عاشت الشيشان ليل الثلثاء - الاربعاء، حال توتر شديد بعد سلسلة هجمات شنها الانفصاليون على عدد من المواقع الفيدرالية. واعترفت موسكو بمقتل اثنين من افراد قواتها على الاقل وجرح عشرات آخرين، فيما تحدثت مصادر الانفصاليين عن تزايد كبير في حجم الخسائر الروسية منذ استئناف العمليات العسكرية الاسبوع الماضي. وتلاحقت هجمات المقاتلين في شكل مكثف خلال اليومين الاخيرين. وقال موقع"صوت القوقاز"الناطق باسم الانفصاليين ان المجموعات الشيشانية، شنت 14 هجوماً على مراكز امنية وقوافل عسكرية روسية خلال ليل الثلثاء - الاربعاء. ولفت الى تصاعد اعداد القتلى والجرحى في صفوف الوحدات الروسية وعناصر الشرطة الشيشانية الموالية لموسكو، بعد انتهاء فترة"هدنة شباط"التي اعلنها المقاتلون من جانب واحد الشهر الماضي ورفضتها موسكو. وذكرت مصادر عسكرية روسية ان شرطياً قتل وجرح 16 آخرون خلال هجوم بالقنابل اليدوية والرشاشات، استهدف مبنى تابعاً لوزارة الداخلية في منطقة سيرنوفود. وتعرض مركز امني في قرية مجاورة الى هجوم مماثل اسفر عن مقتل شخص وجرح 29 آخرين، كما تعرضت مواقع فيديرالية في مناطق اسينوفسك وسونجي الى هجمات لم تحدد القوات الروسية ما اذا كانت اسفرت عن وقوع قتلى. وأعلن ناطق باسم القوات الروسية ان خمسة مقاتلين شيشان قتلوا اثناء مواجهات وقعت في العاصمة غروزني، فيما لقي مقاتل آخر مصرعه في منطقة اوروس مارتان شمال غربي الجمهورية الشيشانية التي شهدت بدورها مواجهات متواصلة خلال الليل. وأضاف المصدر ان وحدات الامن اعتقلت عنصري شرطة شاركوا في تخطيط وتنفيذ الهجمات على المراكز الامنية. الى ذلك، اعلنت الاجهزة الامنية انها عثرت على ستة جثث لشيشانيين مجهولي الهوية داخل سيارتين عثر عليهما قرب غروزني. واضافت ان القتلى اصيبوا بعيارات نارية ليل اول من امس. في غضون ذلك، تحولت الساحة الحمراء في قلب العاصمة الروسية الى ميدان مواجهة من نوع آخر امس، اذ منعت قوات الشرطة مئات من اهالي الجنود الروس الذين قتلوا في الشيشان من الوصول الى ضريح الزعيم السوفياتي لينين لوضع الاوسمة والنياشين التي حصل عليها ابناؤهم على جدار الكرملين، في الموقع الذي يضم رفات كبار العسكريين والقادة السوفيات، في تحرك وصف بأنه تظاهرة احتجاجية رمزية ضد استمرار تجاهل السلطات لمعاناة اهالي القتلى الروس في الشيشان.