كشفت الخرطوم تفاصيل جديدة في شأن خطف قوة مشتركة من متمردي شرق السودان ودارفور أول من أمس ثلاثة أعضاء في برلمان ولاية البحر الأحمر ومثلهم من العسكريين وتحديد شروط الافراج عنهم. ونجا من الحادث حاكم ولاية البحر الأحمر. وعُلم ان القوة المهاجمة دمّرت معسكراً للجيش قرب الحدود الاريترية وقطعت الطريق الرئيسي الذي يربط الخرطوم بميناء بورتسودان على البحر الأحمر، رداً على تنظيم الحكومة مؤتمراً لقيادات الشرق في مدينة كسلا. وقال الناطق باسم فصيل"مؤتمر البجا"المعارض ادريس نور محمد علي ان قوة مشتركة من جبهة الشرق التي تضم تنظيمي"البجا"و"الأسود الحرة"ومجموعة من"حركة العدل والمساواة"في دارفور دمرت معسكراً للجيش في منطقة ام ادام شمال هداليا، وقتلت واصابت مجموعة من الجنود وأسرت ستة، واستولت على سيارتين واسلحة وذخيرة. وذكر ان القوة استولت على الطريق بين الخرطوموبورتسودان لمدة ثلاث ساعات قبل ان تنسحب. واعتبر الخطوة"رسالة"الى الحكومة التي عقدت مؤتمراً لقيادات شرق البلاد في غياب المعارضة. وأبلغ شهود"الحياة"في اتصال هاتفي من كسلا، ان القوة المهاجمة وزعت بيانات على ركاب الحافلات الذين كانوا في طريقهم من بورتسودان الى المدينة يقلل فيها المتمردون من مؤتمر كسلا ويهاجمون الحكومة ويحذرون من الالتفاف على قضية الشرق. واعترف مسؤول حكومي تحدث الى"الحياة"بمهاجمة المتمردين الطريق القومي"الخرطومبورتسودان"والاستيلاء على سيارة تتبع الى شركة تعمل في حفر آبار المياه. وذكرت وزارة الداخلية في بيان ان القوة المهاجمة تضم مئة شخص جاؤوا من اريتريا في سيارات مكشوفة مزودة رشاشات"دوشكا". وأفيد ان المتمردين خطفوا ثلاثة من قيادات برلمان البحر الأحمر وهم رئيس لجنة الخدمات محمود عثمان ادريس ورئيس اللجنة الاقتصادية تاج السر وداعة الله وعضو البرلمان عيسى العمدة، كما أسروا ثلاثة عسكريين واستولوا على سيارتهم. وأمروا سائق سيارة أخرى وهو مهندس يعمل في مشروع زراعي بمواصلة رحلته في باص ومنحته مبلغاً كافياً من المال لضمان وصوله الى وجهته، وطلبت منه حرق الاليات التي تعمل في المشروع. واتهم مسؤول شرطة كسلا اللواء خميس ميانق متمردي الشرق ودارفور بتنفيذ الهجوم بهدف خلق بلبلة وتشويش على مؤتمر كسلا لمناقشة قضايا شرق السودان. وقلل من تأثير الهجوم على الأوضاع في الاقليم، مشيراً الى ان المهاجمين انطلقوا من الاراضي الاريترية. وأنهى مؤتمر الشرق أعماله أول من أمس، وأوصى بتشكيل وفد من قبائل الشرق لاقناع المتمردين بالتفاوض مع الحكومة، كما طالب الخرطوم بحل مشكلة مثلث حلايب المتنازع عليه بين السودان ومصر عبر الحوار مع القاهرة، ودعا اريتريا الى مراجعة مواقفها تجاه السودان، كما دعا الحكومة الى الاهتمام بشرق البلاد والافراج عن المعتقلين من أبناء بورتسودان، وعددهم 15 شخصاً. وفي أسمرا، قال متمردو شرق السودان ان القوة المهاجمة تضم"مؤتمر البجا"و"الأسود الحرة"و"حركة العدل والمساواة"، وان العملية استهدفت حامية أمادام العسكرية شمال محافظة القاش. وأوضحوا ان الحامية مكلفة تأمين الحماية لطريق الخرطوم - بورتسودان. وقدموا أسماء للأسرى مماثلة للأسماء التي أُعلنت في الخرطوم، قائلين ان"الأسرى السياسيين حاولوا التستر في البداية عن هويتهم الحقيقة نواب في البرلمان المحلي وادعوا انهم ضباط تنفيذيون". ويطالب متمردو شرق السودان بحكم ذاتي للإقليم ومشاركة في السلطة المركزية والثروة بعد الدخول في تفاوض مع الخرطوم في منبر مستقل.