دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر في بيان مشترك تلا اجتماعهما في باريس امس، الى مواصلة عملية التصديق على الدستور الاوروبي. وقال شرودر الذي التقى مع شيراك للمرة الثانية في اقل من اسبوع، وذلك في اعقاب رفض الدستور الاوروبي الجديد في الاستفتاءين اللذين اجريا في فرنسا وهولندا، إن"احترام الآخرين والديموقراطية يفرض مواصلة عملية التصديق من دون استنتاج اي حصيلة موقتة، في حين ان اي تحرك آخر سابق لأوانه حالياً". من جهته، حذر وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر من امكان ان يؤدي رفض الدستور الجديد الى تأجيج المشاعر القومية في اوروبا. وأشار فيشر في كتاب بعنوان"عودة التاريخ"الى ان عدم اقرار الدستور الجديد"سيمنع الاتحاد الموسع الذي يضم 52 عضواً من الاندماج الفعلي، ويدعم القوى التي تسعى الى سحب الدول الاعضاء خارج الاتحاد، ما يشكل تطوراً خطراً يمكن ان يقود الى انقسام الاتحاد إلى مجموعات فرعية صغيرة تنشر مشاعر القومية داخل الاتحاد وتخلق منافسة عديمة تستمر طويلاً في السياسات". وساءت الازمة السياسية الناتجة من رفض فرنسا وأوروبا للدستور الجديد اول من امس، حين رفض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير طلب شيراك بأن تبدي لندن"إشارة الى التضامن"، وتقبل إلغاء الاعفاء الجزئي عن مساهمتها المالية في موازنة الاتحاد في الفترة الممتدة بين عامي 2007 و2013. وأعلن بلير ان الاموال التي دفعتها بلاده الى خزينة الاتحاد خلال السنوات العشر الاخيرة، تفوق نصيب فرنسا بمرتين ونصف مرة،"لذا لن نقبل بإلغاء الاعفاء الجزئي الذي يصل إلى نحو ثلاثة بلايين جنيه استرليني 5.6 مليون دولار سنوياً". وكان بلير وجه صفعة اخرى لباريس وبرلين الاثنين الماضي، حين أرجأ الاستفتاء المحلي على الدستور بعد يومين فقط من مطالبة شيراك وشرودر بمواصلة عملية التصديق.