زوج الليدي تشاترلي اذا مت، لن يكون همّني شيء ما عداك، لا شيء على الاطلاق"قال لها."لست واثقة ما اذا كنت أحب ل. أو أكرهه. لكنني عرف انني أفضل الموت على التخلي عنه"قالت لأمها. في"د ه لورنس: سيرة هامشي"الصادر عن دار الن لين يقول جون ورذن ان المؤلف استوحى علاقة زوجته الألمانية بضابط ايطالي ليكتب"عشيق الليدي تشاترلي". كان السل أقعده وأحبط فريدا التي شكت لأمها:"في الوقت الذي أريد السفر تماماً يمرض ل. لا أطيق العيش مع هذا المرض والتضحية بنفسي. ليس هذا ما أفهمه بالحياة". هربت من حياتها بعلاقة مع رجل جديد عندما كانت تعيش مع ديفيد هربرت لورنس في فيلا ميراندا قرب فلورنسا. كان زوجها علّم عشيقها الانكليزية قبل أعوام، وشعر باليأس من مرضه وعلاقة المرأة الوحيدة التي أحبها، الى أمه، بالايطالي. في النسخة الأولى من"عشيق الليدي تشاترلي"يعمل ميلورز، بطل الرواية، حارساً للطيور في قصر السير كليفورد الذي أصيب بعجز أثناء القتال في الحرب. في النسخة الثالثة والأخيرة يتحول الى ضابط مشاة كأنجلو رافاليي، عشيق فريدا. انتمت والدتها الى عائلة فون ريشتوفن وكانت قريبة مانفرد فون ريشتوفن، الطيار الذي عرف ب"البارون الأحمر"وأسقط عدداً من طائرات الحلفاء في الحرب. كان لورنس في المقابل ابن عامل منجم، ثم عمل معلماً وبدأ يكتب الشعر والرواية، ويسحر الوسط الأدبي بحدسه وسرعة بديهته. كان العشيق والزوج معاً في"عشيق الليدي تشاترلي", ولئن قسا الكاتب على الزوج في الرواية فلأنه نقم على نفسه ودفع زوجته الى الخيانة. وقف على عتبة النجاح قبيل الحرب عندما نشر"ابناء وأحباء"التي قد تكون أفضل أعماله. كان اختطف فريدا، زوجة استاذه ارنست ويلكي، وتزوجها وبدأت علاقتهما الغريبة التي تبادلا فيها الحب والضرب. ليس صحيحاً، يقول ورذن، ان لورنس وفريدا تقاسما الفراش بعد لقائهما بعشرين دقيقة. التقيا في الريف وفي منزل صديق، لكن الكاتب رفض اللقاء الحميم في منزل فريدا لأنه وجد ذلك"خيانة كبيرة لارنست". صعق الأصدقاء من العنف في علاقتهما، وبدا ان لورنس كاد يقتل زوجته من الضرب، لكنها هي أيضاً رمته بالصحون وصوّبت دائماً على رأسه. شعر بالذل وهو يضربها لكنه لم يستطع ضبط نفسه، وبعدما انهكهما الروتين ذات مساء عوّض بتزيين قبعتها صباحاً."ابلعي بطنك، يا ابنة الكلبة السمينة"قال لها، لكن وزنها لم يمنع رغبته أو رغبة انجلو فيها. اقتحم ابن عامل المنجم الوسط الأدبي، ولم تمنع الأسماء الكبيرة ثقته بتقدم الغريزة على الفكر. أسر برتراند راسل فاتفق معه على القاء محاضرات لمنع نشوب الحرب، لكنه ما لبث ان انقلب على الفيلسوف. حتى نشاط راسل المضاد للحرب، قال لورنس، جزء من"شهوة الدم الفكرية، المنحرفة". كان نقده قاسياً الى درجة دفعت راسل الى التفكير في الانتحار لكنه ما لبث ان قرر ان لورنس أحمق. بعد موت الأخير بالسل عن أربعة وأربعين عاماً في 1930 توقف ناقد نروجي عند هوسه بالوعظ. كان لورنس من النوع الذي يطلب من العالم السير حافي القدمين اذا ارتدى هو حذاء ضيقاً أزعجه. رفضت دور النشر اصدار"نساء عاشقات"ومنعت"قوس قزح"فقرف من انكلترا التي شكّت أيضاً في ولائه للنازيين. سافر الى ايطاليا ونيو مكسيكو واستراليا، وقال انه يحب تجربة الأشياء ليكتشف كم يكرهها. طبخ وقام بمعظم الأعمال المنزلية، واستغرب كثيرون قدرته على كتابة أي شيء. روت"ابناء وأحباء"قصة أسرته، وكتب"عشيق الليدي تشاترلي"وهو في الفراش ينظر الى الموت القريب وفريدا البعيدة."