، ردد خلالها المشيعون الهتافات المطالبة ب"الانتقام"والرد على الاعتداءات الاسرائيلية ووقف حالة"التهدئة"التي تم الاتفاق عليها. وفيما ذكرت مصادر اسرائيلية ان"العملية"استهدفت اعتقال"مطلوبين"لدى سلطات الاحتلال الاسرائيلي، أكدت مصادر فلسطينية ان ما جرى في البلدة استمرار لسياسة الاغتيالات الاسرائيلية في اطار"تنظيف"مناطق السلطة الفلسطينية، التي أعلنت اسرائيل انها تنوي تسليمها الى الجانب الفلسطيني، قبل عملية التسليم هذه. وعززت تفاصيل عملية الاغتيال وحجم القوة العسكرية التي استهدفت كميل ما كشف عنه تقرير أعده المركز الاسرائيلي لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة"بتسيليم"قبل نحو اسبوعين من ان عمليات اغتيال"مطلوبين"فلسطينيين تثير شكوكاً كبيرة بنشوء نهج لدى الجنود الاسرائيليين لاعدام ناشطين فلسطينيين تحت عنوان"عمليات اعتقال". ورأى مراقبون ان تكثيف عمليات الاغتيال بحق الفلسطينيين رغم تفاهمات"شرم الشيخ"تنذر بتهديد جديد لاتفاق"التهدئة"، خصوصاً بعد ما وصفه الفلسطينيون ب"الاستفزاز"الرسمي الاسرائيلي من خلال السماح لمتطرفين يهود بدخول باحات الحرم القدسي الشريف رغم تحذيرات أجهزة الامن الاسرائيلية نفسها من شأن نيات جماعات يهودية متطرفة الاعتداء على المسجد الاقصى. وفيما حذرت مصادر فلسطينية من"الانجرار"وراء الاستفزازات الاسرائيلية، عاد التوتر من جديد الى قطاع غزة، اذ بعدما قتلت القوات الاسرائيلية شاباً لم تعرف هويته بعد يعتقد انه مصري، بالقرب من الحدود المصرية مع رفح جنوب القطاع، وقالت المصادر الاسرائيلية انه تسسل عبر الحدود، تبنت"كتائب عز الدين القسام"الجناح العسكري لحركة"حماس"اطلاق خمسة صواريخ من نوع"قسام"المحلية الصنع في وقت مبكر من صباح أمس على بلدة سديروت الاسرائيلية"رداً على محاولة المتطرفين المس بالمسجد الاقصى". ولم تسفر هذه الصواريخ عن اضرار او اصابات باستثناء حالات"هلع"لثلاثة اسرائيليين واحداث ثغرة في سطح احد المنازل. وقالت مصادر حقوقية ل"الحياة"ان الشهيد الذي يعتقد انه مصري أصيب بعيار ناري ثقيل في مؤخرة الرأس، وأن مسعفين فلسطينيين احضروا جثته الى المستشفى بعد التنسيق مع قوات الاحتلال الاسرائيلي. ويعتقد أن الشهيد اجتاز الحدود للوصول الى مدينة رفح والمشاركة في المقاومة ضد الاحتلال. ولفتت الى انه وجد في جيب الشهيد 25 قرشاً مصرياً وعلبة سجائر من نوع"روثمانز". والشاب الذي لم تعرف هويته بعد، قمحي البشرة ذو شعر أسود غزير، قوي البنية، يرتدي بنطالاً من الجينز، وقميص"تي شيرت"أسود اللون. وأدى سقوط قذيفة هاون على دفيئة زراعية في مستوطنة"غانيه طال"الى مقتل عاملين احدهما فلسطيني والآخر صيني، فيما اصيب ستة آخرون بجروح نقلوا على أثرها الى مستشفى"سوروكا"في مدينة بئر السبع بصحراء النقب. وقالت مصادر اسرائيلية ان أحد الجرحى الستة الذين يعتقد أنهم جميعاً فلسطينيون، أصيبوا بجروح خطيرة. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري ل"حركة الجهاد الاسلامي"، انها أطلقت اربعة صواريخ محلية الصنع على مستوطنة"غاني طال"ومستوطنة"نيتسر حزاني"المجاورة رداً على مقتل كميل في قباطية. ودعا وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الى عقد اجتماع لأركان المؤسسة العسكرية"لبحث الرد"الاسرائيلي على اطلاق الصواريخ. غير ان رئيس هيئة العمليات في الجيش الاسرائيلي يسرائيل زيف أكد في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية ان"اسرائيل ملتزمة بالتهدئة"، واعتبر ان اطلاق الصواريخ جاء"لأسباب فلسطينية داخلية بالدرجة الاولى".