تعقد مفوضية الاتحاد الأفريقي اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن والسلم الأفريقي لمناقشة تدهور الوضع الأمني في إقليم دارفور غداً الاربعاء بعدما كان الاجتماع مقرراً عقده بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس الاثنين. واحتجت الخرطوم على اتهامات الاتحاد الافريقي لها بالتورط في شن هجمات على مدنيين في احد المعسكرات غرب البلاد، في وقت لوّحت المفوضيه الافريقية باتخاذ اجراءات أكثر تشدداً حيال ما يجري في دارفور. وعزا ناطق باسم الاتحاد الأفريقي في الخرطوم تأجيل الاجتماع إلى زيارة يقوم بها نائب رئيس مفوضية الاتحاد حالياً إلى العاصمة السودانية. وقال السيد نورالدين المازني إن الاجتماع تأخر إلى الأربعاء لإكمال الترتيبات الخاصة به كافة. وانتقد وكيل وزارة الخارجية السودانية مطرف صديق الاتحاد الافريقي في شأن الاتهامات التي وجهها للحكومة السودانية بالتورط في الهجمات على المدنيين في دارفور، قائلاً"إن ذلك لا يساعد في حل القضية". وأوضح صديق عقب اللقاء مع وفد الاتحاد إنه أبلغ الوفد الزائر بأن وسائل الإعلام ليست المنبر المناسب لمناقشة قضية دارفور ومعالجتها، وأن هناك لجاناً مشتركة وآليات لمناقشتها. وأضاف صديق ان البيان الذى أصدرته بعثة الاتحاد الأفريقي في الخرطوم السبت لا يساعد على حل القضية، داعياً إلى ضرورة تفعيل الآليات المشتركة بدل التصعيد الإعلامي وإصدار البيانات والرد عليها. وفي السياق ذاته قالت المفوضية الأفريقية على لسان رئيسها سعيد جنيت إنها بصدد اتخاذ إجراءات جديدة اكثر تشدداً بعد تدهور الأوضاع الأمنية في إقليم دارفور غرب السودان وسقوط عشرات القتلى والجرحى خلال شهر أيلول سبتمبر الماضي. وأكد جينيت أن المفوضية ستكون أكثر تشدداً وحزماً في الفترة المقبلة. وأوضح أن المفوضية طلبت من الحكومة السودانية أن تستخدم القوات الأفريقية في دارفور نحو 105 عربات مدرعة ساهمت بها الحكومة الكندية لوقف التدهور الأمني لكن الحكومة السودانية وافقت على استخدام 35 مدرعة فقط دون إبداء أسباب. وأكد جينيت أن شهر ايلول الماضي كان الأسوأ خلال العام الجاري، مشيراً إلى احتلال المتمردين منطقة شعيرية وسرقة عشرات العربات التابعة لمنظمات الإغاثة. كما هاجمت خلاله القوات الحكومية والمليشيا الموالية لها عدداً من القرى ومعسكرات النازحين وتمّ تهجير الآلاف من المواطنين من قراهم. كما هاجمت المليشيات معسكرات اللاجئين في الأراضي التشادية. وقال المسؤول الأفريقي إن من المظاهر الخطيرة ظهور ميليشيات قبلية مسلحة أخرى في الإقليم، كما أن ميليشيا قبلية تشادية مسلحة بدأت في ممارسة نشاطها في دارفور، بالإضافة إلى الانشقاقات التي ظهرت في وسط حركتي التمرد. وكان أ ف ب الجيش السوداني نفى قطعاً أمس أي تورط له في سلسلة هجمات دامية استهدفت اخيراً قرى ومخيمات للاجئين في دارفور. وكان بابا غانا كنغيبي رئيس بعثة الاتحاد الافريقي في السودان اعلن السبت عن"تعاون وثيق"بين القوات السودانية وميليشيا الجنجاويد العربية الموالية لها لشن هجمات على دارفور، متهماً الجيش ايضاً بشن غارات جوية. وأعلن الجيش في بيان ان"المعلومات التي أوردها كنغيبي حول الموقف الأمني في دارفور غير صحيحة"، معتبراً ان المسؤول الافريقي"غير محايد وغير أهل لهذه المهمات". واضاف البيان"لا يوجد لدينا طيران فى غرب دارفور وطيراننا فقط في الفاشر شمال دارفور ونيالا جنوب دارفور ومراقب من قبل الاتحاد الافريقي نفسه". وكانت الحكومة السودانية رفضت الأحد اعلان كنغيبي معتبرة انه"لا يساعد على تسوية أزمة دارفور".