حذر وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل اريتريا من اللعب بالنار. وكشف أن الإدارة الأميركية أبلغته أنها طلبت من أسمرا عدم التدخل في شؤون بلاده، ومن متمردي الشرق عدم تفجير الأوضاع في شرق السودان. كما تلقى وعداً برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية المفروضة على البلاد. ويتوقع أن يعلن الرئيس عمر البشير الخميس المقبل الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين لمناسبة مرور 16 عاماً على الانقلاب العسكري الذي حمله الى السلطة. وأجرى اسماعيل، الذي يزور واشنطن حالياً، محادثات مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونائبها روبرت زوليك، واللجنة الفرعية للشؤون الافريقية في الكونغرس، ركزت على تطورات الأوضاع في دارفور وشرق البلاد وتطبيق اتفاق السلام في جنوبها، وتطبيع العلاقات بين البلدين. وقال اسماعيل للصحافيين إن رايس وافقت على الأخذ في الاعتبار طلبه رفع العقوبات الاقتصادية والتجارية التي تفرضها واشنطن على بلاده منذ سنوات وشطب اسم السودان من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب. وأضاف ان محادثاته مع المسؤولين الأميركيين ازالت معظم المشاكل التي تعيق اقامة علاقات طبيعية بين الخرطوموواشنطن، موضحاً أن الشرط الأميركي لرفع العقوبات عن السودان وتطبيع العلاقات بينهما كان وضع حد لأعمال العنف في دارفور وانهاء الحرب في جنوب البلاد والتعاون مع واشنطن في الحرب ضد الإرهاب، مشيراً الى أن حكومته تشعر أن معظم المشاكل التي تقف في طريق اكمال تطبيع العلاقة بين البلدين لم تعد موجودة. ووجه اسماعيل انتقادات حادة اللهجة الى اريتريا واعتبرها تمثل نظاماً شاذاً يضر بمصالح شعبه. وقال إن حكومته لم تعد قادرة على ضبط النفس بسبب استمرار أسمرا في دعم حركات التمرد السودانية لشن هجمات داخل أراضي بلاده وزعزعة الأمن والاستقرار. وحذر أن النظام الاريتري يلعب بالنار لاشعال الحريق في شرق السودان. وتابع:"النار التي يلعب بها النظام الاريتري ستحرق أصابعه". وقال القائم بالأعمال السوداني في واشنطن السفير خضر هارون إن زوليك أبلغ اسماعيل أن الإدارة الأميركية طلبت من اريتريا عبر سفيرها في واشنطن الكف عن التدخلات السلبية في الشؤون السودانية ووقف الاضطرابات التي تقوم بها ضد السودان كما حذرت حركات التمرد في شرق البلاد من سعيها الى تفجير الاوضاع في الاقليم. وفي السياق ذاته اعترفت قيادة الجيش السوداني بتنفيذ عمليات في شرق البلاد لاخلاء الاقليم من المتمردين ومطاردة القوات التي هاجمت منطقة دليباي جنوب مدينة طوكر الاربعاء الماضي ونفت اتهامات المتمردين بقصف المنطقة بالطائرات. وقال الناطق باسم الجيش الفريق عباس عبدالرحمن ان العمليات في شرق البلاد تستهدف تمشيط المنطقة وتعقب المتمردين الذين هاجموا دليباي واحتموا بالمناطق الجبلية المحيطة بالمنطقة. وتعهد بإخلاء الاقليم من اي عناصر متمردة. الى ذلك، اعلن مسؤول في القصر الرئاسي ان الرئيس عمر البشير سيعلن في احتفال سياسي وعرض عسكري الخميس المقبل لمناسبة مرور 16 عاماً على الانقلاب الذي حمله الى السلطة الافراج عن كافة المعتقلين السياسيين في البلاد وابرزهم حليفه السابق الدكتور حسن الترابي المعتقل منذ آذار مارس من العام الماضي. في غضون ذلك، يتسلم الرئيس عمر البشير اليوم مسودة الدستور الانتقالي، الذي ستسلم نسخة منه ايضاً الى قيادة"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، وسيطرح غداً على البرلمان لاعتماده كما سيعتمده مجلس"الحركة الشعبية"قبل سريانه. وقال الناطق باسم لجنة صوغ الدستور الدرديري محمد احمد ان لجنته رفضت امس اقتراحات طرحها ممثلو"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض بتعيين سبعة نواب للرئيس يمثلون اقاليم السودان السبعة الشمالي، الاوسط، دارفور، كردفان، الشرقي، الجنوبيوالخرطوم كما رفضت اقتراحاً آخر بتقديم موعد اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بدل اجرائها بعد اربعة اعوام، مشيراً الى ان ذلك يتعارض مع اتفاق السلام في جنوب البلاد واتفاق القاهرة بين الحكومة و"التجمع"المعارض. ونقل مركز اعلامي حكومي امس عن زعيم"الحركة الشعبية"جون قرنق انه سيعود الى الخرطوم في 7 تموز يوليو المقبل لاداء اليمين الدستورية نائباً اول للرئيس بعد يومين من عودته موضحاً ان مؤسسة الرئاسة الجديدة ستضمه الى جانب الرئيس البشير ونائبه الثاني علي عثمان محمد طه.