قال ضابط كبير في قوات الاتحاد الافريقي في السودان إن قتالا جديدا هو الاعنف من نوعه منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الهش في دارفور نشب بين المتمردين ورجال الميليشيا الذين تدعمهم الحكومة. وصرح الكولونيل أنتوني أميديل قائد قوات الاتحاد الافريقي المشرفة على تنفيذ الهدنة في دارفور أن القتال الاخير نشب عندما خطف مقاتلون من "جيش تحرير السودان" المتمرد 10 مدنيين من رجال القبائل العربية البدوية في منطقة زالينجي في جنوب دارفورلاسباب غير معروفة. ويمثل الهجوم الذي أبلغ عنه مراقبو الاتحاد الافريقي أحدث انتهاكات وقف اطلاق النار. وقال أميديل إن الهجوم سيعرقل الجهود الافريقية من أجل استعادة الهدوء في المنطقة. وأضاف الضابط في تصريحات للصحافيين في مدينة الفاشر كبرى مدن الاقليم أن مروحية تابعة للاتحاد الافريقي لم تهبط في المنطقة بسبب ضراوة القتال الذي ما زال مشتعلا. وفي تطور آخر، قال أميديل ان المراقبين الافارقة توصلوا الى اتفاق مع مجموعة منشقة من المتمردين يقضي بعدم مهاجمتهم. واوضح انه اجتمع مع اثنين من كبار قادة مجموعة منشقة أنحى عليها باللوم أخيراً في هجمات وقعت في دارفور. وقال في تصريحات ادلى بها في قاعدة تابعة لبعثة الاتحاد الافريقي في ولاية شمال دارفور "اخبرناهم بأننا لسنا اعداءهم وانه لا ينبغي عليهم مهاجمتنا". وقال لوكالة "رويترز": "اعتقد انهم سيحترمون كلمتهم. ولكن الامر يعني بوضوح ان هناك جماعة متمردة أخرى وأنها ستعمل على تبطئة الامور وان الصراع سيمتد". واتهم متمردو دارفور السلطات التشادية بدعم ميليشيات مسلحة جديدة تورطت في القتال في الاقليم. وقال رئيس "حركة العدل والمساواة" الدكتور خليل ابراهيم ان "الحكومة السودانية تعمل مع الحكومة التشادية على تشكيل ميليشيات مسلحة تابعة لها على الحدود بين البلدين للقتال مع الخرطوم ضد حركتي "العدل والمساواة" و"تحرير السودان". وأشار في بيان صحافي الى ان انجامينا "تقوم بدور الوسيط بتلقي أموال من الخرطوم لإعداد الميليشيات وتسليحها". وكانت "تحرير السودان" أكدت قبل أيام تورط عناصر تشادية في القتال في الاقليم. ووقعت حركتا التمرد الرئيسيتان وهما "جيش تحرير السودان" و"حركة العدال والمساواة" على هدنة في نيسان ابريل الماضي وتجريان محادثات مع الحكومة في العاصمة النيجيرية ابوجا. ولا تشارك الجماعة المنشقة المسماة "الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية" في المحادثات وليست من الموقعين على اتفاق نيسان لوقف النار. على صعيد آخر، وصل الى مدينة الفاشر 60 جنديا روانديا على متن طائرة شحن أمريكية للانضمام إلى القوات الرواندية البالغ قوامها 156 جنديا ينتشرون كجزء من قوات الاتحاد الافريقي في المنطقة. وقالت الناطقة باسم العمليات الاميركية الكابتن هيزر هيل لوكالةالانباء الالمانية د.ب.أ في الفاشر إن استكمال نشر القوات في دارفور سيستغرق أسبوعين. وكان الاتحاد الافريقي قرر الاسبوع الماضي زيادة عدد قواته من 320 إلى أكثر من 3000 في دارفور لتوفير الحماية لمراقبيه والسكان المدنيين. وسيعاد نشر القوات في خمس مدن هي الفاشر ونيالا وكبكابية والطينة والجنينة في دارفور. ووفقاً للخطة فإن الجنود النيجيريين سينتشرون في مناطق الجنينة والطينة وأبيتشي في حين سيتمركز الجيش الرواندي في الفاشر ونيالا وكبكابية.