وجود عازف الغيتار ومغني البلوز إدي كينغ في بيروت, في هذا الظرف بالتحديد, لا يمكن اعتباره حدثاً عادياً. ولعلّ الفضل يعود الى"بلو نوت". نادي الجاز الأنشط في العاصمة اللبنانية والذي يخطو هنا خطوة جديدة نحو العالميّة, من خلال هذا الموسيقي الذي يحمل تاريخاً عريقاً يعود الى الخمسينات... وقد عمل عشرين سنة قائداً لفرقة كوكو تايلور مغنية البلوز الشهيرة. ويحيي إدي كينغ في بيروت سلسلة حفلات, تمتد على ثلاثة اسابيع في ال"بلو نوت"الذي دعاه بالتنسيق مع"ميوزيك كراست", بين 7 و26 آذار مارس الجاري. انه البلوز الأصيل من عاصمة البلوز شيكاغو ومع فرقة البلوز الأولى في لبنان والعازفين الذين أثبتوا مهارة نادرة مع شيرلي كينغ وهم: هاني العلايلي غيتار، ريشار فواز بايس, اليو الهاشم درامز ومازن سبليني كيبوردز. تعود بدايات إدي كينغ الى العام 1957 عندما كان عازف الغيتار الاساسي مع ليتل ماك سيمونز في أندية شيكاغو الليلية. وهناك تعرّف الى عمالقة البلوز أمثال مادي واترز وهاولين وولف. ومنذ الخمسينات عرف إدي كينغ الشهرة في أوساط البلوز الأميركية والعالمية مع فريدي كينغ, لوثر أليسون وماجيك سام. شارك في تسجيلات سوني بوي ويليامسون التاريخية مع شركة"تشاس", وكانت تلك انطلاقة إدي كينغ الأساسية الذي استمر متنقلاً بين نوادي البلوز ومهرجاناتها طوال الستينات في الولاياتالمتحدة والعالم. ويطيب لعازف الغيتار والمغني إدي كينغ احياء الحفلات في الجنوب الأميركي حيث ولد ونشأ وأمضى سني المراهقة في ولاية ألاباما الجنوبية. في العام 1973، طلبت المغنية الكبيرة كوكو تايلور من إدي كينغ قيادة فرقتها الخاصة الامر الذي تطور ليكوّن علاقة تاريخية دامت عشرين سنة متتالية. حاز إدي كينغ التقدير في أوروبا كما في الولاياتالمتحدة الأمر الذي دفع الشركة الهولندية"دابل ترابل"الى الاتفاق مع موسيقي البلوز الكبير واصدار اسطوانة بقيادته حملت عنوان"إدي كينغ ميلتون"في عام 1958. النتيجة جاءت مذهلة مع اسطوانة بلوز تاريخية, لم تنل في الحقيقة الاهتمام الذي تستحقه, خصوصاً ان الثمانينات شهدت تراجع موسيقى البلوز بشكل عام. طيلة هذه المدة استمرت العلاقة مع كوكو تايلور الى ان توقفت الاخيرة عن الغناء منتصف التسعينات حين اصدر ادي كينغ اسطوانة بعنوان"بقرة أخرى تموت"العام 1997.