فرقت السلطات السودانية تظاهرة في كسلا، ثاني أكبر مدن شرق البلاد، في حين شهدت بورتسودان هدوءاً حذراً بعد يوم من مقتل واصابة نحو 75 شخصاً في صدامات دامية. ودانت الحكومة الاحداث ووعدت بالتحقيق في شأنها، معلنة موافقتها على منبر مستقل لمناقشة مطالب مواطني شرق السودان في اقتسام السلطة والثروة. واعرب النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه الذي كان يتحدث امام البرلمان الذي يناقش اتفاق السلام في جنوب البلاد، امس، عن اسفه للاحداث الدامية التي شهدتها بورتسودان وقال انه لم يكن لها ما يبررها. واضاف طه:"الجنوح الى الخروج على القانون واللجوء الى العنف أمر مرفوض سنقاومه من واقع مسؤولياتنا ونلتزم إقامة الحق واجراء تحقيق في ما حدث في بورتسودان"، مشيراً الى ان الحكومة لن تغلق ابوابها امام الرأي الآخر. وتعهد بحل ازمتي دارفور وشرق البلاد، موضحاً ان حكومته ستقبل على محادثاتها مع متمردي دارفور التي تعاود في ابوجا الشهر المقبل بقلب مفتوح وإرادة كاملة. وجدد طه الدعوة الى القوى السياسية للمشاركة في تأمين اتفاق السلام في جنوب البلاد، ورأى ان المشاركة في صوغ الدستور الانتقالي لا تستلزم المشاركة في الحكومة الانتقالية. الى ذلك، اعلن حاكم ولاية كسلا المتاخمة للحدود الاريترية الفريق فاروق حسن محمد نور ان السلطات فرّقت تظاهرة شارك فيها العشرات في كسلا من دون وقوع قتلى او مصابين. وعلم ان"مؤتمر البجا"المعارض نظّم التظاهرة التي تصدت لها الشرطة ومنعت الطلاب من العبور الى وسط المدينة ودخول الاسواق، وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للسلطة. وشهدت بورتسودان امس هدوءاً حذراً بعد يوم دام خلف 75 قتيلاً وجريحاً في صدامات بين متظاهرين وقوات الامن. وأوفدت الخرطوم وفداً امنياً وسياسياً رفيع المستوى اجرى محادثات مع القيادات الاهلية والقبلية لتهدئة الاوضاع. واعلن وزير الزراعة المسؤول السياسي في الحزب الحاكم الدكتور مجذوب الخليفة موافقة الحكومة على اجراء مفاوضات مباشرة مع مؤتمر البجا والفصائل الاخرى في شرق السودان عبر منبر مستقل لمناقشة مطالبهم في اقتسام السلطة والثروة. وفي السياق ذاته اتهمت الامينة العامة لمؤتمر البجا في الداخل الدكتورة آمنة ضرار في مؤتمر صحافي في الخرطوم، امس، السلطات بارتكاب مجزرة جماعية في حق شعب شرق البلاد وقتل 25 شخصاً واعتقال 101 في بورتسودان. وطالبت بمحاكمة المتورطين. وقال الأمين العام لمؤتمر البجا في ولاية البحر الأحمر عبدالله موسى انهم دفنوا موتاهم امس وطالب بحماية دولية لمواطني شرق البلاد.