بدا ان السودان مقبل على فصل ساخن من المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يقودها جون قرنق في الجبهتين الجنوبية والشرقية بعد احراز الحركة تقدماً في بحر الغزال وحشد قواتها قبالة مدينة كسلا القريبة من الحدود مع اريتريا. وأفادت معلومات في الخرطوم ان الحشد يهدف الى احتلال مدينة كسلا وقطع طريق بورتسودان - الخرطوم الاستراتيجي. وكشفت معلومات في الخرطوم رغبة الحكم الاريتري في الانتقام من السودان بذريعة تقديم الخرطوم تسهيلات للقوات الاثيوبية في حربها ضد اريتريا، ما مكن الجيش الاثيوبي من الاستيلاء على مدينة تسني التي تبعد عن الحدود السودانية نحو 40 كيلومتراً. وأفادت المعلومات ان السلطات الاريترية زودت قوات المعارضة السودانية التي تتألف غالبيتها من قوات "الحركة الشعبية لتحرير السودان" أسلحة ومعدات ثقيلة بعدما سحبتها منها عقب اندلاع حربها مع اثيوبيا. واكدت ان الحشود العسكرية للمعارضة قرب الحدود مع السودان تستهدف الى الاستيلاء على مدينة كسلا عاصمة ولاية كسلا وقطع الطريق القومي الذي يربط الخرطوم بميناء بورتسودان على البحري الأحمر الذي يستخدمه السودان في صادراته ووارداته. وقال والي كسلا ابراهيم محمود امتلاك الحكومة "أدلة دامغة على تورط الحكومة الاريترية في مخطط عسكري يرمي الى الاستيلاء على مدن" في ولايته. واتهم اسمرا ب"التخطيط للعمليات العسكرية المنسوبة الى الحركة الشعبية لتحرير السودان". وقال ان الحكومة الاريترية "تمد المعارضة الجنوبية المسلحة بالأسلحة والغذاء عبر ميناء مصوع"، وانها جمعت اللاجئين الاريتريين في منطقة أريلا في شمال همشكوريب التي استولت عليها المعارضة السودانية في وقت سابق واتخذت اجراءات أمنية مشددة لضمان عدم هروبهم الى العمق السوداني. ووردت معلومات اخرى من جنوب السودان عن تحركات لقوات "الحركة الشعبية" في منطقة شرق الاستوائية المحاذية للحدود مع اوغندا في محاولة جديدة للاستيلاء على مدينة جوبا كبرى مدن الجنوب السوداني بعد فشل محاولتين سابقتين خلال أربعة اعوام. وتتزامن هذه الحشود مع عمليات تجري في منطقة البونغ في شمال أعالي النيل القريبة من حقل انتاج النفط في عدارييل، وولاية الوحدة الغنية بالنفط التي تجاور حقول انتاجه الرئيسية التي تعتمد عليها البلاد في استهلاكها من الوقود وصادراتها. وتسعى الحكومة لتأمين مناطق انتاج النفط من هجمات قوات "الحركة الشعبية".