شجرة الدر في باريس وفي مناجاة مع الذات على أنغام الموسيقى. هذه السلطانة التي حكمت مصر والشام, وتزوجت من قائد جيشها بعد موت زوجها السلطان نجم الدين أيوب... كانت الشخصية التي اختارها الكاتب المسرحي التونسي عز الدين مدني لتقديمها في مونولوغ ولتجسدها الفنانة السورية مها الصالح على خشبة المسرح. وسيقدم هذا العرض ضمن إطار"مهرجان المتخيل"في دورته التاسعة التي تنظمها"دار ثقافات العالم"التي يديرها في باريس المسرحي شريف الخزندار. وإضافة إلى هذه المسرحية التي ستعرض في معهد العالم العربي في باريس في الثلاثين من الشهر الجاري, يقدّم المهرجان عروضاً متنوّعة, بدءاً بالموسيقى الأندلسية التي ستحضر من اسبانيا ومن المغرب, التي يقدمها فرنسواز أتلان وأوركسترا فاس الموسيقى العربية - الأندلسية. كما سيشارك المقام التركي, آتياً من... الصين, وتحديداً من إقليم كسينغيانغ الذي يختزن جذوراً ثقافيّة على صلة بالحضارة التركية. وللمرة الأولى في عروض تتجاوز حدود بلدانها, سيحل من كانو ومحيطها في شمال نيجيريا مجموعة موسيقيين من الهاوسا: ثلاث فرق مؤلفة من عازفين ومغنين يعملون كمزارعين أو رعاة, بيد أنهم وهم الذين توارثوا شفهياً هذا الفن عن آبائهم, يقومون بتقديمه من حين الى آخر في الأعراس والمناسبات. ولا يقتصر المهرجان على العروض بل ترافقه ندوات وأفلام ويقدم باحث هنغاري ذو شهرة عالمية"ميهالي هوبال"أفلاماً له, سيقوم بالتعليق عليها عن الشامان في سيبريا ومنغوليا. عروض كثيرة أخرى من تايوان والبرتغال والبرازيل... كل ما هو مشوق وجديد لم يسبق له أن عرض في الخارج, يظهر"التنوع الثقافي لشعوب العالم". فالمهرجان يسعى منذ بداياته ليكتشف الجمهور في فرنسا"أشكالاً تعبيرية متعددة"... وهو لا يعتمد على"تيمة", أو موضوع, أو خط سير محدد, بل على ما يمكن أن يثيره لدى المشاهدين"الفنان المتمكن من أدواته وفنه لدرجة جعل الخاص عالمياً"كما يقول الخزندار مدير"دار ثقافات العالم", والأب الروحي للتظاهرة .