تحتفل الأوساط الفنية المصرية هذه الأيام بذكرى ميلاد أحد"آخر الرجال المحترمين"موسيقياً، ألا وهو"الشيخ الشاب سيد درويش"، الذي يوافق يوم 19 اذار مارس الجاري الذكرى ال113 لميلاده في حي كوم الدكة في مدينة الإسكندرية. وعلى رغم مشواره الفني القصير, فإن مؤرخي الفن والموسيقى يعتبرونه مؤسس"حركة إحياء وتطوير الموسيقى العربية"، إذ ارتبط اسمه بالمسرح الغنائي، وقدم 26 عرضاً أشهرها"العشرة الطيبة"و"البروكة"و"شهرزاد". وإذا كانت تلك الأعمال البالغة القيمة ليست معروفة على المستوى الشعبي، فإن اسم سيد درويش وثيق الصلة بالأدوار والأغاني والطقاطيق والموشحات، ابرزها وأكثرها انتشاراً نشيد"بلادي بلادي"وأغنية"طلعت يا محلى نورها". عناية خاصة وأولت مكتبة الإسكندرية عناية خاصة بهذه الذكرى، فنظمت معرضاً عنوانه"لقاء القمة"، عرضت فيه مقتنيات الفنانين سيد درويش ويوسف جريس وشادي عبدالسلام, وضمن المعروضات عود سيد درويش، ومجموعة من الصور النادرة والنوتات الموسيقية والاسطوانات الموقعة بخط يده، وعقد زواجه. ولزواج"الشيخ سيد"قصة طريفة. فبعد أن حضّر المأذون بيانات وثيقة الزواج الروتينية ووسط الزغاريد والضحكات، توقف مذعوراً وجمع متعلقاته ليهم بالانصراف قبل إكمال العقد. وحين سئل عن السبب، قال ان العريس يعمل في مجال الفن, والعرف جرى بعدم الاعتراف بأهلية العاملين في الوسط الفني، وانه لن يتمكن من إتمام الزيجة. وحفّز هذا الموقف سيد درويش على العمل من أجل الحفاظ على كرامة الفنان، ودرء نظرة الاحتقار التي كان المجتمع ينظر بها إلى كل من يعمل في هذا المجال. واشتهر سيد درويش باستلهام ألحانه من الشارع ما أدى إلى تعرضه لموجات عاتية من الهجوم. يذكر أن سيد درويش حمل لقب"شيخ"لأنه كان يرتدي الجبة والقفطان. من جهة ثانية، طالب الباحث المصري هاني الحلواني، وهو أستاذ السيناريو في معهد السينما، بفتح ملف التحقيق في وفاة الشيخ سيد درويش، وذلك لأنه يشك بأنه تم اغتياله بسبب ضلوعه في الحركة الوطنية المصرية. تجدر الإشارة إلى أن حفيده المطرب إيمان البحر درويش، أحيا أمس ذكرى ميلاده في دار الأوبرا في الإسكندرية التي كانت معروفة بمسرح سيد درويش. وقدم المطرب المصري مجموعة من اجمل أغانيه بمشاركة الفرقة القومية العربية للموسيقى، منها:"الوارثين"و"الموظفين"و"سالمة يا سلامة"و"الأروام"...