في وقت تحاول المدن الأميركية الواقعة على خليج المكسيك التقاط أنفاسها من ويلات اعصار"كاترينا"، اقتربت منها أمس لعنة اعصار"ريتا", لتزيد الطين بلة وتشرد مئات آلاف الأميركيين من ملجأ الى آخر، وسط تحرك سريع هذه المرة من السلطات الفيديرالية لاتخاذ الخطوات المناسبة واستيعاب الأضرار الاقتصادية والمعيشية. راجع ص 8 وأعلن البيت الأبيض حال طوارئ في المناطق الواقعة على خليج المكسيك في ولايات تكساس ولويزيانا, تحسباً للعواصف التي يحملها"ريتا"الزاحف نحو ولاية فلوريدا. وتركز الاعصار امس, الى الغرب من مدينة كي وست فلوريدا وزحف باتجاه تكساس. وأمرت السلطات الفيديرالية باخلاء مدن نيو أورلينز مرة أخرى وهيوستن بسرعة قصوى, بعدما اشتدت قوة الاعصار"ريتا"الى الدرجة الرابعة لتوازي معها سرعة رياح كاترينا 217 كلم بالساعة المدمرة. وحاولت أجهزة وكالة الطوارئ الفيديرالية تحصين السدود الضعيفة في نيو أورلينز، خوفاً من أن تغرق المدينة مرة ثانية في السيول بعد ثلاثة أسابيع من الجهود الكثيفة لشفط المياه من شوارعها. وأمام هذا الواقع، اضطر آلاف اللاجئين الهاربين من نيو أورلينز الى مدينة هيوستن، لحزم أمتعتهم مرة أخرى والاخلاء الى ولايات تينيسي وأركنساو وميتشيغان حيث يوجد أكثر من 100 عائلة عربية أميركية متضررة من الاعصار. وخلافا للسيناريو الذي سبق اعصار"كاترينا"وأوقع الادارة الجمهورية في مأزق سياسي، تأهبت وزارة الأمن القومي الأميركي بالتعاون مع وزارة الدفاع في حشد طاقاتهما البشرية وارسالها الى تلك المدن. وأمرالرئيس جورج بوش بارسال مساعدات غذائية وتوفير وسائل نقل وملاجئ للمشردين. وشملت عمليات الاخلاء العاملين في شركات النفط الموجودة هناك، مثل"أكسون موبيل"و"شيفرون"و"كونوكو فيليبس", مما أثر سلباً على أسعار النفط المرتفعة باضطراد منذ كارثة" كاترينا". ووصل سعر برميل النفط الخام الى 68 دولاراً أميركياً، كون 30 في المئة من النفط يأتي من خليج المكسيك وخصوصاً ولايتي لويزيانا وتكساس. وجاء الارتفاع في اسعار النفط على رغم ان خبراء الارصاد لم يتوقعوا ان يجتاح الاعصار"ريتا"مناطق تواجد المصافي.