تشهد العاصمة السعودية اليوم نشاطاً سياسياً خليجياً وعربياً واسلامياً واسعاً، على علاقة بالاوضاع في منطقة الخليج وبالقضية الفلسطينية. ومن المقرر ان يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اليوم دورتهم العادية في الرياض، كما يبدأ الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني حسن روحاني محادثات مع كبار المسؤولين في السعودية، وينتظر وصول نائب رئيس الوزراء وزير الاعلام الفلسطيني نبيل شعث الى الرياض اليوم. وسيبحث وزراء الخارجية الخليجيون في أوضاع المنطقة مركزين على درس السبل الكفيلة بالتغلب على العقبات التي تعترض تعزيز مسيرة التعاون الخليجي. ويتزامن الاجتماع الوزاري الخليجي مع تحرك ايراني في المنطقة يقوده روحاني الذي زار معظم العواصم الخليجية في الايام القليلة الماضية، بعدما زار مسؤول ايراني آخر هو رئيس السلطة القضائية هاشمي شهرودي البحرين الاسبوع الماضي. ويهدف التحرك الايراني الى ايجاد اطر من التعاون مع دول مجلس التعاون والبحث مع العواصم الخليجية في مشروع ايراني لإقامة"الشرق الاوسط الإسلامي"كبديل من مشروع"الشرق الاوسط الكبير"الاميركي، ولم تصدر أي ردود فعل او اشارات من العواصم الخليجية في شأن المشروع الايراني، لكن روحاني استطاع خلال زيارته ابوظبي الثلثاء الماضي ان ينجح في اقناع المسؤولين الاماراتيين باتفاق مشترك للتعاون الامني على رغم النزاع الاماراتي - الايراني على الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها ايران. وسيتحدد الموقف الخليجي من المشروع الايراني لاقامة"الشرق الاوسط الاسلامي"بناء على موقف الرياض منه. وتشهد العلاقات السعودية - الايرانية منذ اكثر من ست سنوات احسن حالاتها ومن هنا تكتسب زيارة روحاني للرياض اهمية ليس فقط لمناقشة القضايا الامنية - وهي كثيرة - مع وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز، ولكن ايضاً لمناقشة النشاط الايراني للانفتاح على دول الخليج، الامر الذي يتوقع ان يبحثه وزراء خارجية دول مجلس التعاون اليوم. الى ذلك، ينتظر ان يصل الى الرياض اليوم الوزير نبيل شعث في بداية زيارة تستغرق يومين للقاء ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين السعوديين، ويعتقد بأن سبب الزيارة هو إطلاع قادة المملكة على نتائج زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للولايات المتحدة.