ضمت اللجنة البرلمانية الروسية المكلفة التحقيق في مجزرة مدرسة بيسلان العام الماضي، صوتها إلى أصوات أمهات الضحايا في اتهام الأجهزة الأمنية في القوقاز ب"التراخي"، ما حال دون تجنب المأساة. لكن اللجنة لم تشاطر ذوي الضحايا اتهامهم السلطات الروسية باستخدام المدفعية الثقيلة لقصف المدرسة من دون داعٍ، مشيرة الى ضرورة التدقيق في شكل أوسع في الامر. كذلك لم تجب عن أسئلة في ما يتعلق بقرار موسكو اقتحام المدرسة، وسبب اندلاع حريق ضخم قضى على فرص انقاذ غالبية الضحايا. واشارت اللجنة في تقرير اصدرته امس، الى"مشاركة عربيين على الأقل"في مهاجمة المدرسة واحتجاز مئات من الاطفال رهائن. وقال رئيسها ألكسندر تورشين امام البرلمان، ان التحقيقات اثبتت إشراف القائد الانفصالي شامل باسايف على الإعداد للاعتداء، بعلم الزعيم الشيشاني الراحل أصلان مسخادوف، مشيراً الى ان المتطرف العربي"ابو زيد"لعب دوراً نشطاً في التخطيط للعملية. وجاء تقرير اللجنة بعدما جمعت على مدى 12 شهراً آلاف الوثائق واستجوبت نحو ألف شاهد، كما أجرت عشرات الفحوص لكشف ملابسات العملية وتقويم اداء الأجهزة المختصة في المركز الفيديرالي وفي جمهوريتي أوسيتيا الشمالية وانغوشيتيا. ووجد تورشين ان تجنب العملية الارهابية التي بدأت مطلع ايلول سبتمبر من العام الماضي، كان ممكناً، مؤكداً أن وزيري داخلية الجمهوريتين الذاتيتي الحكم تجاهلا في آب أغسطس 2004، تحذيرات متكررة من موسكو، تتعلق بمعلومات عن تحضيرات لعملية كبرى. وخلص التقرير الى ان"حال الاهمال والتسيب لدى عدد محدود من المسؤولين الامنيين، ادت الى الكارثة". وأورد تفاصيل عن تحضيرات للعملية بدأت قبل شهر من تنفيذها، مشيراً إلى أن مجموعة كبيرة من المسلحين تمركزت في بلدة بسيداخ الانغوشيتية قرب الحدود الاوسيتية"وكانت تتحرك بحرية كاملة". في الوقت ذاته، أعلنت رئيسة لجنة أمهات بيسلان، سوسانا دودييفا أن محاكمة ثلاثة من ضباط الشرطة المحلية متهمين بالإهمال في العملية، ستبدأ في 13 كانون الثاني يناير المقبل. واوضحت أن الضباط متهمون ب"إهمال"سمح بتسلل الإرهابيين الى بيسلان. ويتوقع ان تصدر احكام بالسجن سبع سنوات بحق كل منهم. وهذه ثاني محاكمة بعد محاكمة نورباشي كولاييف الإرهابي الوحيد الذي نجا من عملية احتجاز الرهائن. وكان 34 ارهابياً بينهم فتاتان انتحاريتان، احتجزوا نحو 1200 رهينة في المدرسة الرقم واحد في مدينة بيسلان جنوبروسيا، وانتهت العملية بعد ثلاثة ايام ببحر من الدماء، إذ قتل 331 شخصاً بينهم 186 طفلاً بحسب الاحصاءات الرسمية.