سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخارجية الروسية تحذر الولايات المتحدة من مغبة تنفيذ نيتها فتح قناة حوار مع الانفصاليين الشيشان . موسكو تلوح بضربات وقائية لمواقع إرهابية في أنحاء العالم
أعلنت موسكو استعدادها لتوجيه ضربات وقائية ضد قواعد الارهابيين في اي بقعة من العالم. واعتبر سياسيون روس ان بلادهم تملك حقاً اخلاقياً وقانونياً في الدفاع عن نفسها ومواجهة الحرب الارهابية عليها. وكشفت اجهزة التحقيق تفاصيل جديدة في شأن الاعتداء الارهابي على مدرسة بيسلان. وتحدثت عن وجود يد لزعيم الحرب الشيشاني شامل باسايف فيها، فيما خصصت الاستخبارات الروسية مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في القضاء على باسايف او الزعيم السياسي للانفصاليين اصلان مسخادوف. وتعهد رئيس الاركان الروسي يوري بالويفسكي بالعمل بكل الوسائل الممكنة على "تدمير قواعد الارهاب في كل مكان". وقال ان روسيا "مستعدة لتوجيه ضربات احترازية ضد قواعد الارهاب في اي بقعة في العالم"، لكنه اضاف ان موسكو لن توجه ضربات نووية، مشيراً الى ان اختيار الوسائل المستخدمة سيعتمد على طبيعة العدو وظروف الوضع في كل منطقة. واعتبر خبراء في موسكو هذه التصريحات تطوراً مهماً في رد الفعل الروسي على سلسلة الضربات الارهابية التي استهدفت بلادهم خلال الآونة الاخيرة وكان احدثها الاعتداء الدموي على المدرسة في الجنوب الروسي. ولفت بعضهم الى ان اللهجة العنيفة التي استخدمها العسكريون الروس تهدف الى امتصاص حال الاحتقان التي ولدتها كارثة المدرسة التي قضى فيها مئات الاشخاص معظمهم من الاطفال. وقال ل"الحياة" فيكتور يسين نائب رئيس اكاديمية الامن والدفاع الروسية ان موسكو قد تعمد الى تنشيط مشاركتها مع دول اخرى على رأسها اعضاء حلف الاطلسي في العمليات الجارية لتعقب قواعد الارهابيين في افغانستان وغيرها من المناطق. لكنه استثنى العراق، مشيراً الى اختلاف ظروف وملابسات الوضع هناك. ولم يستبعد يسين ان يوجه الجيش الروسي ضربات في المناطق الحدودية الباكستانية - الافغانية وكذلك على الحدود بين طاجكستان وافغانستان، لكنه اعرب عن اعتقاده بأن موسكو ستسعى الى الحصول على غطاء دولي قبل شن مثل هذه العمليات. واللافت ان الحديث عن ضربات احترازية محتملة تزامن مع اعلان هيئة الامن الفيديرالي امس عن العثور على مخبأ ضخم للاسلحة والمتفجرات في المنطقة الحدودية الطاجيكية - الافغانية. كذلك تحدث خبراء روس عن ضربات محتملة على الحدود الجورجية - الشيشانية حيث تعتقد موسكو ان الارهابيين يتجمعون في منطقة تعرف باسم ممر بنكيسي، وذلك تحت اعين اجهزة الامن في تبيليسي. تفاصيل جديدة عن مجزرة المدرسة من جهة أخرى، كشفت اجهزة التحقيق الروسية امس، تفاصيل جديدة عن ملابسات عملية المدرسة. واجتمع المدعي العام الروسي فلاديمير اوستينوف مع الرئيس فلاديمير بوتين وابلغه انه تم التعرف الى شخصيات 12 من الارهابيين الذين قتلوا خلال عملية الاقتحام، مشيراً الى ان بينهم عناصر شاركت في الاعتداء الذي استهدف انغوشيتيا في حزيران يونيو الماضي، ويعني ذلك وجود ربط مباشر بين عملية المدرسة والانفصاليين الشيشان الذين كان زعيمهم اصلان مسخادوف نفى بشدة علاقته بها. وقال اوستينوف ان المجموعة البالغ عدد افرادها 32 شخصاً بينهم امرأتان، وصلت الى ضواحي بيسلان في وقت مبكر صبيحة العملية ودخلتها مستخدمة ثلاث شاحنات، وسيطرت على المدرسة بعد مواجهات وقعت عند احد الحواجز العسكرية قرب المدينة. ونقلت وكالة انباء "انترفاكس" عن مصدر قريب جداً من اجهزة التحقيق، تفاصيل اعترافات ادلى بها احد الارهابيين وهو نور باشي كولايف الوحيد الذي اعتقل حياً. وقال فيها ان المجموعة الارهابية لم تكن تنوي الافراج عن الرهائن في كل