لا تزال المحادثات بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور في أبوجا، والتي بدأت قبل 11 يوماً، تراوح مكانها بعد تمسك المتمردين بعدم مشاركة تشاد ضمن فريق الوساطة. وتدخل الرئيس النيجيري رئيس الاتحاد الافريقي اولوسيفون اوباسانجو لتحريكها، فيما استقبل الشارع السوداني والقوى السياسية اتفاق القاهرة بين الحكومة و"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض ببرود، واعتبره منقوصاً لعدم حسم القضايا الجوهرية المتعلقة باقتسام السلطة. واستدعى أوباسانجو الى مقر اقامته كبير مفاوضي الاتحاد الافريقي سالم أحمد سالم وناقش معه جمود المفاوضات بين الحكومة ومتمردي دارفور بعدما فشل الأخير في اقناع المتمردين بالعدول عن موقفهم الرافض لمشاركة تشاد ضمن فريق الوساطة. وعلم ان اوباسانجو الذي يستضيف المحادثات عبر عن استيائه وغضبه للبطء الشديد الذي ظل يرافق عملية التفاوض منذ انطلاقتها بعدما توقفت ستة اشهر، محذراً من ان الاتحاد الافريقي لن يقف مكتوف الأيدي إذا لم تبد الأطراف المتفاوضة مرونة وإرادة سياسية للاستمرار في المفاوضات بجدية من أجل طي ملف الحرب والتوصل الى تسوية سياسية سريعة. وقالت مصادر قريبة من المحادثات ل"الحياة"ان هناك اتجاهاً من الاتحاد الافريقي لتحويل تشاد من وسيط الى مراقب، مثلما حدث لاريتريا التي رفضت الحكومة السودانية مشاركتها ضمن الوسطاء وهددت بالانسحاب من المفاوضات اذا استمرت في فريق الوساطة. الى ذلك، استقبل الشارع السوداني والقوى السياسية"اتفاق القاهرة"بين الحكومة و"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض ببرود وعدم اكتراث. ولم تشهد الخرطوم أي مظاهر للابتهاج والترحيب، خصوصاً ان الصحف الصادرة أمس أجمعت على ان الطرفين وقعا على اتفاق على"عدم الاتفاق"لأن الوثيقة التي وقعت نصاً على تعليق ما توصل اليه الطرفان الى حين حسم القضايا العالقة المتصلة بنسب المشاركة في السلطة ومستقبل قوات المعارضة في شرق البلاد. وقال حامد محمد حامد المسؤول السياسي في حزب"الأمة"المعارض، الذي يتزعمه الصادق المهدي اذا ما وقع في القاهرة اتفاق منقوص ويكرس للوضع القائم حالياً ولا يحمل جديداً، موضحاً ان أي اتفاق لا تكون محصلته النهائية عقد مؤتمر يشمل كل القوى السياسية"قاصر ومعيب". ورفض حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي، ان يسمي ما حدث في القاهرة"اتفاقاً". ووصف احتفال التوقيع في القاهرة بأنه"ورقة علاقات عامة". وذكرت الأمينة العامة لحزب مؤتمر البجا المعارض الدكتورة آمنة ضرار ان أي اتفاق لا يشمل حل أزمتي دارفور وشرق البلاد لا قيمة له لأن الحرب ستظل مستمرة. وقلل المتحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي كمال بولاد من اتفاق القاهرة. وقال انه لا جديد فيه واستمرار لنهج الحكومة في عقد صفقات ثنائية لتفكيك معارضيها وليس تحقيق السلام والاستقرار. في غضون ذلك، باشرت محكمة انشأتها الحكومة للنظر في جرائم الحرب التي وقعت في دارفور مهماتها في نيالا ثاني كبرى مدن الاقليم، وقال رئيس المحكمة محمود سعيد ابكم ان محكمته ستبدأ بالقضايا التي اكتملت فيها التحقيقات. ومن اولى القضايا التي ستبت فيها المحكمة محاكمة مجموعة من المجندين في ميليشيا قوات الدفاع الشعبي التي تساند الجيش في العمليات اعتقلوا ودونت في مواجهتهم اتهامات بارتكاب عمليات اغتصاب.