بحث ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في المواقف والاستعدادات للقمة العربية المقبلة في بيروت اواخر الشهر الجاري، إضافة الى المبادرة السعودية. ونقلت وكالة الانباء السعودية ان الامير عبدالله تناول في مباحثاته مع موسى أمس "الوضع في منطقة الشرق الاوسط والاراضي العربية المحتلة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني على أيدي القوات الاسرائيلية من حصار وتقتيل، اضافة الى الافكار التي طرحها ولي العهد السعودي بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط". وكان موسى تباحث أمس مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في المبادرة والتطورات العربية بما فيها نتائج زيارته الاخيرة الى ليبيا. راجع ص 4 وعلى رغم النشاطات الديبلوماسية المكثفة والزيارات التي يقوم بها رسميون اجانب الى السعودية لم يكشف في الرياض عن أي تفاصيل اضافية عن المشروع السعودي الخاص بالصراع العربي - الاسرائيلي، في الوقت الذي اكد سفير فلسطين لدى السعودية في اتصال مع "الحياة" انه لم يسمع من الامير عبدالله ان "طرح المبادرة السعودية للسلام في الشرق الاوسط مرهون بحضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قمة بيروت". وقال: "لا اؤكد ما تناقلته وكالات الانباء ولكن حتى يتسنى للمشروع السعودي الحصول على الاجماع العربي لا بد من حضور الرئيس عرفات القمة لتكون مبادرة سلام عربية بموافقة ذوي الشأن ومباركتهم". من جانبه اكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث في لقاء مع "الحياة" قبيل مغادرته السعودية أمس ان ولي العهد السعودي وعد ببذل الجهود لحضور الرئيس الفلسطيني القمة العربية في بيروت، لأنه يرى في عدم حضوره "كارثة"، وقال ان الأمير عبدالله "قرن طرح المشروع السعودي بموافقة عرفات وقادة كل من سورية ولبنان كون المشروع يعنيهم بالدرجة الاولى". وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بعد لقائه وزير التخطيط والتعاون الدولي في فلسطين نبيل شعث دعم المملكة ووقوفها الدائم الى جانب الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس. الى ذلك، ذكرت مصادر ديبلوماسية خليجية ل "الحياة" ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذين سيلتقون في جدة الاسبوع المقبل في اجتماع دوري، سيبحثون في المبادرة السعودية. وفي السياق نفسه يبدأ الرئيس السوري بشار الاسد اليوم زيارة رسمية الى السعودية تستمر يومين تركز على افكار ولي العهد السعودي بشأن الصراع العربي - الاسرائيلي، بعدما اصدرت سورية بياناً توضح فيها موقفها من المبادرة فهم منه معارضتها لها، علماً ان دمشق ركزت في خطابها الرسمي على "عدم وجود اي خلاف مع السعودية". وكان الأسد تلقى رسالة أمس من العاهل الأردني الملك عبدالله في محاولة لاقناعه "بتبني مبادرة ولي العهد السعودي في القمة العربية". ووصل خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الى واشنطن أمس لحض الادارة الاميركية على دعم المبادرة السعودية للتوصل الى تسوية للنزاع في الشرق الأوسط. وأشاد عضو مجلس الشيوخ الأميركي والمرشح السابق لمنصب نائب الرئيس السناتور جوزيف ليبرمان بمبادرة الامير عبدالله، ودعا الولاياتالمتحدة الى "اغتنام هذه الفرصة وعدم إضاعتها". وامتنعت طهران عن تحديد رأيها النهائي بشأن المبادرة السعودية، لكن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي أكد انه "لا يوجد أدنى شك في النيات الحسنة" للأمير عبدالله، معلناً عدم معرفة طهران "معلومات دقيقة عن فحوى المبادرة".