الاحوال. وأكد ان قائد العملية الذي كان يلقب ب"الجنرال" ابلغ مجموعته انه "لن يطلق احداً من الرهائن مهما حدث" وانه تعمد تقديم طلبات مستحيلة التحقيق طالب الارهابيون بسحب القوات من الشيشان واجراء مفاوضات مباشرة مع رئيسي اوسيتيا وانغوشيتيا. واشارت اعترافات الارهابي الى ان "الجنرال" قال لأعوانه اثناء العملية انه سيكون عليهم جميعاً تفجير انفسهم. وعلى رغم ذلك، دلت التحقيقات على ان المجموعة الارهابية بحثت احتمالات عدة لانهاء العملية، بينها الفرار باستخدام الرهائن دروعاً بشرية واللجوء الى المناطق الجبلية في الشيشان. شريط مصور جديد الى ذلك بثت قناة "ان تي في" التلفزيونية شريطاً صوره الارهابيون في اليوم الاول للعملية، وظهر فيه الرهائن وقد وزعوا في انحاء صالة الالعاب الرياضية في شكل يجعلهم محاطين بكميات كبيرة من العبوات الناسفة التي انتشرت في الصالة. كما ظهر في الشريط رجال مقنعون يعتقد ان بينهم "الجنرال" الذي كان يتحدث هاتفياً مع جهة مجهولة يعتقد انها خارج روسيا. وصورالشريط احدى الانتحاريتين اللتين شاركتا في الاعتداء وكانت ترتدي ملابس سوداً وتلتف بحزام ناسف كما وضعت اصبعها طيلة الوقت على زناد مسدس كانت تحمله. ويعتقد المحققون ان هذه الانتحارية فجرت نفسها وسط عدد كبير من الرهائن بعد لحظات على وقوع انفجار ضخم فتح ثغرة في جدار صالة الالعاب الرياضية. مكافأة لرصد باسايف ومسخادوف على صعيد آخر اعلنت هيئة وزارة الامن الفيديرالي تخصيص مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال او قتل شامل باسايف واصلان مسخادوف. وتعد هذه اكبر مكافأة تعرضها الاجهزة الامنية الروسية في تاريخها. ولفت مسؤولون روس الى ان تجربة تخصيص المكافآت للقبض على المطلوبين حققت نتائج في دول اخرى. ولم يستبعد مسؤول شيشاني ان تسهم في الوصول الى زعيمي الحرب، خصوصاً ان المبلغ المعروض يبدو مغرياً لكثيرين في الشيشان. وشددت الاجهزة الامنية على انها ستقدم ضمانات امنية كاملة لمن يقدم المعلومات المطلوبة لها وتؤمن له ملجأ وحماية. وتعتقد الاجهزة الامنية ان الرجلين يختبئان داخل الجمهورية الشيشانية على رغم تقارير كانت ذكرت ان مسخادوف ربما يكون لجأ الى دولة اوروبية او الى تركيا حيث يواصل من هناك توجيه انصاره. انتقاد الموقف الاميركي على صعيد آخر، انتقدت موسكو بشدة تصريحات ناطق اميركي لم يستبعد فيها امكان عقد لقاءات جديدة مع قادة الانفصاليين الشيشان. ولمّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى ضرورة عدم تدخل واشنطن في التسوية الشيشانية. وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر لم يستبعد احتمال قيام الادارة الاميركية بعقد لقاءات جديدة مع قادة الانفصاليين الذين تتهمهم موسكو بالارهاب. وبرر باوتشر موقف واشنطن بالقول انها ترغب في سماع كل وجهات النظر حول الملف الشيشاني. وأثارت هذه التصريحات استياء واسعاً في موسكو خصوصاً انها جاءت في ظروف غضب واحتقان رسمي وشعبي بسبب الاعتداء الدموي الاخير في روسيا. وانتقد لافروف بشدة امس، حديث باوتشر، ووصفه بأنه يأتي في غير محله. وأضاف انه "اذا كان الحديث يدور عن لقاءات مع الارهابيين فان الادارة الاميركية تعرف جيداً موقفنا منها". وفي دعوة غير مباشرة الى عدم التدخل في ملف التسوية الشيشانية، قال لافروف ان "ما يتعلق بالمشاكل الداخلية لروسيا فنحن قادرون على حلها لوحدنا، ولا داعي للبحث عن خطة اميركية للتسوية في الشيشان"، مضيفاً ان التحرك السياسي الذي بدأته موسكو في الشيشان سيستمر بغض النظر عن محاولات الارهاب الدولي لعرقلته وللتشكيك بوحدة الاراضي الروسية. وختم لافروف قائلاً ان التصريحات المماثلة لن تساعد على تعزيز العلاقة بين موسكووواشنطن وتوحيد مواقفهما في الحرب على الارهاب.