قال محامي جندية احتياط اميركية متهمة بتوصيل اسلاك الى سجين عراقي بعد وضع قناع على رأسه في سجن"أبو غريب"في العراق، انها فعلت ذلك في اطار"مزحة مشتركة"مع السجين. واستمرت محاكمة سابرينا هارمان بينما اعفي الكولونيل توماس باباس من قيادة لواء الاستخبارات العسكرية بعد اثبات تورطه بانتهاك حقوق السجناء العراقيين في"أبو غريب". وباباس هو ثاني ضابط رفيع المستوى يعفى من مهماته بسبب الفضيحة، بعد اعفاء الكولونيل جانيس كاربينسكي التي صرحت أول من أمس بأن الضابط الأعلى منها رتبة، الجنرال جيفري ميلر مسؤول عن إهانة المعتقلين. وقال المحامي فرانك سبينر في بداية محاكمة عسكرية أول من امس ان هارمان، التي تدعي براءتها من التآمر والتقصير في أداء الواجب واساءة معاملة سجناء صورت الانتهاكات لتوثيق ما شعرت بأنه سلوك خاطئ. وأضاف سبينر أمام هيئة محلفين عسكرية في بداية المحاكمة ان موكلته"غضبت في وقت مبكر لا يتجاوز 20 تشرين الأول اكتوبر 2003 بسبب بعض ما رأته وشعرت بالإهانة نتيجة ما شاهدته، وأعربت عن أملها بأن تتمكن من اثبات ما يحدث لاحقاً". وهارمان التي كانت تعمل في مطعم وانضمت الى قوات الاحتياط في الجيش الأميركي بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001، مرتبطة بعدد من أكثر صور الانتهاكات بشاعة في السجن العراقي. وتظهر في احدى الصور قرب سجناء عراقيين عراة، وهي متهمة بتصويرهم عندما اجبروا على الاستمناء. كما انها متهمة بتوصيل اسلاك الى معتقل اطلق عليه"غيليغان"ابلغ أنه سيصعق بالكهرباء اذا خطا بعيدا عن صندوق، في صورة انتشرت في أنحاء العالم. ووصف سبينر الصورة بأنها"كانت مزحة، هكذا فهمتها غيليغان وكان الأمر جزءاً من علاقتهما التي تتجاوز ما أظهرته الصور". وقال المحقق العسكري وارين ويرث ان هارمان أفادت في كانون الثاني يناير 2004 أن رئيس مجموعة الانتهاكات تشارلز غارنر أبلغها أن الاستخبارات العسكرية تريد"غيليغان"محروما من النوم لاغراض تتعلق بالاستجواب. ورأى سبينر ان الصور الشهيرة الأخرى لا تنطوي على انتهاك، لأن أغطية وضعت على رؤوس السجناء فلم يعلموا بتصويرهم! وأكد محقق عسكري استجوب هارمان عام 2004 أنها انزعجت لمشاهدة سجناء يجبرون على محاكاة أفعال جنسية. ونقل العسكري جيمس بويرنر عنها قولها:"ان لديها مشكلة في هذا الشأن". وفي المرافعات الأولى، عرض ممثل الادعاء صور انتهاكات ظهرت فيها هارمان، وقال ان الدافع لهذه الاعمال كان القسوة، وليس جمع معلومات استخباراتية. وأضاف ممثل الادعاء تشاك نيل:"وهذا يتعلق بجنود يضحكون ويمزحون ويمرحون على حساب المعتقلين". الى ذلك، أعلن الجيش الاميركي أول من أمس ان قائد الاستخبارات العسكرية الاميركية في السجن، أعفي من القيادة بموجب عقوبة تضمنت ايضاً غرامة مادية وتوبيخاً. وذكر مسؤولون في الجيش في المانيا ان الجنرال ب. ب. بيل قائد الجيش الاميركي في اوروبا، اعفى باباس من قيادة لواء الاستخبارات العسكرية الرقم 205 عقب جلسة تأديب اداري عقدت الاثنين الماضي. وحكم باباس بدفع غرامة مقدارها 8 آلاف دولار، ووجه اليه توبيخ عن حالتين من التقصير في أداء واجبه في"ابو غريب"نهاية عام 2003 وبداية عام 2004. وأكد الجيش ان باباس أدلى بشهادت هخلال جلسة الاثنين، وقرر عدم الاستئناف ضد العقوبة. وخلص تحقيق للجيش في آب اغسطس الى ان باباس سمح باستخدام كلاب الحراسة خلال عمليات الاستجواب، وتعرية السجناء في"أبو غريب"بالاكراه، كما فشل في اتخاذ اجراءات حاسمة ضد الجنود الذين انتهكوا القوانين الاميركية واتفاقات جنيف، وابدى سوء تقدير للأمور ولم يحسن وضع نظام لرصد الانتهاكات ومنعها. ولامت القائدة السابقة في"أبو غريب"جانيس كاربينسكي الضابط الأعلى رتبة في إجبار السجناء على تشكيل شكل هرمي بأجسادهم، ووضع أطواق كلاب حول رقابهم، ولم تستبعد في مقابلة أول من أمس استمرار الانتهاكات حتى الآن. وحمّلت الجنرال جيفري ميلر مسؤولية اهانة المعتقلين. وهو أرسل سابقاً ليرأس معسكر السجن الاميركي في غوانتانامو في كوبا، وكلف مهمة في العراق، ليوصي بتطوير طرق جمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات الاعتقال. وقالت كاربينسكي لشبكة"اي. بي. سي. نيوز":"أعتقد بأن الجنرال ميلر أعطاهم الافكار والتعليمات في شأن التقنيات التي تستخدم". وعندما سئلت هل تشير الى وضع السجناء في شكل هرم بشري، ووضع أطواق كلاب حول رقابهم أجابت"الشرطة العسكرية لم تصمم تلك الاساليب، ولم تذهب الى أبو غريب أو العراق بأطواق كلاب". وكانت كاربينسكي أول ضابط رفيع المستوى يُعاقب في فضيحة الانتهاكات في"أبو غريب"، وخفضت رتبتها من قائد لواء الى كولونيل في الخامس من الشهر الجاري.