اتهمت السلطات السودانية أمس اريتريا المجاورة وحزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي، المعتقل منذ آذار مارس الماضي، بالوقوف خلف أحداث بورتسودان في شرق البلاد، والتي أوقعت 19 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً. في موازاة ذلك أعلن تنظيما"مؤتمر البجا"و"الأسود الحرة"اندماجهما عسكرياً وتشكيل"جبهة شرق السودان"لتصعيد العمل العسكري في مواجهة الحكومة. وأكد حاكم ولاية البحر الأحمر اللواء حاتم الوسيلة السماني ان الحياة بدأت تعود الى طبيعتها بشكل تدريجي في مدينة بورتسودان الساحلية، بعد أربعة أيام من مواجهات دامية بين متظاهرين والشرطة، أوقعت 19 قتيلاً بعد وفاة شخصين متأثرين بجراحهما. واتهم السماني في تصريح الى مراسلي الصحف المحلية في بورتسودان أمس حزب الترابي والحكومة الاريترية بتدبير التظاهرات التي استمرت ثلاثة أيام، وتحريض المواطنين على مناهضة الحكومة ودفعهم الى الفوضى والتخريب واستغلال مطالب المواطنين المشروعة واستغلالها وتوظيفها سياسياً لاحراج السلطة، والسعي الى اسقاطها ونقل الحرب من دارفور غرب السودان الى شرق البلاد. وأكد ان السلطات بدأت في حملة اعتقالات لتوقيف المتهمين بتأجيج الأوضاع، لكنها رفعت حظر التجول المفروض منذ السبت على المدينة. وأعلن السماني ان مبعوث الرئيس عمر البشير الى بورتسودان المسؤول السياسي في الحزب الحاكم مجذوب الخليفة استجاب مطالب المتظاهرين المتعلقة باقتسام عادل للسلطة والثروة ومناقشة قضايا اقليم شرق السودان في منبر مستقل برقابة دولية وافساح المجال أمام ابناء الاقليم لتولي مناصب ووظائف في مؤسسات الدولة وتنفيذ برنامج اسعافي لتنمية المنطقة. وفي هذا السياق، اتهم محافظ منطقة القاش في ولاية كسلا المتاخمة للحدود الاريترية، في شرق البلاد،"مؤتمر البجا"بالهجوم على مواقع للجيش، موضحاً أن قوة صغيرة كانت تختبئ في الغابات القريبة من منطقة همشكوريب التي تسيطر عليها المعارضة التي بادرت بالهجوم، واعتبر ذلك امتداداً للأحداث التي شهدتها بورتسودان. لكن الأمين العام ل"مؤتمر البجا"في البحر الأحمر عبدالله موسى شكك في جدية الحكومة وصدقيتها. وطالب الرئاسة باصدار إعلان يعترف ب"قضية أهل الشرق والتفاوض معهم عبر منبر مستقل"، ودعا إلى محاكمة المتورطين في قتل المدنيين في بورتسودان وتنمية المنطقة. إلى ذلك، أعلن تنظيما"مؤتمر البجا"و"الأسود الحرة"اندماجهما وتشكيل تنظيم عسكري جديد تحت اسم"جبهة شرق السودان". وقال التنظيم الجديد في بيان وزع أمس في الخرطوم إن العمليات العسكرية في الشرق لن تتوقف، لكنه أكد في الوقت ذاته استعداد الجبهة لاجراء محادثات مع الحكومة من أجل ايجاد تسوية للقضايا العالقة. إلى ذلك، كشف زعيم"حركة العدل والمساواة"المتمردة في دارفور خليل إبراهيم، أن ثمة مساعي لتشكيل كيان معارض جديد يحمل اسم"تجمع قوى المهمشين"يضم حركته و"حركة تحرير السودان"في دارفور في غرب البلاد، و"مؤتمر البجا"و"الأسود الحرة"في شرقها وينفتح لاستقطاب آخرين. وأوضح إبراهيم ان التجمع الجديد"يهدف إلى تحالف المهمشين الذين يحملون السلاح في وجه الخرطوم حتى لا تتكرر تجربة التجمع الوطني الديموقراطي". وطالب بمراجعة اتفاق السلام في جنوب البلاد، ودعا الحكومة و"الحركة الشعبية"إلى تقديم تنازلات للآخرين. وأضاف ان التحالف الجديد يدعو إلى تطبيق نظام فيديرالي حقيقي لاقاليم السودان الستة وهي الشرقي وكردفان ودارفور والشمالي والأوسط والجنوب، على أن تعالج إدارة الخرطوم العاصمة عبر حوار. كما يدعو التحالف الجديد إلى حكم ذاتي لكل اقليم والمشاركة في الحكومة الاتحادية، استناداً إلى عدد السكان وإعادة هيكلة القوات النظامية لضمان قوميتها، وتشكيل حكومة وطنية ومجلس رئاسي من ستة أعضاء يمثلون الأقاليم.