على السيدة ويكلي ان تعيش حياتها بسعة ووفرة. انها طبيعتها"كتب لزوجها في 1913 عندما كانت علاقته بفريدا في أولها. لم يفهم ارنست ويكلي، ولم يغفر عندما فهم. هل تذكر لورنس الزوج المخدوع عندما حل محله؟ لم يكن يعني المادة بالسعة والوفرة لكنها ما تركه لفريدا عندما أوصى لها بحقوق الطبع. أما"عشيق الليدي تشاترلي"التي صدرت في ايطاليا في 1924 فلم يسمح بنشرها في بريطانيا الا في 1960، بعد وفاة فريدا بستة أعوام. شاعر الآلة أخذنا الى القمر وباطن الأرض لكنه قلما غادر بيته. عندما كان جول فرن في الحادية عشرة حاول التسلل الى سفينة تجارية تبحر الى الهند. أجبره والده المحامي على الوعد بأنه سيسافر بخياله فقط بعد ذلك، وكان الوعد حكماً مبرماً. لم يغادر وطنه ليستكشف لكنه بقي مفتوناً بالجغرافيا والفلك والجيولوجيا والرياضيات. في مئوية وفاته في 24 آذار مارس تحتفل فرنسا بالكتب الذي ولد في 1828 وتنبأ بصنع الأقمار الاصطناعية، الغواصات الكبيرة، التلفزيون، الهليكوبتر، العاب الفيديو وتطور صناعة البلاستيك. حطم الرقم القياسي في الترجمة بنقله الى 148 لغة، واقتبست هوليوود كتبه أكثر من أي مؤلف آخر. كتب ثمانين رواية في خمسين عاماً، لكن الوسط الأدبي الفرنسي سخر منه في حياته، ولم يستعد بعض الاعتبار الا بعد تنافس أميركا والاتحاد السوفياتي على الهبوط على القمر. أرسله والده الى باريس ليتعلم الحقوق، لكنه فضّل صحبة الكتّاب الشبان المتمردين في"كافيه دي آرتيست". ترك الدراسة وبدأ العمل في المسرح، وعندما تزوج أرملة وأماً لفتاتين كان عليه اعالة أسرته الجاهزة. عمل في البورصة التي كرهها وعوّض بكتابة القصص والمسرحيات ونصوص الأوبرا. عندما رأى صوراً جوية التقطها المصور نادار من منطاد كتب قصة"خمسة أسابيع في منطاد"التي فتحت الباب أخيراً. مدحها النقاد ووجد فيها أسلوبه."ساحرة كرواية وبناءة ككتاب علمي"قالت"لو فيغارو". مزج فيها آخر التطورات العلمية بالحكاية فبهر جمهوراً من كل الأعمار. في"رحلة الى مركز الأرض"يناقش كثافة الكوكب وما اذا كان سطحياً. يواجه المغامرون المتجهون الى باطن الأرض حيوانات من زمان ما قبل التاريخ، ويبحثون في نظرية التطور لتشارلز داروين."