اتفق لبنان وسورية على أن تقوم الحكومة اللبنانية بتزويد الحكومة السورية بما لديها من معلومات عن موضوع بعض المفقودين اللبنانيين ليصار إلى بحثها في لجنة مشتركة بعد مراجعتها من الجهات المعنية السورية. وأكد البلدان العمل على إعادة تقويم الاتفاقات المشتركة بينهما"بما يكفل إزالة أي غبن يشعر به أي طرف في حال وجوده"، كما اتفقا على تعجيل عمل اللجنة المشتركة لشؤون العمل على أن يصار إلى فتح مكتب في رئاسة مجلس الوزراء في لبنان لتلقي شكاوى الطلبة السوريين المسجلين في الجامعات اللبنانية. وشكلت هذه المقررات حصيلة الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الى دمشق أمس، التقى خلالها الرئيس بشار الأسد على مدى نحو ساعة, وأجرى محادثات مع نظيره السوري محمد ناجي عطري شارك فيها الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري. وعقد ميقاتي وعطري مؤتمراً صحافياً في مطار المزة. وقال ميقاتي:"بحثنا مع الرئيس الأسد في جذور العلاقات اللبنانية - السورية وتابعنا ما قام به أسلافنا ممن تولوا رئاسة مجلس الوزراء في لبنان من بناء صحيح للعلاقة المشتركة اللبنانية - السورية. كما بحثت مع الرئيس العطري في سبيل الارتقاء بهذه العلاقة لكي تكون دائماً مميزة. وتركز الحديث في معظمه على عودة المياه إلى مجاريها الطبيعية والتاريخية والجغرافية والاقتصادية بين البلدين"، مضيفاً انه بحث أيضاً في"الرسالة التي احملها من أهالي المفقودين، وتوافقنا على لجنة مشتركة للقيام بتحقيق إضافي بعدما أعلنت سورية في الماضي الإفراج عن المعتقلين اللبنانيين، وفي ضوء التحقيقات التي قامت بها سابقاً اللجنة اللبنانية برئاسة الوزير فؤاد السعد، فإننا سنسلم الدراسة التي أعدتها اللجنة إلى المجلس الأعلى". وأشار ميقاتي إلى أن الحديث تناول العمالة السورية في لبنان وسبل تنظيمها، واتفق على تنظيم هذه المسألة في ضوء البروتوكولات المشتركة وإنشاء مكتب للعمالة على الحدود، يحصي ويتابع مطالب العمال السوريين الذين يذهبون إلى لبنان والكوادر اللبنانية التي تأتي إلى سورية للعمل فيها. وأضاف:"عرضنا أيضا لبعض الأمور المتعلقة بالطلاب السوريين الذين يدرسون في الجامعات اللبنانية، وقد دعوت مع الرئيس عطري جميع الطلاب للعودة إلى الجامعات. كما بحثنا في موضوع تسهيل أمور النقل البري بين البلدين على الحدود". ورداً على سؤال عن التمثيل الديبلوماسي واقامة سفارات بين البلدين، أجاب ميقاتي:"الرئيس الأسد كان أول من تحدث في هذا الموضوع منذ زمن، وأعتقد انه سيتم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب". وعن الوجود العسكري السوري في منطقة دير العشائر، قال:"تبين بعد التحقيق الأولي الذي قامت به الجهات الأمنية المختصة إن القوات السورية هي داخل الأراضي السورية، وهذا الموضوع في يد اللجان الأمنية التي ستصدر البيانات اللازمة عنه". وعما إذا كان البحث تطرق إلى موضوع عودة العماد ميشال عون، رد ميقاتي:"هذا شأن داخلي لبناني". وهل تطرق البحث إلى موضوع الحدود اللبنانية - السورية، قال ميقاتي:"هناك لجان أمنية مشتركة من الجيشين اللبناني والسوري تنظر في كل هذه المواضيع". من جهته، أكد عطري أهمية هذه الزيارة والنتائج التي توصلت