ازداد الإعصار ريتا قوة أمس بعدما ضرب جزر فلوريدا كيز، وتوجّه عبر خليج المكسيك، في مسار يمكن أن يحمله بحلول نهاية الأسبوع إلى ولاية تكساس ويؤدي إلى هطول أمطار غزيرة على ولاية لويزيانا التي لم تنهض بعد من آثار الإعصار كاترينا. واشتد الإعصار ريتا من الفئة الثالثة إلى الرابعة، وهو التصنيف عينه الذي بلغه الإعصار كاترينا الذي دمّر أجزاء في لويزيانا ومسيسبي والاباما الشهر الماضي. وأعلنت حال طوارئ في لويزيانا واستعدت نيو اورلينز للإعصار الجديد. وقال رئيس البلدية راي ناغين انه أجلي أشخاص في حافلتين، بينما تنتظر 500 حافلة أخرى إجلاء المزيد. وقال:"نحن مستعدون بدرجة أفضل هذه المرة. تعلمنا الكثير من الدروس الصعبة". وعلى امتداد ساحل الخليج في تكساس، صدرت أوامر إخلاء في غالفستون، في حين قررت المدارس اغلاق أبوابها. ويواجه نحو 1100 من الذين أجلوا عندما ضرب الإعصار كاترينا المنطقة وما زالوا في هيوستن في ملجأين، عملية إجلاء أخرى إلى فورت شافي في ولاية اركنسو، بعدما صارت تكساس في المسار المحتمل للإعصار ريتا. وبدأت شركات النفط في إخلاء الحفارات العائمة في خليج المكسيك بعدما بدأت في التعافي. وباشرت البحرية في تحريك القطع الباقية من أسطول الإغاثة الذي ساهم في عمليات الإنقاذ ما بعد"كاترينا"، ومن بينها السفينة آيوا غيما بعيداً عن ساحل الخليج لتجنب أي آثار محتملة ل"ريتا". واطلع الرئيس الأميركي جورج بوش على تطورات العاصفة المتنامية على متن سفينة الإنزال آيوا غيما الراسية في نيو اورلينز والتي استخدمت مقر قيادة لعمليات الإغاثة أثناء كاترينا. ووقع بوش إعلان طوارئ يجعل المساعدات الفيديرالية متاحة لولاية فلوريدا، بناء على طلب أخيه حاكم الولاية جيب بوش. ويشعر سكان فلوريدا كيز بالامتنان لأن ريتا لم يضرب منطقتهم بقوة. واجتاحت العاصفة الشوارع وتسببت في انقطاع الكهرباء في كي ويست. آسيا في موازاة ذلك، لقي 50 شخصاً على الأقل حتفهم وفقد أكثر من ألف شخص وبات نحو مئة ألف بلا مأوى في ولاية أنديرا براديش على السواحل الشرقية للهند، في حين لا يزال مصير مئات الصيادين في بنغلادش غير معروف بعد الإعصار الذي ضرب خليج البنغال وحمل معه أمطاراً غزيرة ورياحاً عاتية. ونقلت وكالة أنباء"بي تي آي"عن مصادر حكومية قولها إن ما يزيد على 50 شخصاً قتلوا جراء الإعصار. وتسببت السيول في عزل آلاف القرويين. وبدأت القوات الجوية في عمليات إغاثة المحتجزين. من جانب آخر، تسببت الأمطار في عرقلة خدمات المرور وغرق الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة حيدر آباد عاصمة الولاية، ما أسفر عن تكدس مئات السيارات والحافلات لساعات طويلة. وارتفعت المياه في الأنهار الرئيسية عن حد الخطر، وجهزت إدارة الولاية قوات للإنقاذ من الفيضانات في المناطق المعرضة للخطر. وقال مسؤولون إن غالب القتلى ماتوا نتيجة الصعق الكهربائي أو انهيار المنازل. وغمرت المياه خطوط السكك الحديد وألغيت أكثر من عشرين رحلة عبر القطار من حيدر آباد إلى المدن المهمة في المنطقة. وفي بنغلادش، أكد كبار الصيادين أمس أنه لم ترد إليهم أنباء عن نحو 300 صياد بعدما أحدثت العاصفة موجات عالية وأدت إلى هطول أمطار غزيرة على طول الساحل هذا الأسبوع. وفي تايوان، أصدرت السلطات تحذيرات من الإعصار"دامري"الذي يقترب من جنوب شرقي إيلونبي في الطرف الجنوبي من البلاد، قادماً من الفيليبين. ومن المتوقع أن تصحب الإعصار رياحاً قوية وأمطاراً غزيرة في جنوب وجنوب شرقي تايوان.