كشفت المديرة السابقة لادارة السجون الاميركية في العراق انها تلقت أمراً من رئيسها بتحويل معتقل "ابو غريب" حيث تعرض سجناء عراقيون للتعذيب، الى معتقل "غوانتاناموكوبا آخر"، في وقت اعتبر عضو في مجلس الشيوخ الاميركي ان هذه الممارسات تعبر عن "جهد منظم واعداد منهجي". وجاء ذلك في وقت اكد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان هذه الفضيحة نتيجة "خلل كبير"، لكنه دافع عن وزارة الدفاع مثنياً على كشفها القضية. اكدت البريغادير - جنرال جانيس كاربينسكي المسؤولة السابقة عن ادارة السجون الاميركية في العراق، انها تلقت أمرا بتحويل سجن "ابو غريب" الى "غوانتانامو آخر"، في اشارة الى المعتقل الاميركي في كوبا حيث لا يتمتع السجناء بأي حقوق يضمنها القانون الدولي. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن كاربينسكي انها قاومت تسليم إدارة السجن الى الاستخبارات العسكرية، لكن رؤساءها رفضوا. وافادت ان كاربينسكي أوضحت في افادة مفصلة قدمتها الى محققي الجيش ان اللفتنانت - جنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات البرية في العراق والرئيس الجديد لادارة السجون الميجور - جنرال جيفري ميلر اتخذا قرارات ادت الى تعذيب سجناء عراقيين. ونقلت عن التقرير ان كاربينسكي قاومت قراراً يسمح باستخدام "قوة قاتلة" للحفاظ على النظام في السجن المزدحم بالنزلاء، بسبب "نقص" في عدد الحراس. وذكرت الصحيفة ان كاربينسكي التي تلقت توبيخاً رسمياً بسبب الفضيحة، أبلغت المحققين ان قراراً لنقل "السيطرة على السجن" الى مسؤولي الاستخبارات العسكرية طرح في اجتماع مع ميلر في ايلول سبتمبر الماضي. وكان ميلر آنذاك مسؤولاً عن معتقل غوانتانامو حيث يُحتجز حوالي 600 معتقل يشتبه في انتمائهم الى "تنظيمات ارهابية". وذكرت كاربينسكي ان ميلر طلب منها تحويل سجن "ابو غريب" الى "غوانتانامو آخر". وتابعت ان كاربينسكي ذكرت في روايتها ان سانشيز هو الذي قرر في تشرين الثاني نوفمبر الماضي "التساهل" في تطبيق قواعد التعامل العسكري حتى تكون للحراس في "أبو غريب" حرية أكبر في استخدام اسلحة فتاكة في حال اندلاع اعمال شغب. وكان الجنرال انتونيو تاغوبا الذي أعد تقريراً حول تعذيب معتقلين عراقيين، قال أمام مجلس الشيوخ أول من أمس انه لم يعثر على أدلة الى أن هؤلاء الجنود تصرفوا بناء على تعليمات مباشرة من قيادات عليا. واعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان هذه الفضيحة نتيجة "خلل كبير"، لكنه دافع عن مسؤولي البنتاغون، مثنياً على "كشفهم" هذه الانتهاكات. جاء ذلك في وقت اعلن الجيش الاميركي تقديم جنديين آخرين الى محكمة عسكرية بتهمة اساءة معاملة سجناء عراقيين. في الوقت ذاته، عرضت شبكة "سي بي أس" التلفزيونية يوميات مصورة لجندية اميركية في العراق، تظهر فيها ظروف اعتقال عراقيين. واظهر البرنامج "الكره" الذي تشعر به صاحبة الصور تجاه المعتقلين.