لا يزال الإعصار ريتا يشكّل تهديداً لعدد من الولايات الأميركية، على رغم فقدانه قوّته وتحوّله إلى عاصفة استوائية مع توغله إلى أراضي الجنوب الأميركي فوق ولاية تكساس، وسط احتمال تساقط أمطار يصل منسوبها إلى 38 سنتمتراً في بعض المناطق. ويتوقع أن يصل منسوب المياه في مدينة نيو أورلينز إلى 25 سنتمتراً في اليومين المقبلين. وأعلن رئيس بلدية المدينة راي ناغين عن أمله في عودة السكان تدريجاً إلى الأحياء الأقل تضرراً اعتباراً من اليوم الاثنين إذا سمحت الظروف بذلك. وقال إن المياه تغطي نحو 15 في المئة من المدينة. وفي مشاهد شبيهة بتلك التي أعقبت الإعصار كاترينا، تجوّل عمال الإنقاذ في قوارب ومروحيات في مناطق غارقة لإنقاذ من لازموا منازلهم. وعلى عكس ما حدث في نيو أورلينز في أعقاب"كاترينا"، وصل عمال الإنقاذ بسرعة بعد العاصفة. وفي تكساس، سبقت الفوضى الإعصار ريتا بصورة مختلفة بعدما غادر ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص الساحل. وأبلغ عن حالة وفاة واحدة لها صلة بالإعصار ريتا في بيلزوني في ميسيسيبي، إذ أعلنت الشرطة أن شخصاً قتل بسبب الرياح العاتية. وحذرت السلطات من احتمال ارتفاع حصيلة الضحايا في الأيام المقبلة. وقال مدير الوكالة الفيديرالية لإدارة الأزمات ديفيد بوليسن إن"الأضرار لم تكن بالفداحة التي كنا نتوقعها"، معرباً عن ارتياحه لعمليات الإجلاء التي ساهمت في الحدّ من عدد الضحايا. خسائر أقل وغمرت المياه مدينة بورت آرثر التي تعدّ مركزاً كبيراً للصناعات البتروكيميائية في جنوب شرقي تكساس. وأوقف تسعة أشخاص نفذوا أعمال نهب في المدينة، وفقاً لمصدر في البلدية أشار إلى أن حظراً للتجول فرض. ولم تلحق بمدينة هيوستن أضرار كبيرة، على رغم أنها شهدت أكبر عملية إجلاء، مع رحيل اكثر من مليون شخص. وأفادت مجموعات لتوقع المخاطر أن الإعصار سيكلف شركات التأمين مبالغ تتراوح بين 2.5 و6 بلايين دولار. وقالت الحكومة الفيديرالية إن 1.1مليون منزل على الأقل محرومة من الكهرباء في ولايات تكساس وميسيسيبي ولويزيانا. من جهة أخرى، نقلت السلطات الأميركية نحو 2400 جندي يعملون على رفع الأنقاض وبناء ما هدمه الإعصار"كاترينا"في ألاباما وميسيسيبي، للمساعدة في غرب لويزيانا وشرقي تكساس تحسباً للأسوأ. يُذكر أن 36 ألف جندي أميركي تفرغوا لأعمال الإنقاذ جراء الإعصارين"كاترينا"و"ريتا"وما نتج عنهما حتى الآن. وتوقف إنتاج النفط في خليج المكسيك بنسبة مئة في المئة وإنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 75 في المئة من جراء عمليات إجلاء الموظفين بحسب الوكالة الفيديرالية لادارة المعادن. وأعربت وزارة الطاقة عن"تفاؤل حذر"معتبرة أن الإعصار ريتا لن يسبب سوى خلل بسيط في التزود بالنفط. وقالت حاكمة ولاية لويزيانا كاثلين بلانكو إن منشأة بارزة في مجال الغاز الطبيعي في جنوب لويزيانا تعرف باسم هنري هب أصيبت بأضرار من جراء الإعصار ريتا وهي مسؤولة عن ثلث إنتاج الولاياتالمتحدة من الغاز الطبيعي. خطة للكوارث وتتجه الإدارة الأميركية إلى الطلب من الكونغرس درس مشروع خطة متكاملة للتحرك وتجنب مضاعفات الكوارث الطبيعية والأعاصير بالتنسيق مع وزارتي الدفاع والأمن القومي، شبيهة بالخطط العسكرية التي صيغت ضد الاعتداءات الإرهابية أو التهديدات الكيميائية. وأكد بوش أمس بعد اجتماعه مع قادة عسكريين في ولاية تكساس أن هناك"حاجة ملحة إلى أن يدرس الكونغرس وضع خطة بهذا الحجم"وطبقاً للتوصيات التي قدمها القادة. وفيما لم يحدد بوش صيغة محددة للخطة، ألمح إلى توكيل جهاز عسكري من وزارة الدفاع المهمة في تنظيم عمليات الإغاثة والإخلاء. وتأتي التصريحات بعد تفاقم الأضرار الناتجة عن إعصاري كاترينا وريتا، وقدر حجم الضرر عن كاترينا ب40 بليون دولار وليكون بهذا الأكثر كلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة. فيما اقتصرت أضرار ريتا على 6 بلايين حتى الآن لتوازي فيها إعصاري تشارلي وايفان اللذين ضربا ولاية فلوريدا العام الفائت. وكان البيت الأبيض وبعد إصرار من مكتب نائب الرئيس ديك تشيني، رفض الأسبوع الماضي استحداث وزارة خاصة بالكوارث الطبيعية كما طلب أعضاء في الكونغرس. وأعرب بوش من تكساس عن ارتياحه للأوضاع قائلاً إن"حكومتنا الفيديرالية منظمة ومستعدة لمواجهة الإعصار ريتا". ودعا رئيس بلدية هيوستن بيل وايت والرئيس بوش وحاكم ولاية لويزيانا النازحين إلى تأخير عودتهم إلى أن تعطي السلطات الضوء الأخضر لذلك.