اتجهت انظار الروس مجدداً الى مدينة بيسلان حيث تمر اليوم الذكرى السنوية الاولى لعملية احتجاز رهائن في مدرسة ابتدائية انتهت وسط بحر من الدماء بعد ثلاثة ايام قضاها نحو1200 تلميذ مع اولياء امورهم داخل قاعة الألعاب الرياضية التي فخخها الارهابيون. وتجري اليوم في غالبية المدن الروسية، مراسم احتفالية بالمناسبة ويتم رفع الستار في بيسلان عن نصب تذكاري لضحايا الحادث الذين بلغ عددهم بحسب المعطيات الرسمية 338 شخصاً، معظمهم من الاطفال. وتزامنت الذكرى مع تصاعد مشاعر الغضب في المدينة القوقازية بسبب فشل اجهزة التحقيق في كشف كل ملابسات الحادث. ومعلوم ان احدى محاكم اوسيتيا الشمالية تواصل النظر في ملف الاتهام الموجه ضد الارهابي الوحيد الذي بقي حياً بعد اقتحام المدرسة. وأدت حال الاحتقان في الجمهورية بسبب ما وصف بأنه"تقصير الجهات المختصة والمماطلة في كشف الحقائق التي قاد اليها التحقيق"الى تشديد التدابير الامنية المفروضة، تحسباً لاندلاع اعمال عنف اثناء مراسم إحياء ذكرى ضحايا الحادث. في الوقت نفسه، يستعد وفد من اهالي ضحايا الحادث للقاء الرئيس فلاديمير بوتين غداً الجمعة. وقال ناطق باسمهم ان مطالب الوفد تتمثل في تسريع وتيرة التحقيقات الجارية والكشف عن الجهات التي وصفت بأنها مسؤولة عن الكارثة بسبب تقصيرها. في غضون ذلك، سعى الزعيم الشيشاني المتطرف شامل باسايف الى استغلال الموقف وتأجيج حال الاحتقان، اذ فجّر امس قنبلة اعلامية عندما اعلن ان الاجهزة الخاصة الروسية شاركت في التحضير لعملية مدرسة بيسلان. وقال باسايف في رسالة الكترونية نشرها موقع"صوت القوقاز"القريب من الانفصاليين انه قرر"كشف تفاصيل اضافية عن العملية"التي كان في وقت سابق اعلن مسؤوليته عنها. ولفت"الارهابي الرقم واحد في روسيا"الى ان خطة احتجاز رهائن في جمهورية اوسيتيا الشمالية وضعت بالتعاون مع الاجهزة الخاصة في الجمهورية التي قال انها جندت مقاتلاً سابقاً قال ان اسمه عبدالله فلاديمير خودوف ويحمل اسماً حركياً هو"بوتنيك"وكلفته التقرب من باسايف، وقامت بتسهيل تنفيذه سلسلة اعتداءات تفجيرية في العاصمة الاوسيتية فلادي قوقاز من اجل اكتسابه ثقة المقاتلين. وأضاف باسايف في رسالته ان العميل كشف شخصيته لباسايف في وقت لاحق وكلفه الأخير مواصلة الاتصال مع الروس حتى ربيع عام 2004 عندما"اقترحت الاجهزة الخاصة علينا عبر خودوف تنفيذ عملية استشهادية هدفها السيطرة على البرلمان او مقر الحكومة المحلية". وزاد ان الطرفين حددا موعداً للتنفيذ هو السادس من ايلول سبتمبر الذي يصادف ذكرى"استقلال اتشكيريا"الشيشان. وأوضح باسايف في رسالته ان الاجهزة الامنية فتحت ممراً آمناً للمقاتلين لدخول اوسيتيا بدءاً من تاريخ 31 آب اغسطس. وأشار الى ان المجموعة الارهابية"دخلت عبر الممر لكنها بدلت توقيت العملية وهدفها فاتجهت الى بيسلان بدلاً من التوجه نحو العاصمة فلادي قوقاز". والمثير ان باسايف ألمح الى استعداده لكشف"المزيد من التفاصيل السرية للعملية". وقال انه مستعد للقيام بذلك امام محكمة دولية مستقلة، مشيراً الى ان احد المشاركين في العملية خرج سالماً من المدرسة وهو مستعد للإدلاء بشهادته امام المحكمة. من جانبها وصفت مصادر روسية رسالة باسايف بأنها"سخيفة ولا تستحق الرد"، فيما شدد نائب المدعي العام الروسي نيكولاي شيبيل على ان التحقيقات التي قامت بها ادارته لم تدل الى اية معطيات عن اشتراك اجهزة، بل توافرت ادلة قوية على قيام باسايف نفسه بالتخطيط للاعتداء. وقال ان حديث"قاتل الاطفال عن معلومات سرية هو مجرد هراء".