حبس مرشحون كثر للانتخابات النيابية في بعض مناطق جبل لبنان والشمال والبقاع أنفاسهم في انتظار اتضاح نتائج الاتصالات المستمرة بين كل من"تيار المستقبل"برئاسة سعد الدين الحريري والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة النائب وليد جنبلاط من جهة، وبين تيار العماد ميشال عون من جهة ثانية، للاتفاق على تأليف لوائح مشتركة فيها، لأن على هذا الاتفاق أو عدمه، يتوقف الأمل في إمكان خوضهم معركة تتيح لبعضهم إثبات وجوده ولبعض الرموز السعي للاحتفاظ بمواقعهم في هذه المناطق، أو انعدام هذا الأمل كلياً... وفيما تتواصل هذه الاتصالات اليوم، وسط شروط وشروط مضادة بين الأفرقاء الثلاثة، كرّس العماد عون أمس إنهاء حال العداء مع"القوات اللبنانية"التي نجمت عن المواجهة العسكرية التي خاضها معها العام 1989، بزيارة قام بها لقائد القوات الدكتور سمير جعجع في سجنه في وزارة الدفاع حيث اختلى به لمدة ساعة. وقال عون ان الزيارة لم تتطرّق الى الانتخابات واقتصرت على الوجدانيات. وشدّد على رمزية الزيارة على انها رسالة الى قواعد الطرفين بأن ما حصل في السابق بات من التاريخ. راجع ص2 و4 وأعلن سعد الحريري أمس اننا"متهمون بأننا لا نحاور العماد عون وهذا غير صحيح. جرت اجتماعات عدة ونيتنا صافية وإن شاء الله نصل الى اتفاق في النهاية، ونحن نحاور لنصل الى اتفاق". ولفت الى ان"من أولوياتنا في المرحلة المقبلة وضع قانون جديد للانتخابات يرتكز الى اتفاق الطائف وسنسعى للاتفاق مع كل أطراف المعارضة لوضع برنامج متكامل نعمل على تطبيقه في المستقبل". وقال:"هناك شراكة فعلية بين تيار المستقبل ووليد جنبلاط ولقاء قرنة شهوان والقوات اللبنانية حتى الآن ونأمل بأن يكون هناك تعاون مع العماد عون لنطرح الاصلاح الاداري الذي يطرحه عون في البرلمان". وتحدث الحريري عن نجاح المعارضة في إفشال الشحن الطائفي وإحباط محاولات تأجيل الانتخابات ستة أشهر ثم سنتين. وأمل بمستقبل أفضل في البلد"لأن هناك أموراً كثيرة كانت تعيق التقدم ولم تعد موجودة الآن. فمن غير المعقول ما كان يحصل في السابق عندما كان مسؤول أمني معيّن يقرّر السياسة الاقتصادية للبلد ويتحكم بالتعيينات التي لا تستند الى الكفايات أو يعرقل ويعطل خطط الحكومة ومشاريعها". وفيما تحدثت مصادر مطلعة عن تقدم في الاتصالات بين عون وتيار المستقبل، أكد عون ان لا نية لمقاطعة الانتخابات، وقال انه لا يفتش عن قيادة المعارضة بل"نريد المشاركة في القرار". ونفى ان يكون مطلبه ان يتساوى عدد نوابه مع عدد نواب القوات. وأشار الى اشكالية جوهرية في التفاوض مع جنبلاط يسعى الى بتّها قبل التحدث عنها. وكان النائب غطاس خوري التقى ليل أول من أمس عون مدة ساعتين وبحث معه في الانتقادات التي يوجهها الى تيار المستقبل وأسبابها. وقال عون:"أنتم تطوّقوني ولا صحة لما يقال عن أنني أخطط للتحالف مع رموز السلطة. ومن يقول ذلك في المعارضة هدفه استبعادي. وليس كل من يأتي لمصافحتي يعني اننا شكّلنا حلفاً معه". وعن الاتفاق على برنامج أكد خوري لعون باسم تيار المستقبل:"لماذا تفترض اننا ضد الاصلاح ومكافحة الفساد والهدر لكن أنت لا تميز بين الأفرقاء". واتهم عون الاعلام وبعض المعارضة بالسعي الى تطويقه. وقالت مصادر مطلعة ان عون اقترح الاتفاق على برنامج تغييري شامل في البرلمان المقبل، ملمحاً بذلك الى تغيير في رئاسة المجلس. لكن اللقاء فتح المفاوضات بين الجانبين حول الشمال والبقاع، واستثنى خوري الجبل من التفاوض مع عون باعتباره من اختصاص فريق النائب جنبلاط. وعلم ان خوري التقى جبران باسيل وزياد عبس من التيار العوني الذي طرح مرشحين له في كل من الكورة وطرابلس والبترون. لكن خوري أبلغه بأن ثمة حلفاء في لقاء قرنة شهوان يفترض التشاور معهم، وعاد خوري والتقى مندوبي التيار العوني مساء أمس. وذكرت معلومات موثوق بها ان عون ينوي الترشح في دائرة كسروان - جبيل على رأس لائحة من المعارضة فضلاً عن أنه يطالب بمقعد في لائحة المعارضة في المتن الشمالي. أما مفاوضات عون مع جنبلاط فقد تولاها النائب مروان حمادة والمرشح عن البقاع الغربي وائل أبو فاعور وآلان عون وزياد عبس عن التيار العوني. وأكد فريق جنبلاط أن من غير الوارد اعادة فتح لائحة الشوف التي أعلنت بالتحالف مع"القوات اللبنانية"وبحث في التعاون في دائرة عاليه - بعبدا 11 مقعداً فطالب فريق عون بثلاثة مقاعد، واحد ارثوذكسي للواء عصام أبو جمرا واثنان مارونيان للمهندس حكمت ديب والطبيب ناجي غاريوس. لكن فريق جنبلاط شدد على ان لديه حلفاء في المعارضة لا يستطيع تخطيهم المقعد الارثوذكسي يحتله المقرب من تيار المستقبل النائب انطوان اندراوس. وعقد لقاء آخر مساء أمس بين الجانبين لتضييق شقة الخلاف. على صعيد آخر، قالت مصادر رسمية ل"الحياة"إن عدد المرشحين على لائحة الحريري في بيروت الذين فازوا بالتزكية بسبب انسحاب المرشحين الذين ينافسونهم بات تسعة من أصل 19، وهم جان اوغاسابيان، هاغوب قصارجيان، يغيا جيرجيان وسيرج طورسركيسيان المقاعد الأرمنية وميشال فرعون، باسم الشاب، إضافة الى صولانج الجميل وغازي العريضي وغازي يوسف الذين سبق أن أعلن فوزهم بالتزكية الأسبوع الماضي.