إليها، آملاً"تطوير هذه العلاقات لتأخذ أبعاداً قوية إلى الأمام لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين سورية ولبنان". البيان المشترك وصدر في نهاية زيارة ميقاتي لسورية بيان مشترك أفاد انه تم خلال اللقاء مع الأسد"تأكيد اهمية تطوير العلاقات الاخوية بين البلدين وتعميقها انطلاقاً مما نصت عليه معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق", وتم خلال الاجتماع في رئاسة مجلس الوزراء السوري"التداول في العلاقات الاخوية التي تربط بين لبنان وسورية والتي زادتها مشاعر الاخوة والصداقة والقربى، فضلا عن الدور الذي لعبته سورية في المحافظة على وحدة لبنان ومنع تقسيمه والدعم الذي قدمته لاعادة بناء مؤسسات الدولة السياسية والامنية والعسكرية، كما تم التطرق بنوع خاص الى الخطوات الواجب اتباعها لتمتين العلاقات الاخوية انطلاقا مما نصت عليه معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق، وما انبثق من الاتفاقيات الثنائية". وأوضح البيان ان"الرأي كان متفقاً على"اعادة تقويم الاتفاقات الثنائية بما يكفل ازالة اي غبن يشعر به اي طرف في حال وجوده عملاً بمبدأ الشفافية في العلاقات وتحقيقاً للمصلحة المشتركة للبلدين، على ان يقوم كل جانب باعداد ورقة عمل تقويمية لكل الاتفاقيات وكل القطاعات ويصار الى مناقشتها من لجنة مشتركة تشكل لهذه الغاية بالتعاون مع الامانة العامة للمجلس الاعلى السوري - اللبناني بهدف التوصل الى خلاصات وصوغ رؤية مستقبلية مشتركة للعلاقات". وفي ما يتعلق بموضوع العمالة السورية واللبنانية في كلا البلدين، اتفق على"ان تسرع اللجنة الوزارية المشتركة لشؤون العمل عملها في وضع آلية تنفيذ لاتفاقية العمل الموقعة بين الجانبين, واتفق على ان يصار الى اجراء تحقيق بما تعرض له بعض المواطنين السوريين من اعتداءات على أرواحهم وممتلكاتهم أخيراً في لبنان، وان تقوم الحكومة اللبنانية بملاحقة الفاعلين قضائياً والبحث في إمكان تعويض الضحايا والاضرار. وفي مسألة مواصلة الطلبة السوريين المسجلين في الجامعات اللبنانية دراستهم في لبنان في أجواء مريحة، اتفق على ان يصار الى فتح مكتب في رئاسة مجلس الوزراء في لبنان لتلقي الشكاوى ومعالجتها بالطرق المناسبة، كما تم تأكيد ضرورة الاستمرار في تنفيذ جميع الاتفاقيات التربوية والثقافية والمتعلقة بتبادل الطلاب بين الجامعات اللبنانية والسورية. وعن موضوع بعض اللبنانيين المفقودين، اتفق على ان تقوم الحكومة اللبنانية بتزويد الحكومة السورية ما لديها من معلومات ليصار الى بحثها من لجنة مشتركة تشكل من الجانبين بعد مراجعتها من الجهات المعنية السورية. واتفق على ان تتخذ الحكومة اللبنانية اجراءات سريعة لاعادة فتح قناتي الري الدبوسية وزيتا على العاصي واتخاذ الترتيبات الامنية المتفق عليها سابقا لمنع التعديات التي تحصل بين الحين والآخر من بعض المواطنين اللبنانيين. واتفق على تسريع تطوير المراكز الحدودية الراهنة وإقامة المراكز المشتركة المتفق عليها، تسهيلاً لعملية انتقال المواطنين والبضائع بين البلدين والقيام في شكل عاجل بإنشاء نقطة جمركية مشتركة في مركزي العبودية - الدبوسية والمصنع - الجديدة، مزودة بكاشف لتسهيل تنقل البضائع او العبور".