هل الإعلام لتحقيق ما خلقنا الله من أجله عبادة الله سبحانه وتعالى وحده؟ إعلام السينما يساعدنا أم يساعد الشيطان علينا؟ الإعلام يقول: نحن نشارك بالغيبة والنميمة في حق آخرين، وحكايات الفساد مفسدة، وهي مفتاح الشيطان ليحمل الناس على أجنحة الخيال والشهوات وكل فساد. فيلم"إحنا بتوع الأوتوبيس"دمج بين اختصاصات الشرطة، ومباحث أمن الدولة والاستخبارات. وهذا دليل على أن القصة من الخيال لإثارة الفتنة لنبرئ ساحة المساجين الذين أوقعت بهم الفتنة. وهذا لإغراق السفينة بأكثر من قبطان، من بعد أن قضت الفتنة على الطاعة، لإيقاعنا باسم الديموقراطية في الجدل وقلة العمل ليكون الهلاك من بعد الضلال. الفيلم كأنه ضد عبدالناصر وعهده، وأشهد أن عبد الناصر كان من أشرف الرجال، أوقعته الفتنة وتفاعل معها وكان الذي كان. وهذا حال العالم كله مع اختلاف أشكال الفتنة. العالم محكوم بالفتنة. الفتنة قضت على الخلافة الرشيدة وأشباهها، وعلى المفتونين أمثال: قيصر، ونابليون، وهتلر، وشاوشيسكو، وشاه إيران، والملك فاروق، وصدام حسين، وكلينتون، وكل العالم على مر التاريخ أمثلة. الشيطان وأعوانه يحكمون العالم بالفتنة، علماً أن جميع الظاهرين عالمياً بهوياتهم ليسوا السلالة الفاسدة. وهذا أثبته الكاتب الأميركي بنيامين فريدمان. الفتنة تبدأ دائماً من داخل بلاد المسالمين الطيبين. والفتنة مقبولة شكلاً وفاتنة. اشترك المسلمون لتحرير أفغانستان في الوقت المحسوب، وانطلقت الدعوة للجهاد ولجمع الأموال في جميع بلاد المسلمين. وفي أفغانستان تم تدريب الرجال والشباب على فنون القتال وصناعة المتفجرات ليتم توجيههم ضد بلادهم وغيرها، ليظهر الاسترهاب الذي سموه الفتنة إرهاباً. وتلك فتنة لتحسين الجرائم الاسترهابية القذرة. وقام إعلام الفتنة بتأكيد ذلك، واعتاد الناس على الخطأ القاتل. بالفتنة تناحرت الفصائل في أفغانستان من بعد انتهاء فتنة التحرير. وهذا دليل على أن أمر الفصائل كان في أيادي غيرهم، وعندما انسلخت الأيادي المسيطرة ولأن هذا هو المطلوب فتنوا الإعلام للاكتفاء بتقديم النصح والشجب فقط، حتى تتزايد المصائب لتنفيذ فتنة التدخل. مات عبد الناصر مسموماً. والقنوات الفضائية باقية تعرض المطلوب بالفتنة لتأجيج كل فتنة، والفتنة لا نعلم أنها فتنة إلا من بعد ظهور نتائجها. ومثلما حدث لمصر في حرب اليمن التي أظهرتها الفتنة لمصر وكأنها لتمكين ثورة ديموقراطية، وظهرت فتنة المقاومة داخل اليمن لتحطيم المد الناصري. وكانت نتائج فتنة حرب اليمن الحقيقية تدمير الاقتصاد المصري، وقتل ما أمكن من جند مصر، وإحضار الجندي المصري من اليمن مهلهلاً لتقوم عليه فتنة حرب 1967. وهذا حدث مثله للعراق وإيران لتحطيم العسكرية الايرانية من بعد انتهاء الغرض الذي كانت من أجله، وحتى لا تتدخل في حروب الخليج العاصفة. وبأمر الفتنة ساعدت الدول العربية صدام حسين. وكانت الكويت الأكثر تأثيراً بالأموال والمزيد منها. فكان نصيبها ضوء سفيرة أخضر أميركي مفتون ليجتاحها صدام بجنوده لنزع فتيل قنبلة حروب الخليج. وبكى الباكون وتشنج المتشنجون. ويتم عرض حلول وجميعها فتنة. وأي طريق كان سيتم اختياره فيه الدمار. والعالم أحجار على رقعة شطرنج الكرة الأرضية، تحركهم الفتنة فقط. ولن يفوز أي فريق، لأن الفوز للشيطان وحده ان استمر الحال العالمي على ما هو عليه حتى الآن، ولن يستمر ان شاء الله سبحانه وتعالى. ... وباسم الديموقراطية لا رابط. والناس تستمتع بأخبار الجرائم والشذوذ وتطلب المزيد من الانحلال والدمار. وقناة فضائية مشهورة برداء الفتنة، حتى لو لصقت على ذقنها لحية أكبر من لحيتي الحقيقية التي لم تكن من الديكور يوماً، تزهو بالتظاهرات اللبنانية وتقول انها أطاحت بالحكومة هناك. وكلماتها تحتوي على فتنة مستترة لينهج المسلمون جميعهم هذا المنهج، وكأن انشقاق الشهيد رفيق الحريري عن حكومته لم يكن بموجب فتنة. القاهرة - نبيل عبدالعزيز شحاته كاتب