من الأرض الى القمر"و"حول القمر"فصلتا بدقة مدهشة الرحلات الجوية، وأصاب فرن في حساب السرعة المطلوبة للتخلص من جاذبية الأرض ومدة الرحلة ومدار المركبة الفضائية. تحدث الى الرياضيين والخبراء، وقام بالبحث قبل الكتابة فاثرى وكرم في أسفاره القليلة خارج وطنه. على انه انعزل حتى عن أسرته في أواخر حياته، وعكس عزلته وتشاؤمه في"عشرون ألف فرسخ تحت سطح البحر". يصعق بطلها الكابتن نيمو عندما يكتشف ان الوحش العملاق الذي يروع السفن ليس طبيعياً بل من صنع الانسان. كان متشائماً أساساً، وفرض عليه ناشره بيير ? جول هرتزل التفاؤل ليبيع. كان أول من صنع الخرافة الحديثة في ظل ثقافة بلا دين يخلق فيها الانسان عالمه بنفسه ويقلّصه."باريس في القرن العشرين"لم تصدر الا في 1994 وصور جول فرن فيها عالماً ممنوعاً من الضحك ومهووساً بالمال. آمن بالتقدم وقدرة الانسان على تأمين حياة أكثر أماناً وتمدناً لكنه تساءل عمن يتحكم بالآلة، وكيف تعوض الموارد الطبيعية بعد استغلالها. آلمه رفض الأكاديمية الفرنسية دخوله اليها على ان هذه رفضت دخول كتاب أكثر"أدباً"منه كغوستاف فلوبير واميل زولا. منذ الخمسينات عادت الحيوية الى اسم جول فرن الذي اعتبره البنيويون كاتباً كبيراً. أشار ألبير كامو وأمبرتو ايكو الى تأثيره الكبير، وربما كان جمهوره الواسع هو ما يحرمه المكافأة. الكمية ضد النوعية، سواء كان ذلك عادلاً أم لا. الكتب التي صدرت لمناسبة مئوية وفاة جول فرن ألقت ضوءاً جديداً وحاولت التعمق في معرفته. هل امتلك منزلين في أميين لأنه تزوج مرتين في الوقت نفسه؟ غاستون، ابن شقيقه المعبود، الذي أطلق النار عليه وأصابه في رجله قد يكون ابنه في الواقع. نقل غاستون الى مصح، وعانى فرن من الأوجاع طوال حياته بعد الحادث. تعامل مع ناشر يهودي وكان لاسامياً، واختار أبطالاً بريطانيين لكنه كره بريطانيا. كان اشتراكياً وعضواً في مجلس أميين البلدي لكنه تمنى ان يعدم اشتراكيو كومونة باريس الثوريون كالكلاب في 1870. الأهم من ذلك كله، يضيف نقاده، ان الرؤيوي العلمي لم يستوعب الاختراعات ورفض استخدام الهاتف والسيارة أول ظهورهما. شخصياً، أجد الانتقاد الأخير وحده مثيراً للاهتمام. العودة الى الفصل الفصل الذي كان من أقسى ملامح التمييز العنصري قد يكون الحل لفشل الفتيان السود المدرسي وفق رئيس مفوضية المساواة العرقية في بريطانيا. بعد زيارة الى مدرسة في سان لويس في أميركا اختبرت الفكرة وحقق تلامذتها نجاحاً غامر تريفور فيليبس بالحديث عن الفصل وهو يعرف ما ينتظره. الاختبار الأميركي علم الفتيان السود على حدة فتحسن اداؤهم المدرسي. في بريطانيا يتراجع مستوى الفتيان السود عن أترابهم البيض لاعتقادهم بأن الاجتهاد يسيء الى صورتهم ولغياب تقدير الذات والمثل الأعلي. فيليبس حض الآباء على الاهتمام بدراسة أبنائهم وحضورهم لقاءات الأهل بالمدرسين، واقترح عقابهم بمنعهم من رؤية أولادهم اذا لم يفعلوا. هل ينتصر الصواب السياسي أو المنطق العملي الذي يجرب أي شيء من أجل النجاح؟ المعترضون أشاروا الى الفقر والعائلات المتصدعة ويأس المعلمين الذي يفاقم المشكلة. فصل التلامذة السود وحدهم دون البيض قد يكون لا شرعياً، وربما أضفى عليهم صورة الأشرار والسيئين. فيليبس رأى تشجيع الشباب السود على التعليم وعقاب التلامذة المقصرين بحرمانهم المشاركة في الرياضة المدرسية العزيزة على قلوبهم.