شهدت ولايتا تكساس ولويزيانا جنوب شرقي الولاياتالمتحدة تجدداً في"موجة الهجرة الى الشمال"هرباً من ويلات الاعصار"ريتا"، وخوفاً من تكرار كابوس الاعصار"كاترينا"الذي ناهز عدد ضحاياه الألف قتيل. وأخلى أكثر من ثلاثة ملايين أميركي المدن على الخليج الشرقي، المتوقع أن يضربها الاعصار اليوم، بينهم نحو 12 ألف عربي أميركي يعيشون في المنطقة. راجع ص8 وتحولت مدن هيوستن وغالفستون ونيو أورلينز الى مدن أشباح، مع اعلان حال الطوارئ ودعوة السكان الى التوجه نحو ولايات الوسط الغربي، وتحذيرهم من الاتجاه شرقاً أو غرباً خوفاً من غدر الاعصار الذي يزحف بسرعة 217 كلم بالساعة. وبدأت الأمطار المصاحبة للإعصار بالتدفق على مدينة نيو أورلينز، ما هدد سدودها مجدداً بعدما غرق معظم المدينة نتيجة الفيضانات الناجمة عن الاعصار"كاترينا"قبل ايام... وشهدت الطرق المؤدية الى لويزيانا زحمة سير خانقة، نتج منها حريق داخل حافلة على طريق ويلمر تكساس أدى الى وفاة 24 من ركابها المسنين الفارين من الكارثة المتوقعة. وأقفلت المحلات التجارية. وتوقع جاك كولي مدير وحدة ادارة الطوارئ في تكساس ان يؤدي الاعصار"ريتا"الى اغراق مدينة بورت ارثر الساحلية بالكامل، وان يسفر عن تدمير نحو ستة آلاف منزل وتشريد نحو 16 ألفاً من سكانها. وشملت عمليات الاخلاء في هيوستن 12 ألف عربي أميركي يعيشون في المدينة واقفال تسعة مساجد، بينها مسجدا المحمدي والفاروق. كما تم اقفال ثلاثة مساجد في مدينة نيو أورلينز بينها مسجد أبو بكر الصديق. وتحدث مدير القسم الاعلامي في المركز العربي للخدمات الاجتماعية والاقتصادية أكسس طالب سلهب ل"الحياة"عن ويلات الاعصار على الأقلية العربية، خصوصاً انه ضرب المنطقة قبل حوالي عشرة أيام من بدء الصوم في شهر رمضان المبارك. وأشار سلهب الى أن ولاية ميشيغان"تستعد لاستقبال بعض أبناء الجالية وستفتح مساجدها ومنازلها لهم". ويوجد الآن في ديترويت نحو 100 عائلة من نيو أورلينز، تحاول التكيف مع بيئتها الجديدة بمساعدة الصليب الأحمر الأميركي ووكالة الطوارئ الفيديرالية. وتوجه الرئيس جورج بوش الى تكساس الذي تولى حاكميتها منذ 1994 وحتى انتخابه رئيساً في 2000، لمتابعة الوضع ميدانياً واستعداداً للأسوأ. وترتكز المخاوف على سوق النفط وكون المناطق المستهدفة من الاعصار تضم نحو 20 في المئة من منشآت التكرير الوطنية.