نشرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس، مقتطفات من تقرير لسلاح البر الأميركي يفيد أن شباناً صغاراً تعرضوا لسوء المعاملة لا سيما بتهديدهم بالكلاب في "أبو غريب". وأوضح التقرير أن الجنود الأميركيين كانوا يستخدمون الكلاب ضد معتقلين في ال15 من عمرهم لبث الرعب في قلوبهم حتى يتبولوا على انفسهم. ونقلت الصحيفة عن ضابط مشاة قوله: "كان جنديان من الشرطة العسكرية يستخدمان الكلاب لتخويف الاطفال المحتجزين في أبو غريب"، مضيفاً: "لم يكن للأمر أي علاقة بعمليات الاستجواب". كما قال ضابط في وزارة الدفاع بنتاغون: "الجميع يعلم أنه لا مفر من حدوث تجاوزات في الحروب لكن هذا الأمر تخطى كل الحدود". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين آخرين في البنتاغون لم تكشف هويتهم، أن التحقيق أثبت أن جنوداً من أجهزة الاستخبارات كانوا يخفون بعض المعتقلين لحجبهم عن مراقبة المنظمات الإنسانية الدولية. كما تحدث التقرير الذي سينشر خلال الاسبوع الجاري عن سجين اغتصبه حراسه في "أبو غريب". واكد مسؤول في البنتاغون: "سيثبت التقرير ان هذه الاعمال كانت سيئة وغير شرعية وغير مسموح بها وفي بعض الحالات سادية"، مضيفاً: "لكنه سيظهر ايضاً ان هذه الاعمال كانت من فعل قلة ولم يكشف عنها بسبب قصور في القيادة". وقال مسؤولون في السلاح البري إن التقرير الذي أعده الجنرال جورج فاي ويقع في تسعة آلاف صفحة ستنشر منها 300، كما سينشر تقرير آخر طلبه البنتاغون وأعد برعاية وزير الدفاع السابق جيمس شليسينغر أمس. في هذا الاطار، نقلت محطة التلفزيون الأميركية "أن بي سي" عن التقرير أن لجنة تحقيق تابعة لوزارة الدفاع الاميركية حول سوء معاملة سجناء عراقيين في سجن "أبو غريب" حملت القيادة الأميركية جزءاً من المسؤولية. وأوضحت المحطة التي بثت مقاطع من تقرير اللجنة التي يترأسها وزير الدفاع السابق جيمس شليسنغر، ان هذه اللجنة لم تجد مع ذلك أدلة على ضلوع ضباط كبار في شكل مباشر في الشرطة العسكرية أو اجهزة الاستخبارات في "أبو غريب"، في تعذيب السجناء العراقيين. ولكن التقرير يتهم القيادة بعدم أخذ تدهور وسائل الاستجواب في السجن في الاعتبار. واعتبرت اللجنة أيضاً ان الشرطة العسكرية المكلفة استجواب السجناء لم تتلق تدريباً كافياً في وقت كان عدد السجناء يزداد باستمرار. واعتبر التقرير ان قائدة الشرطة العسكرية الجنرال جانيس كاربينسكي وقائد الكتيبة 205 في جهاز الاستخبارات العسكرية الكولونيل توماس باباس، في "أبو غريب"، كانا على علم او انه كان عليهما ان يكونا على علم بما يجري في السجن. وجاء ذلك فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن احد جنود الاحتياط الاميركيين المتهمين بتعذيب سجناء عراقيين في "ابو غريب" سيترافع على أساس انه "مذنب ببعض التهم الموجهة اليه". ويتهم السرجنت ايفان فردريك 37 عاماً بإساءة معاملة معتقلين وارتكاب أعمال "فاضحة" في حقهم. ومن المقرر ان يمثل فردريك في قاعدة "مانهايم" الأميركية جنوبألمانيا امام القاضي العسكري جيمس بول في جلسة استماع تمهيدية قبل مثوله أمام محكمة عسكرية في العراق. وأعلن الجندي فردريك في نص تلاه محاميه ونشرته "واشنطن بوست": "أقبل تحمل مسؤولية افعالي في سجن أبو غريب"، مضيفاً: "سأترافع كمذنب في بعض التهم لأنني استنتجت أن ما فعلته يشكل انتهاكاً للقانون". وأكد السرجنت فردريك انه يأمل بأن يقبل جنود آخرون شاركوا في "الفوضى التي سادت في أبو غريب بتحمل مسؤولياتهم". كما أعرب عن مخاوفه إزاء سلامة الجندي ستيفن داربي الذي كان وراء انتشار فضيحة التعذيب عبر نشره صوراً التقطت في السجن. وقال فردريك ان داربي "فعل ما كان يعتقد بأنه الصواب وكان ذلك صائباً". وصرح المحامي المدني عن السرجنت فردريك للصحيفة بأن خيارات موكله كانت "مدروسة" آملا بتخفيف عقوبته المحتملة. وجاء ذلك فيما أصدر قاض عسكري أميركي قراراً بعدم إمكان الزام وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد بالمثول أمام محكمة عسكرية للإدلاء بشهادته في قضية تعذيب السجناء العراقيين في "أبو غريب". ويواجه السارجنت جافال ديفيز تهماً بالاعتداء والقسوة واساءة المعاملة والتآمر لارتكاب مخالفات منها القفز بحذائه على كومة شكلها من السجناء والوقوف على أيديهم. وديفيز واحد من أربعة جنود يمثلون حالياً أمام محكمة عسكرية تعقد جلسات اجرائية في قاعدة أميركية في ألمانيا تمهيداً لمحاكمتهم. وقال القاضي جيمس بول لفريق الدفاع عن ديفيز: "لا أستطيع ان أرى أي علاقة بين هذه المجموعة والسلطات في واشنطن. لا أقول بعدم وجود صلة. لكنكم لم تقدموا ما يكفي من الأدلة". ويدفع محامو الجنود وهم ديفيز والسارجنت إيفان فردريك وتشارلز غرينر وميغان امبول بأن موكليهم كانوا ينفذون أوامر صدرت اليهم بتحطيم "الروح المعنوية" للمحتجزين قبل التحقيق معهم. وأشار عضو في فريق الدفاع عن ديفيز وهو المحامي بول برغرين الى مذكرات تثبت ان رامسفيلد وافق على وضع عصبات على أعين السجناء وعلى تجريدهم من ملابسهم مع امكان تعريضهم لضغوط بدنية. وقال برغرين "مع ازدياد عمليات التمرد زادت الحاجة الى معلومات استخباراتية دقيقة. ووافق دونالد رامسفيلد على هذه الأساليب". وكان برغرين واحداً من أربعة محامي دفاع استجوبوا الجمعة الماضي اربعة جنرالات أميركيين من بينهم الميجور - جنرال جيفري ميلر القائد السابق لمركز الاعتقال في قاعدة "غوانتانامو" كوبا والميجور - جنرال باربره فاست رئيسة الاستخبارات العسكرية الأميركية السابقة في العراق. وقال برغرين إنه فهم من خلال هذه اللقاءات ان كبار الضباط أرادوا معلومات مفيدة وكانوا على استعداد لإذلال السجناء العراقيين وترويعهم لتحقيق هذا الهدف.