حدد وسطاء "السلطة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا ايغاد 7 تشرين الأول اكتوبر المقبل موعداً لاستئناف المحادثات بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في كينيا لمعالجة الترتيبات الأمنية المتعلقة بوقف النار الدائم. وأكد مسؤول حكومي ل"الحياة" ان النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق سيفتتحان المفاوضات من أجل اعطائها زخماً ودفعاً سياسياً بعدما انجزت اللجان الفنية المشتركة نحو 90 في المئة من القضايا المطروحة للنقاش قبل رفع الجولة في تموز يوليو الماضي. وينتظر أن يبدأ مستشار الإدارة الأميركية لشؤون السودان تشارلز سنايدر محادثات مع المسؤولين في الخرطوم لتسريع عملية السلام. وترغب واشنطن في أن يصل الطرفان الى اتفاق نهائي بنهاية تشرين الأول المقبل، وهو الموعد المحدد لرفع تقرير من الرئيس جورج بوش الى الكونغرس في شأن تطورات السلام بحسب "قانون سلام السودان"، وسيكون التقرير الأخير قبل نهاية ولايته. وعلم ان سنايدر يحمل رسالة من بوش الى الخرطوم يؤكد حرصه على انهاء عملية السلام السودانية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني نوفمبر، وفي حال تحقق ذلك فإن واشنطن سترعى محادثات السلام لإنهاء حرب دارفور وستمضي في تطبيع العلاقات بين البلدين. من جهة أخرى، نفى المتحدث باسم الجيش الفريق محمد بشير سليمان وقوع معارك طاحنة بين الجيش و"متمردي دارفور" في منطقة طويلة جنوب الفاشر كبرى مدن دارفور وشمالها كما ذكر تقرير للأمم المتحدة. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أمس عن المسؤولة في الأممالمتحدة لويس اربور ان لاجئين من مخيمات عدة في شمال دارفور ابلغوا المنظمة الدولية ان افراداً في ميليشيات عربية الجنجاويد متهمة بارتكاب فظاعات في دارفور يحرسون حالياً مخيمات المشردين في الاقليم. وقالت ان افراد هذه الميليشات تم ضمّهم الى الشرطة السودانية. وتنفي الحكومة السودانية دعم ميليشيات "الجنجاويد". الى ذلك انتقد حزب الأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي ممارسات الحكومة بشدة، خصوصاً الاجراءات الأمنية المشددة وحملات الدهم والتفتيش. ووصفها بأنها مهينة وأدت الى ترويع المواطنين واقتيادهم بتعسف الى مخافر الشرطة. واعتبر ذلك تعدياً على الحريات والحقوق والحرمات وطالب باطلاق المعتقلين ورفع الرقابة عن الصحف. من جهة اخرى، أجرى مبعوث الأممالمتحدة الخاص للسلام في السودان يان برونك محادثات في اديس ابابا مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي تتعلق بتطورات الأوضاع في اقليم دارفور والجهود الاقليمية والدولية لمعالجة الأزمة الانسانية. ووصل برونك أمس الى اسمرا واجرى محادثات مماثلة مع الرئيس الاريتري اساياس أفورقي.