حذر الرئيس السوداني عمر البشير امس من وصفهم ب"تجار السياسة"، معلناً استعداد حزب"المؤتمر الوطني"الحاكم الذي يتزعمه الانتقال من كراسي الحكم الى المعارضة اذا لم يحقق غالبية في الانتخابات التي ستجري بعد نحو اربع سنوات. وحمل بشدة على الاحزاب الحاكمة التي أطاحها بانقلاب عسكري قبل 15 عاماً. ورحب البشير خلال مخاطبته لقاء جماهيرياً في كادقلي اكبر مدن ولاية جنوب كردفان في وسط البلاد، بالقوى السياسية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"بزعامة جون قرنق، والتي ستشارك في الحكومة الانتقالية المقبلة. وحذر من وصفهم ب"تجار السياسة"الذين يسعون الى تمزيق النسيج الاجتماعي والتفريق بين القبائل على أسس عرقية وجهوية بعدما وقعت حكومته على اتفاق سلام في جنوب البلاد. واكد البشير استعداد حزبه الانتقال الى المعارضة اذا اختار الشعب ذلك خلال الانتخابات التي ستجري بعد نحو اربع سنوات، وقال:"اذا انتقلنا الى كراسي المعارضة فسنقدم نموذجاً للمعارضة السلمية المسؤولة التي تدعم كل المشاريع الوطنية". وحمل بشدة على الحكومات التي سبقت الانقلاب الذي قاده العام 1989، ووصفها بأنها غير مسؤولة وتبنت أحزابها القبائل مما أدى الى اشعال الفتن والقتال. وجدد البشير تمسكه بالتشريعات الاسلامية، مؤكداً أنها مثبتة في مواثيق السلام وستثبت في الدستور الانتقالي الذي سيعد خلال الأسابيع المقبلة. ودعا أنصاره الى عدم"الالتفات الى المرجفين الذين يتهمون الحكومة بالتنازل عن ثوابتها وانها تخلت عن الشريعة الاسلامية". الى ذلك، قال وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين امس، ان النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه سيتوجه اليوم الى أبوجا لإجراء محادثات مع الرئيس النيجيري رئيس الاتحاد الافريقي اولوسيغون أوباسانجو الذي يرعى المفاوضات بين الخرطوم ومتمردي دارفور، تركز على تطورات الأوضاع في الاقليم والإعداد لجولة جديدة من التفاوض وخطوات تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد ودور الاتحاد الافريقي. وأعلن ارجاء القمة الخماسية التي كانت مقررة في القاهرة السبت المقبل، وتضم رؤساء مصر وليبيا والسودان ونيجريا وتشاد، لمناقشة أزمة دارفور وتحديد موعد لاستئناف محادثات السلام لانهائها وقطع الطريق أمام أي تدخل دولي في الاقليم. وكشف اسماعيل ان الوفد الديبلوماسي الأميركي الذي سيزور الخرطوم نهاية الاسبوع يحمل أفكاراً واقتراحات و"خريطة طريق"لتطبيع العلاقات بين البلدين، موضحاً ان القائم بالأعمال الأميركي الجديد لدى السودان ديفيد كايبر باشر مهماته أمس. وجدد استعداد حكومته لاستئناف محادثاتها مع"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض في القاهرة، وحمله مسؤولية تأخير التفاوض وتعطيل الاتفاق بين الجانبين، ولمح الى وجود عقبات في حوار الحكومة مع"حزب الأمة"بزعامة الصادق المهدي، مؤكداً عدم وجود"فيتو"في الحوار مع حزب"المؤتمر الشعبي"الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي.