يُعد احترام الآخرين من الآداب الإسلامية والأخلاقية والاجتماعية؛ فالاحترامُ هو الإكبارُ والمهابةُ وحسن المعاملة ،وهو سلوك مكتسب يظهر في تعاملات الأفراد وحواراتهم مع بعضهم البعض ، وهو من أحد أهم القيم التي ينبغي أن تورث بين الأجيال ،فالاحترام يعني "تقدير ذات الآخرين" ليس له علاقة بمنصب أو مكانة، فالاحترام تربية قبل كل شيء. الاحترام هو التحلي بمكارم الأخلاق، ومن أهم أسس التعامل والتواصل الإنساني، قال تعالى "وقولوا للناس حُسناً"، وقد جاءت التوجيهات النبوية والأحاديث المتعددة التي تحثنا على ذلك ، كما وتتعدد نماذج الاحترام الذي امتلأت الأحاديث النبوية بها لتأكيدها، وقد نستدل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لم يوقر الكبير..." ، وقال عليه السلام (أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى الله وحسن الخلق). كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعرِفُ للناسِ أقدارَهم، ويُنزِلُ كلَّ شَخصٍ مَنزلتَه، وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نُنزِلَ الناسَ مَنازِلَهم" وهذا إرشاد وأدب نبوي أن لا يُؤخَّرَ مُقدَّمٌ ولا يُقدَّمَ مُؤخَّرٌ، فالمؤمن يُنزل الناس منازلهم. الاحترام ثقافة قد يتغافل عنها بعض الأشخاص ، ويتمادون في إعطاء الأوامر بلغة التعالي والكبرياء اعتقاداً منهم أنهم أصبحوا في مرتبة مميزة أو تولى رئاسة معينة، ولكن لا احذر أيها الإنسان ، ولا تتقمص هذا الدور، تذكر كيف تتخاطب ومع من تتخاطب، تذكر أن الاحترام هو المنصب الحقيقي للشخص، فالرفعة بالأخلاق لا بالمنصب، فعندما تتحدث مع الآخرين نصب مرآتك بشكل واضح أمام عينيك، وخاطب عقلك قبل أن تتفوه، ابتعد عن لغة التعالي فألفاظك هي من تزين أفعالك، كُن حذرا من حركاتك ولغة جسدك ، فالاحترام كما يقولون "أدب لا يباع ولا يُشترى" "والاحترام فن ليس كل من تعلمه أتقنه"، (احترم حتى تُحترم)، وتذكر إن سقط الاحترام ضاعت لغة التفاهم، ومن فقد الاحترام نفرضه عليه. د. أروى أخضر دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية @arwaakhdar جوال: 0505471171