رفض رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري التعليق على كلام أمين عام حزب الله حسن نصرالله الذي تناول فيه يوم الجمعة الماضي المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري وقال ان على الجميع التحلي بالهدوء ، وقال إن " رفيق الحريري تم اغتياله و لا أريد أن أتكلم عن الموضوع الآن في سوريا "،مؤكدا أن "العلاقة مع الرئيس الأسد مبنية على الصراحة و التفاهم لأنها في مصلحة البلدين". من جهته أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن " سوريا ستحاكم أي سوري يثبت تورطه بالدليل القاطع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في سوريا بتهمة الخيانة العظمى ". وقال في رده على سؤال حول التسريبات بخصوص قرار ظني اتهامي لحزب الله سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "حتى لا نستبق الأمور، قد تكون إسرائيل تعلم ماذا سيكون القرار، لكن نحن في سوريا نعتقد أن موضوع المحكمة شأن لبناني"، مضيفا "بدون شك لو كان الموضوع لكشف الحقيقة فكلنا نسعى لكشف الحقيقة، أما إذا كان الموضوع مسيسا ويستهدف هذا الحزب أو ذاك في لبنان أو في سوريا أو في أي مكان فهذا يعني تسييس المحكمة والابتعاد عن كشف الحقيقة". وردا على سؤال حول إمكانية قيام الرئيس بشار الأسد بزيارة إلى لبنان قال إن " زيارة الرئيس الأسد إلى لبنان ستتم قريبا". وكان الحريري الذي زار دمشق امس للمرة الرابعة منذ توليه رئاسة الحكومة في لبنان في ديسمبر 2009 قد التقى الرئيس السوري بشار الأسد بعد ان ترأس مع نظيره السوري محمد ناجي عطري اجتماع هيئة المتابعة و التنسيق السورية اللبنانية والتي جرى خلالها التوقيع على 17 اتفاقية و مذكرة تفاهم. واعتبر مراقبون أن " زيارة الحريري لسوريا تأتي تكريسا لأجواء المصالحة التي سادت هذا العام بين دمشق وبيروت , ورغم أن عطري والحريري لم يعقدا مؤتمرا صحفيا , كما كان متوقعا , إلا أنهما صادقا على ما اتفق عليه مسبقا كبار الموظفين والوزراء المعنيين , و أجابا على أسئلة الصحفيين في ختام الاجتماعات ". وقد صدر بيان مشترك عن الاجتماعات تم فيه التأكيد على " أهمية التنسيق والتعاون بين سوريا ولبنان في المسائل الخارجية , الدفاع والأمن , ترسيم الحدود , قضية المفقودين .. حيث تم تكليف وزيري خارجية البلدين بوضع آلية مشتركة للتنسيق في المسائل الخارجية , وكذلك تم تكليف لجنة الدفاع والأمن بوضع برنامج تنفيذي لآليات عمل مشتركة , كما طلب من اللجنة المشتركة لترسيم الحدود البرية والبحرية مباشرة أعمالها بأسرع وقت ممكن , وكذلك لجنة المفقودين . وفي إجابته على أسئلة الصحفيين أكد عطري بأن " قوة لبنان من قوة سوريا " أما الحريري فقد أشار إلى أن " العلاقة مع الرئيس الأسد مبنية على الصراحة والتفاهم لأنها في مصلحة البلدين " وحول تقرير المحكمة الدولية أوضح الحريري بأن على " الجميع التحلي بالهدوء" في حين رفض التعليق على كلام السيد حسن نصر الله الأخير , واكتفى بالقول " رفيق الحريري تم اغتياله ولا أريد أن أتكلم عن الموضوع الآن في سوريا ". وقد أكدت سوريا ولبنان " حرصهما على تعزيز علاقات التعاون في إطار معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية وغيرها من المجالات الأخرى , وضرورة تفعيل عمل المجلس الأعلى السوري اللبناني وتنسيق النشاطات والمواقف في مجالات السياسة الخارجية ". وأكد عطري أن " ما يجمع بين سوريا ولبنان عصي على التفرقة وأقوى من رهانات الأعداء والمتآمرين" لافتا إلى أن " معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق أرست الإطار القانوني الناظم لعلاقات التعاون بين بلدينا الشقيقين , والهيئات واللجان المعنية بوضع الخطط والبرامج وآليات العمل الكفيلة بتنفيذ ذلك ". وأكد عطري على " أهمية التضامن العربي وتنقية الأجواء العربية في مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية" وأهمية " تحقيق السلام العادل والشامل وفق قرارات الأممالمتحدة الذي ترفضه إسرائيل ". ودعا عطري " الهيئات الدولية ودول العالم إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني , واستمرار إسرائيل بفرض الحصار على غزة , والقيام بتحرك عربي وإسلامي ودولي لإرغامها على وضع حد لتلك الممارسات".